يشير تحليل جديد إلى أن العدد الحقيقي للوفيات بسبب فيروس كورونا في المملكة المتحدة يفوق بالفعل 40 ألفاً – أي ضعف العدد الإجمالي الذي وُصِف يوماً بأنه "نتيجة جيدة".
فقد أعلن وزراء في الحكومة الثلاثاء أن عدد الوفيات بلغ 17 ألفاً و337، لكن العدد لا يحتسب سوى الذين ماتوا في المستشفيات بعدما أثبتت الاختبارات إصابتهم بالفيروس.
في الوقت ذاته، وجد مكتب الإحصاءات الوطنية أن عدد الوفيات المسجلة خلال الأسبوع المنتهي في 10 نيسان (أبريل) فاق بنسبة 75 في المئة المعدل الطبيعي في إنجلترا وويلز، أي 18 ألفاً و516.
والآن استخدمت الـ"فاينينشال تايمز" هذا الرقم لاحتساب العدد المرجح لـ"الوفيات الإضافية" منذ ضرب فيروس كورونا المملكة المتحدة – فخلُصت إلى أن العدد قد يصل إلى 41 ألفاً.
وبما أن 24 في المئة من الوفيات تحدث عادة في دور الرعاية، يشير التحليل إلى أن عدد الأشخاص الذين توفّوا هناك يزيد على العدد الطبيعي للوفيات بأقل قليلاً من 11 ألفاً، ويُرجَّح أن يكون كوفيد-19 هو السبب.
وقال أستاذ الطب كارل هينيغان استناداً إلى أدلة من جامعة أكسفورد: "لا أعتقد بأننا شهدنا يوماً قفزة حادة كهذه في عدد الوفيات عند هذا المعدل".
وأضاف أن تفشّي مرض الإنفلونزا الموسمية بين عامَيْ 2017 و2018 ربما أسفر عن مقتل 50 ألف شخص في المملكة المتحدة، لكن هذه الوفيات "امتدت على مدار أسابيع عدّة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والشهر الماضي، قال المدير الطبي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، ستيفن بويس، إنّ 20 ألف وفاة بسبب فيروس كورونا ستكون "نتيجة جيدة" – عندما توقعت دراسة لـ"كلية إمبريال" -التابعة لجامعة لندن (Imperial College)- عدداً قليلاً يبلغ خمسة آلاف و700 وفاة.
وتبلغ الوفيات الإضافية للأسباب كلها 16 ألفاً و952 وفاة فوق المتوسط الموسمي في كل أنحاء بريطانيا منذ بدأت الوفيات الناجمة عن كوفيد-19، المرض الذي يسبّبه الفيروس، بالارتفاع في منتصف مارس (آذار).
لكن بسبب التأخر في جمع البيانات الخاصة بتسجيل الوفيات، أصبحت أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية التي لا تغطي سوى الفترة الممتدة إلى 10 أبريل قديمة إلى حدّ كبير.
وعلى افتراض أن العلاقة بين الوفيات في المستشفيات والوفيات الإضافية ظلت مستقرة منذ ذلك الوقت، يبلغ تقدير الـ"فاينينشال تايمز" لإجمالي الوفيات الناجمة عن الفيروس بحلول 21 أبريل، 41 ألفاً و102 وفاة.
ويشمل الرقم نحو 38 ألف وفاة في إنجلترا وويلز، وأقل بقليل من ثلاثة آلاف وفاة في اسكتلندا وأقل بقليل من 500 وفاة في أيرلندا الشمالية.
ووصف مكتب الإحصاءات الوطنية عدد الوفيات المسجلة بأنه "غير مسبوق"، ولا سيما في ضوء الطقس المشمس الدافئ خلال الفترة السابقة لعطلة عيد الفصح.
وفي مقابل الوفيات الـ18 ألفاً و516 في الأسبوع المنتهي في 10 أبريل، يبلغ متوسط السنوات الخمس الأخيرة 10 آلاف و520 وفاة للأسبوع ذاته من العام.
وأيّد أستاذ "كرسي وينتون للفهم العام للمخاطر" في جامعة كامبريدج ديفيد سبيغلهالتر، التحليل باعتباره "المقارنة الوحيدة غير المتحيزة" نظراً إلى المشاكل التي ترافق قياس الوفيات وأسبابها.
وقال إن فيروس كورونا لم يُذكَر كسبب في عددٍ كبيرٍ من شهادات الوفاة، لكن من المحتمل أن يكون عاملاً مباشراً أو غير مباشر.
وتردد أطباء كثر في البداية في تحديد الفيروس باعتباره السبب في شهادات الوفاة لأنه كان مرضاً جديداً ولم يستطيعوا التأكد من دوره.
وربما خاف بعض الذين توفّوا لأسباب أخرى من الذهاب إلى المستشفى، أو لم يرغبوا في تحمّل عبء الخدمات الصحية – لذلك، كان يمكن اعتبارهم ضحايا غير مباشرين للفيروس.
© The Independent