لم تمنع كورونا حتى أطفال المهاجرين، من ركوب المخاطر للوصول إلى ما يعتقدون أنه بر الأمان (أ.ب)
نُقلت صغيرة، ترتدي بيجاما من وحي قصص ديزني حملت عبارة "السعادة الأبدية"، إلى شاطئ السلامة، فيما يواصل المهاجرون اجتياز القنال الإنجليزية، أو بحر المانش، إلى الساحل الجنوبي لبريطانيا في ظروفٍ غير آمنة.
ووصفت جمعية خيرية معنية بشؤون اللاجئين ذلك الخبر بأنه "يفطر القلب" وحثّت الحكومة على إرساء "طرقٍ آمنة وشرعية" للمهاجرين الذين يعقدون العزم على خوض رحلة محفوفة بالمخاطر تهدّد حياتهم باتجاه المملكة المتحدة في ظل انتشار فيروس كورونا.
وأظهرت الصور فتاة صغيرة ترتدي ثياب نوم زهرية اللون، كُتب عليها Happily Ever After (السعادة الأبدية) تساعدها امرأة، تضع على وجهها كمّامة، في الخروج من مقصورة، فيما ينتظر أحد المسؤولين عن إنفاذ قوانين الهجرة على مقربة منهما.
في هذا السياق، اعتبر ستيفان هايل، الرئيس التنفيذي لجمعية "ريفيوجي أكشن" "أنّه لأمر يفطر القلب أن يُضطّر الناس بمن فيهم الأطفال إلى المجازفة بحياتهم التماساً للملجأ في المملكة المتحدة، بسبب غياب الطرق الآمنة والشرعية للوصول إلى هنا".
وحثّ هايل الحكومة على "التوقف عن التحدث بقسوة" و"البدء بالتفكير بذكاء". وأردف أنّه "يجب إيجاد المزيد من الطرق للأشخاص كي يتمكّنوا من طلب الحماية في المملكة المتحدة، فضلاً عن التزامٍ طويل الأمد لإعادة توطين 10000 لاجئ سنوياً".
وأفاد شهود عيان بأنّ الفتاة هي واحدة من بين ثلاثة أطفال، على الأقل، كانوا ضمن المجموعة المهاجرة.
ويُعتقد أنّ قوات الحدود اعترضت صباح يوم الجمعة الماضي حوالى 5 زوارق تحمل على متنها مهاجرين غير شرعيين. بيد أن وزارة الداخلية لم تؤكد بعد تفاصيل هذه الواقعة.
وفي حادثةٍ منفصلة، استُدعيت فرق الإغاثة الفرنسية إلى الشاطىء بعدما أُفيد عن سقوط 16 مهاجراً من الزورق الذي كان يقلّهم. ولكن عُثر عليهم جميعاً عند الساعة الثامنة صباحاً وقد وصلوا إلى شواطئ قريبة من كاليه في الجزء الشمالي من الساحل الفرنسي من دون أن يكون أي منهم قد أُصيب بأذى، حسبما أفادت قوات خفر سواحل بحر المانش.
وتزامنت تلك الأخبار مع اجتياز 73 مهاجراً آخرين قبل أسبوع إلى منطقة كنت، ممّا دفع بريتي باتيل، وزيرة الداخلية البريطانية إلى القول إنّها "مصمّمة" على وضع حدّ لعبور القنال بشكل غير شرعي، مؤكدةً "لن أقف مكتوفة اليدين فيما يتربّص المجرمون الأشرار بالضحايا الأبرياء". بيد أنّ تعهّدها ذاك دفع قادة الجمعيات الخيرية إلى الطلب من الحكومة إعادة النظر في مقاربتها، فيما دعا أحدهم الوزيرة باتيل إلى أن "تكفّ عن محاربة طواحين الهواء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أعلنت وزارة الداخلية أنّ المملكة المتحدة واليونان قد وقّعتا على خطة لاتّخاذ إجراءات حيال الهجرة وتعهّدتا العمل معاً لمعالجة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ورفضت الوزارة الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن مضمون تلك الخطة المحتملة، باستثناء التأكيد على استمرار زورق لقوات الحدود بإجراء دوريات في بحر إيجيه.
يُذكر أنّ عدداً كبيراً من المشاهير دعموا حملة تدعو وزارة الداخلية إلى وضع حدّ للقيود التي تمنع آلاف المهاجرين من الحصول على الدعم المالي خلال انتشار وباء كورونا. وكانت الممثلة إيما تومسون، حائزة لقب "ديم" الفخري، والممثلة ميريام مارغوليس، بطلة أفلام "هاري بوتر"، في مقدمة الذين انتقدوا بريتي باتيل على سياسة منع العائلات المهاجرة التي لا تملك إقامة دائمة من الحصول على الدعم.
وأقرّت وزيرة الداخلية في وقت سابق أنّه لم يكن ليُسمح لوالديها المهاجرين أن يدخلا إلى المملكة المتحدة لو كانت قواعد الهجرة التي تدعمها حالياً، موضع تطبيق حين وصلا بادئ الأمر.
( أسهمت وكالة "برس أسوسييشن في إعداد التقرير)
© The Independent