ودّعت الأوساط الاقتصادية والإعلامية السعودية والعربية أحد روادها الأكابر، برحيل صالح كامل الذي خُلع عليه منذ وقت مبكر لقب "الشيخ" إقراراً بأسبقيته في ميادين عدة، مثل تجربة البنوك الإسلامية، والإعلام التلفزيوني الخاص، بما جعله يوصف من جانب أقطاب في الصناعة بـ"الفيلسوف" تارة، وأحد "أبالسة الإعلام"، أي عباقرته، تارة أخرى.
ومع أن الراحل شارف الثمانين من عمره، إلا أنه غادر هذه الحياة بغتة، حتى تداولت تقارير أنه كان بين ضحايا "كورونا"، إلا أنه على الرغم من ذلك لم يتوقف كما يروي السفير السعودي في الإمارات، تركي الدخيل، عن عمل الخير بتخفيف آثار المرض عن مواطنيه، إذ تكفّل بنفقات إجلاء شابين مريضين بأمراض مزمنة بطائرات خاصة، ليعودا إلى ذويهما في هذه الأزمة الحرجة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما بالنسبة إلى أحد المقربين منه لعقود، الكاتب حسين شبكشي، فإنه رأى في توقيت رحيل كامل علاقة بشخصيته التي اعتادت منح كل شيء يقترب منه جانباً روحانياً، وإضفاء المعنى على ظواهر ومهن كان التعاطي معها مثل "الخبز" بالنسبة إلى الشرائح الأوسع من الناس، فمن يشاهد مسلسلاً أو يستثمر في قطاع مقاولات أو بنك استثماري، غالباً لا ينظر إلى أبعد من أرقام الأرباح وزيادة أصفارها، بينما ظلّ لكامل عزفه المنفرد، حتى كاد يحاول "أسلمة" كل شيء، لولا أن إسلام الراحل أرحب بآلاف الأميال مما تؤمل تيارات عدة، بقيت على خلاف معه حياً وميتاً، في ما وسعت رحابة صدره الجميع.
ولذلك فإن شبكشي يرى الرجل من هذه الزاوية "رجل أعمال عربيّ فريد من نوعه، رحل بإخراج ربانيّ فريد في أعظم الشهور وأعظم الليالي ودفن في أعظم البقاع وهو يؤدي أعظم الفرائض"، يعني الصيام، إذ كان أقارب الفقيد تداولوا آخر الرسائل التي شاركها معهم على شكل ابتهالات، يرجو بها من المولى أن يرفع جائحة كورونا عن البشرية، وأن "يعين على صيام رمضان وقيامه، وأن يفتح أبواب بيوته أمامنا، وأن يجعلنا مؤهلين مرة أخرى للقرب منه في بيوته، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام افتخر بأن الله جعل له الأرض مسجداً وطهوراً..".
فلسفته في "البزنس"
ولم يتوقف الجانب الروحاني في شخصية صالح كامل عند دعوات أو أماني يرددها، بل حاول في تنظيره الفلسفي لـ"البزنس" أن يوحي بأنه حتى وهو يعقد الصفقات ويربح الملايين في مجموعته العملاقة "دلة البركة"، إنما يقوم بذلك بروح إيمانية، لكأن شركات المجموعة التي ذكر أنها تتجاوز300 شركة داخل السعودية وخارجها، إنما هي لهدفين صبغهما بالدين، هما "عمارة الأرض، وتشغيل الناس". وإذا كان تأويله للهدف الأول شائعاً، بوصف الإنسان خليفة الله في الأرض وقيامه بواجب عمارتها عمل ديني قبل أن يكون دنيوياً في فلسفة كامل وآخرين؛ فإن الهدف الثاني كان تنظير الراحل له لافتاً.
