وقّع الرئيس الأفغاني، أشرف غني، اتفاقاً لتقاسم السلطة مع خصمه عبد الله عبد الله، اليوم الأحد، ينهي خلافاً استمر لأشهر وزجّ البلاد في أزمة سياسية.
ويأتي الاتفاق، الذي سيقود عبد الله بموجبه محادثات السلام، في وقت تواجه أفغانستان سلسلة أزمات بينها التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد وازدياد أعمال العنف التي راح ضحيتها العشرات الأسبوع الماضي.
وقال صدّيق صدّيقي، المتحدث باسم غني، على "تويتر"، إن "الدكتور عبد الله سيترأس اللجنة العليا للمصالحة الوطنية وسينضم أعضاء من فريقه إلى الحكومة".
بدوره، أفاد فرايدون خاوزن، المتحدث باسم عبد الله، بأن الاتفاق يضمن حصول فريق الأخير على 50 في المئة من المناصب في الحكومة وحكام الولايات.
وقال عبد الله إن الاتفاق يلزم الطرفين تشكيل "إدارة جامعة أكثر ويمكن محاسبتها وذات كفاءة".
وأفاد على "تويتر" بعد التوقيع بأن الاتفاق "يأتي في فترة صعبة، بينما نواجه تهديدات خطيرة".
وأضاف "مهمته ضمان مسار للسلام وتحسين الحوكمة وحماية الحقوق واحترام القوانين والقيم".
وذكر خاوزن أن شخصيات سياسية ووطنية تحظى باحترام واسع ستشرف على تطبيق الاتفاق.
خلاف سابق
كان عبد الله يشغل منصب "رئيس السلطة التنفيذية" بموجب اتفاق سابق لتقاسم السلطة، لكنه خسر المنصب عقب هزيمته في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها غني، الخبير الاقتصادي السابق لدى البنك الدولي، في سبتمبر (أيلول) وسط تهم بالتزوير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن عبد الله، طبيب العيون، نفسه رئيساً وأقام حفل تنصيب في 9 مارس (آذار)، بينما أعيد تنصيب غني كرئيس في اليوم ذاته.
وتنافس عبد الله وغني في انتخابات 2014 الرئاسية والتي أعلن كل منهما فوزه فيها. وفي مسعى لمنع نشوب نزاع، توسّط وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جون كيري، بينهما للتوصل إلى اتفاق تم بموجبه تعيين عبد الله رئيساً للسلطة التنفيذية.
وبعد تجدّد خلافهما، في مارس الماضي، ندّد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بفشلهما في التوصل إلى اتفاق، معلناً خفض المساعدات لأفغانستان بمبلغ قدره مليار دولار.
المحادثات مع طالبان
وبموجب الاتفاق، سيقود عبد الله محادثات السلام المستقبلية مع حركة طالبان، التي وقعت اتفاقاً تاريخياً مع واشنطن يمهّد لسحب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وقال المحلل سيد ناصر موسوي، لـ"أ.ف.ب"، إنه "من المتوقع الآن أن يحل هذان الزعيمان المشاكل التي تواجهها أفغانستان على غرار فيروس كورونا المستجد ومحادثات السلام مع طالبان".
وأشار إلى أن "الضغط الهائل" الذي مارسته الولايات المتحدة عليهما دفعهما لإبرام الاتفاق.
وتابع "لكن الوضع صعب... ستبقى الخلافات إلى حين توصلهما إلى اتفاق مع طالبان".
وأشار المحلل أندرو واتكنز، من مجموعة الأزمات الدولية، إلى أنه لا يُتوقع أن يحل الاتفاق فوراً الخلافات الكامنة بشأن توزيع السلطة. وقال "لكنه كان خطوة ضرورية لمنع حدوث شرخ محتمل في الدولة والمجتمع".
ترحيب أميركي وأطلسي
رحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالاتفاق، داعياً إلى إيجاد تسوية سياسية تضع حداً لتزايد العنف.
وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزير الخارجية الأميركية مورغان أورتيغاس أن "الوزير بومبيو هنأ الزعيمين بالتوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة جامعة في أفغانستان"، مضيفة أنه "أبدى أسفه لإضاعة الوقت" على مدى أشهر في خلاف أغرق البلاد في أزمة سياسية.
وأضاف البيان أن بومبيو "أكد أن الأولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة تبقى التسوية السياسية لإنهاء النزاع، ورحّب بتعهّد الزعيمين العمل فوراً على دعم البدء سريعاً بالمفاوضات الأفغانية-الأفغانية"، بين الحكومة وحركة طالبان.
من جهته، رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بالاتفاق وحضّ الطرفين على استئناف جهودهما لتحقيق السلام.
وقال ستولتنبرغ "أرحّب بالقرار الذي اتّخذه الزعيمان السياسيان في أفغانستان لحل خلافاتهما والعمل معاً لتشكيل حكومة جامعة".