توقع نموذج إحصائي أعد بواسطة برامج كمبيوتر أن تلحق بالرئيس الأميركي دونالد ترمب "هزيمة تاريخية" في انتخابات الرئاسة التي تجرى على المستوى الوطني في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بسبب الركود الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا.
وفي استنتاجاته، استند النموذج الذي صاغه "مركز أكسفورد أيكونوميكس" إلى البطالة والدخل المتاح والتضخم للتنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووفق النموذج، سيخسر ترمب بشكل فادح، إذ ينال حوالى 35 في المئة من أصوات الناخبين، بحسب تقرير أعدته شبكة "سي أن أن" الفضائية.
وفي مرّات سابقة، توصل ذلك النموذج إلى نتائج صائبة في 16 من أصل 18 مرّة، بشأن توقع الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقد جاءت النتيجة التي توقعها هذه المرّة على عكس ما تنبأ به ذلك النموذج الحاسوبي نفسه قبل تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
فقبل وقوع الأزمة الصحية العامة، توقع "مركز أكسفورد إيكونوميكس" أن يفوز ترمب بـ55 في المئة من الأصوات، بحسب "سي أن أن".
وفي خلاصاته، كتب "مركز أكسفورد إيكونوميكس"، أن الأمر"يتطلب وقوع معجزة اقتصادية في مداخيل الناخبين كي يفضلوا ترمب"، وفق القناة الأميركية نفسها. وأضاف المركز أن الاقتصاد سيشكّل تقريباً "عائقاً لا يمكن عبوره بالنسبة لترمب عند حلول شهر نوفمبر".
وأضاف "تقرير أكسفورد إيكونوميكس" أن الهبوط في المداخيل برز على ضوء الخلفية الاقتصادية التي تواجهها البلاد الآن، وأن النموذج يفترض أن الوضع سيبقى كما هو عليه حاضراً عند حلول موعد الانتخابات الرئاسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا الصدد، أفاد المركز بأن "الاقتصاد سيبقى في حال أسوأ مما كانه أثناء الركود الكبير (في عشرينيات القرن الماضي)".
كذلك أشار خبراء آخرون أيضاً إلى إن نتيجة الانتخابات ستعتمد على الكيفية التي ستؤثر الجائحة فيها في الاقتصاد خلال الأشهر الستة المقبلة.
وفي هذا الصدد، نقل غريغ فاليير كبير استراتيجيي السياسات في شركة الاستثمارات "أي جِي أف"، إلى قناة "سي أن أن"، أنه "إذا تصاعدت حالات عدوى جديدة فإن الناس سيستنتجون أن ترمب فتح الاقتصاد أبكر مما ينبغي، لكن إذا هبطت حالات العدوى فإن ترمب سيكسب قدراً من الثناء الشعبي".
كذلك يشير الخبراء إلى أن بقاء فترة تمتد ستة أشهر قبل حلول موعد الانتخابات قد يعطي ترمب الوقت لإعادة تأطير حملته الانتخابية ضد جو بايدين، ويرمي مسؤولية تفشي فيروس كورونا على عاتق الصين.
إضافة إلى ذلك، يمكن لمشاركة جماهيرية كبيرة في الانتخابات أن تدفع نتيجتها صوب أيّ من الاتجاهين، بحسب تقرير "أكسفورد إيكونوميكس".
ويُعرف عن ذلك النموذج المستند إلى برامج رقمية، إنه تنبأ بشكل صحيح بنتائج التصويت الشعبي في كل الانتخابات التي أجريت منذ عام 1948، باستثناء انتخابات عامي 1968 و1976.
في المقابل، يقرّ الباحثون أن نموذجهم يحتوي "مُحدّدات متأصلة فيه"، إذ إنه يُقصي العوامل غير الاقتصادية كبرنامج المرشح أو مدى حب الجمهور له.
وفي هذا الخصوص أفاد فاليير بأن "النماذج التقليدية المصنوعة بواسطة برمجيات الكمبيوتر، تكون فعالة في الأوقات العادية، لكننا لسنا في وقت عادي حاضراً".
© The Independent