وذلك حين فسّر في حوار قديم مع الزميل تركي الدخيل، الآية القرآنية في سورة الزخرف "ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً"، بأن أفضلية المرء على غيره، معلقة بإيجاد مجال عمل شريف لمن سواه من بني الإنسان. ولذلك اعتنى كثيراً حسب تأويله، بابتكار المجالات والأعمال التي توفّر أكثر الوظائف. وهذا متصل بفلسفته الأخرى نحو "البطالة"، فهو يراها "جَدة الكبائر"، فالعاطل عن العمل يتجه للمخدرات والإرهاب وقطع الطريق وسائر الشرور، حسب قوله.
والدته تحرض عليه الشعراوي
ولم يكن الراحل يدعي أن هذا التحول في محاولته أسلمة كل شيء، توجه صاحبه في بداياته الأولى، وهو الذي اشتغل بالتجارة باكراً وفتح أول نقطة بيع له في المرحلة الجامعية، حين سنّ طريقاً لم يسبقه إليه أحد في بلاده على الأقل، حين فكّر في بيع مذكرات الأساتذة للطلبة، في تجارة تفيد المعلم والطالب، لمعت في ذهنه يوم وجد صعوبة في الجمع بين نشاطه التجاري وحضور المحاضرات في جامعته بالرياض قبل عقود، فعرض على الأساتذة الفكرة فاستحسنوها وأنشأ المتجر مباشرة، بعد أن احتال على رئيس الاستخبارات في ذلك الوقت بأن طلب منه إعارة العاملين لديه حتى تطمئن الدولة إلى عمل الشاب وتتأكد أنه لا يستهدف "توزيع المنشورات" كما هو الهاجس في ذلك الزمان، ويجد التاجر الجديد عمالة تنجز أعماله في النسخ والتغليف. كما روى في قناة "روتانا خليجية" قبل بضع سنين للزميل صالح الثبيتي.
وهنالك، أقرّ كامل بأن الاهتمام بالربح الحلال لم يكن يشكل هاجساً له قبل أن تقف له والدته بالمرصاد، وقد واجهته بأنه طالما أصبح شغوفاً بالتجارة، فعليه أن يتوقف عن التعاملات الربوية (المخالفة للشريعة الإسلامية)، لكنه بوصفه صاحب دراية ومعرفة بالأمور المالية، اعتقد أن عليه تجاوز والدته، فهو أكثر منها علماً بما يجب أن يحذر. إلا أنها بحزم الأمهات قررت أن توعز إلى المتصوّف المصري الشهير محمد متولي الشعراوي، أن يقنعه بتوقي الربا، فكان ذلك ما حدث من الشعراوي، وهو الذي عرف بأسلوبه الرفيع في تفسير القرآن وتنزيله على حياة الناس ومعايشهم.
انحراف المصرفية الإسلامية
وهكذا انطلق صالح كما يروي موقناً بأن طريقه إلى الثراء يجب أن يتحول، فاعتنق رؤية "البنوك الإسلامية"، وصار أهم المنظرين لفلسفتها، حتى غدت واقعاً في الخليج ومصر، ومن ثم العالم أجمع، نظير الأرباح الطائلة التي تحقق وفق فلسفة كامل، الذي قال إنه شغّل ودائعه المكونة من 3 ملايين فأصبحت 30 مليوناً في عام، لتتطور الثلاثون في العام التالي لتغدو 300 مليون، بفضل تطبيق المصرفية الإسلامية.
لكن المنظّر العربي، وهو المستثمر في 43 دولة عربية وإسلامية، صارح الجمهور الذي كان يبث إليه رؤاه باستمرار عبر حواراته وندواته العلمية السنوية والدورية، بأن "البنوك الإسلامية انحرفت عن مسارها، وأصبحت مشغولة بالآليات، وليس بالمقاصد والمآلات"، التي وصفها بجوهر عمل المصرفية الإسلامية. وضرب على ذلك مثلاً في حينه قبل نحو 10 سنوات، حين ذكر أن استثمارات هذه الشريحة من البنوك في معدن النحاس بالغرب بلغت نحو 300 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم يراه برهاناً على أن تلك البنوك خيّبت آمال المودعين، وآماله، على سبيل النقد الذاتي. وتنفي البنوك الإسلامية خصوصاً في السعودية في سجالات سابقة، اتهامات من هذا القبيل، وتدافع بأنها تدير أعمالها المالية وفق رؤية شرعية، تقيمها لجان مكونة من خبراء وفقهاء لديهم الدراية الكاملة ببرامجها التمويلية.
وهذا النوع من النظريات الاقتصادية، وسواه الكثير، هو الذي دفع الإعلامي المصري عمرو أديب إلى اعتبار الراحل في مقام الفلاسفة في حقله الاقتصادي. وقال "كنت قريباً منه وكان فيلسوفاً اقتصادياً مقتنعاً بالاقتصاد الإسلامي، وكان يرى أن الدول الإسلامية لديها قوة اقتصادية عظيمة. وهو من ضمن المسؤولين الكبار عن اتحاد رجال الأعمال المصريين والسعوديين، كما أن له إسهامات كبيرة جداً في اتساع نطاق الاستثمارات السعودية في مصر".
هاجس مصري
فيما رأى شبكشي، من جهته، أن كامل من طراز فريد في تركيبته "فهو رجل أعمال مختلف مبادر حالم، استطاع أن يحقّق الكثير من أحلامه التي كانت توصف بالمستحيلة. انتشر عربياً وإسلامياً، بادر بإطلاق العديد من الأفكار الاستباقية: الإعلام الخاص، والمصرفية الإسلامية، وشركات الصيانة والتشغيل والكثير من الأفكار الرائدة الأخرى. من صغر سنه، عرف نفسه رجل أعمال مختلفاً، ولكن كان دائماً يصاحب الخير في كل هذه الأعمال. ولذلك كتب له القبول والانتشار بالشكل الذي عليه".
ومع أن الانتشار الذي يشير إليه شبكشي كان لافتاً في شخصية الراحل، إلا أنه كان ذا طابع عربي وإسلامي أكثر، فكامل من بين قلائل المستثمرين العرب المؤمنين بغنى السوق العربية والإسلامية المشتركة من دون الغرب، الذي غدا الاستثمار فيه أهم شروط الثراء في عهد العولمة، فأنشأ تبعاً لذلك استثمارات في معظم دول منظمة التعاون الإسلامي الـ57، مما استحق معه أن يصبح رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة.
لكن مع ذلك، كان لمصر اعتبار خاص بين كل تلك الدول في حياة الفقيد، مثلما وثقت محطاته الاستثمارية والاجتماعية، وينقل أديب الذي تحدّث عن تلك العلاقة بالقول "كان عاشقاً هو وأبناؤه لمصر عشقاً كبيراً. كان رجل أعمال عظيماً من علامات البزنس في العالم العربي، ويقضي في مصر وقتاً لعله أكثر من الوقت الذي كان يقضيه في السعودية، إذ يرى أن قوة مصر وصلاحها يعود بالنفع على الأمة العربية كلها، كما أن مجموع المشروعات التي عملها صالح كامل في مصر، والذين عملوا في مشروعات يملكها في مصر لا يعد ولا يحصى".
من الرياض إلى لندن مسكون بالتفوق
في الجانب الإعلامي، كان للرجل الأسبقية كذلك، فهو في تقدير الصحافي السعودي الكبير، عثمان العمير "آخر الأبالسة الذين علموا الاقتصاد والإعلام السعودي كيف يتحرك".
وكان معروفاً أنه سوى مجموعة "إي آر تي"، هو ووليد الإبراهيم، أقنعا السلطات الرسمية في السعودية، بمؤازرة من صهر كامل وزير الإعلام الراحل محمد عبده يماني، بفتح الباب أمام الإعلام التلفزيوني الخاص، في وقت كان الفضاء العربي لا يسمح بقنوات خارج العباءة الرسمية فيه.
ويدوّن ذلك العمير بتفصيل أكبر، وهو يروي ذكريات معدودات له مع صالح قائلاً "بين تعرفي على الراحل الكبير صالح كامل في مكتبه أمام بوابة الناصرية (وسط الرياض) ولقائنا على حافة شارع الملك في حي تشيلسي، فواصل وعقود طويلة من الزمن، لم تتغير تلك الابتسامة الصافية الخارجة من القلب، والروح المليئة شغفاً بالعمل والإنتاج والتفوق".
وأضاف "من ذلك المبنى المميز الذي مكانه وزارة الخارجية السعودية كانت انطلاقة صالح كامل وعلو كعب إمبراطوريته الإعلامية والتجارية وبزوغه كعنصر فاعل في الاقتصاد الأهلي والإقليمي والعالمي. كان يعي دور الإعلام بشكل عميق، فكان يتواصل معنا في جريدة (الجزيرة)، التي كان يرأسها خالد المالك. ربما كان الأول الذي أسهمت شركته في أنشطة الصحف من مسابقات، وجوائز. حين أسسنا مع مجموعة من الأصدقاء، بينهم الراحلان أخي عبد العزيز الغنيم والزميل العزيز إسماعيل كتكت، مركز تلفزيون الشرق الأوسط للإنتاج الإعلامي في لندن كان صاحب النصيب الأكبر، ثم اشترى بقية الأسهم، ومن ثم جرت مياه كثيرة تحت الجسر. تكرّرت المحاولة بإصدار مجلة في قبرص، ولكن الأمور لم تتيسر، ثم عبرت السنون والأعوام وهو يقفز من نجاح إلى آخر ومن مشروع إلى مثيله بلا توقف".
وخلص العمير إلى أن رفيقه حلّ بالإعلام "حتى لم ينافسه أحد فأنشأ المحطات التلفزيونية... وأدخل المشاهد عصراً جديداً من الإبداع وجمالية المحتوى، وتنوع الأداء وتعدّد القنوات، لم يكل ولم يمل ولم يتوقف حتى أضحى ظاهرة لا تتكرر في جده واجتهاده وإشرافه على كل عمل بنفسه، وتحديه الصعاب، وإبرازه المواهب ورعايتها والوقوف بجانبها، وعلماً من أعلام عصرنا بما قدّمه من عطاءات لم تتوقف حتى آخر ساعة من حياته. لم يستطع قلبه تحمل قدرته المستمرة على العطاء وخياله الواسع في الإثمار. كان صالح كامل إنساناً بكل المقاييس وناجحاً بكل المقاييس وساعياً إلى الخير والمجد معاً".
ثمن الصراع مع المحافظين
لكن نشاطه الإعلامي، الرياضي منه والترفيهي، يبدو أنه الذي أجج بين شرائح من السعودية النقمة ضده – رحمه الله- بتحريض من المحافظين في عقود مضت، معروف عنهم رفض الإعلام الخارج عن النصّ الذي يرونه غير قابل للنقاش.
وحتى بعد أن اقترب كامل من رؤاهم بإطلاقه أول فضائية إسلامية، هي قناة "اقرأ"، وتخلصه من القنوات الرياضية والترفيهية لأسباب مادية ودينية أيضاً وفق تأويل كامل، لم يُرضِ ذلك المناوئين فأقيمت مشاريع عدة مناهضة لـ"اقرأ"، تبتغي صون التوجه الإسلامي الرشيد.
ولم تكن تلك نقطة الاختلاف الوحيدة بين المحافظين ورجل الأعمال السعودي، إذ روى في أطروحاته الحوارية أن المواجهات بدأت منذ عقود مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) عندما أنشأ في مكة مصنعاً للخياطة، جميع عماله من النساء، حرّضت الهيئة الجهات الحكومية على إغلاقه، لأنه دفع المرأة للعمل في مجال لم يكن مرحباً به اجتماعياً في ذلك الحين. وبعد ذلك بعقود اختلف الأمر، لكنه اضطر إلى مواجهة هيئة كبار العلماء، ممثلة في اللجنة الدائمة للإفتاء فيها، عندما أصدرت فتوى تحرّم فيها عمل السعوديات بائعات في المحال التجارية (كاشيرات). قبل أن يجري تجاوز تلك الفتوى من السلطة الدينية نفسها، ويستقر العمل على أن تهيأ ظروف العمل الشريف للنساء، حيثما أمكن ذلك.
إلا أن صالح، وإن كان يقر بأنه ليس مؤهلاً للفتوى، إلا أنه كذلك يعتبر نفسه لصيقاً بالعلماء بما يجعله قادراً على فهم النصوص الدينية، ويدفعه للاعتراض على بعض آراء الأوساط الدينية في قضايا كانت تشتعل في السعودية قبل بضع سنين، مثل "الاختلاط"، فبينما كان رئيساً لغرفة جدة وأقام منتدى عاماً بها، أثار لغط المحافظين عدم فصله بحدة بين الحضور من الجنسين، فساجل الرافضين، وقال إن الاختلاط لم يرد في أي نص من كتاب وسنة تحريماً أو تحليلاً إلا في مسألة واحدة، هي "خلطة الأنعام" في الزكاة، وهي لا علاقة لها بالقضية المبحوثة.
وربما كان هذا السجال المتجدد، هو الذي جعل تيار المريدين يفجّر ضغينته على كامل حين فازت إحدى شركات مجموعته بعقد تشغيل نظام "ساهر" المثير للجدل في السعودية، عندما بدأ تطبيقه. وهو نظام راداري يراقب سرعة السيارات، ويوقّع المخالفات آلياً على المتجاوزين الذي تلتقطهم الكاميرات. ومع أن شركته لم تكن الوحيدة الناشطة في تنفيذ تعليمات وزارة الداخلية بهذا الشأن، إلا أن أكثر الغضب وجه إليه، مما دفعه إلى ممازحة بقية الفائزين بالمناقصة التشغيلية أن يعطوه قسطاً من الأرباح لتلقي غضب الجمهور نيابة عنهم.
غير أن وجود اسم كامل بين المجموعة المتهمة بالوقوع في تجاوزات وقضايا يشوبها فساد، في ما عرف سعودياً بقضية "الريتز"، وجد فيه بعض أولئك الناقمين ذريعة للتعبير عن مشاعرهم ضد الراحل حتى بعد التسوية معه وبعد مماته، في سلوك وصفه كثيرون على "تويتر" بأنه جانَب المروءة في "ذكر محاسن الأموات". بيد أن المنصة نفسها ضجت بتأبين شهود العقود الماضية، والذين عملوا مع الفقيد من أقطار عربية وإسلامية عدة، وصفه بعضهم بـ "الأب، والداعم، والرمز"، خصوصاً وأن استثماراته بقيت تمدّ بالحياة صحفاً وطنية عدة، مثل عكاظ، والوطن، ومكة، حتى توارث منه بعض أبنائه ذلك الشغف.
بيد أن ذلك الصراع مع المحافظين لم يقنع قوى غربية بسلامة موقفه في قضايا ما بعد 11 سبتمبر (أيلول)، إذ جاء في قوائم السلسلة الذهبية، حسب قوله الساخر، وصُنف ضمن الداعمين لتنظيم القاعدة بالمال. وهو بدلاً عن أن ينفي ذلك قال في حواره المشار إليه آنفاً مع الدخيل، إن على أميركا أن تضع نفسها على القائمة "الماسية"، إذ كان دعمها للجهاد الأفغاني في تسعينيات القرن الماضي كان أشد.
ويقرّ الراحل بأنه قابل زعيم تنظيم القاعدة الأسبق، أسامة بن لادن، مرات عدة قبل أن يتغير ويصبح إرهابياً مطلوباً في السعودية والعالم، مؤكداً أن العلاقة مع بن لادن كانت في إطار عائلي وعملي، أو دعم للجامعات والمشاريع الإسلامية التي يستفيد منها اللاجئون الأفغان في باكستان حينها، من دون المجهود الحربي للعرب والأفغان لطرد السوفيات من أفغانستان، فهو ينفي أي دعم له بالمطلق.
ويصف بن لادن بأنه "ركب موجة هجمات سبتمبر" ولا يصدق أن يكون هو وفريقه من قام بتنفيذها، حتى وإن أقرّ بذلك.