"ملف الجولان"، التحدي الجديد لإسرائيل على الحدود الشمالية، وتجاه سوريا بشكل خاص، هذا ما أكدته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعدما خرج الجيش الإسرائيلي بحملة تهديد تصعيدية ضد حزب الله، معلناً أن أجهزته الاستخباراتية كشفت عن نشاط عسكري لحزب الله بمحاذاة الحدود مع سوريا، جرى خلاله إنشاء تنظيم أطلق عليه "ملف الجولان"، ويضم عدداً كبيراً من أفراد الميليشيات المسلحة، الذين يتدربون على تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية وفتح جبهة ضد إسرائيل من سوريا، في حال اندلاع مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الجبهة اللبنانية.
وادعى الجيش أن بحوزة "ملف الجولان" وسائل قتالية ومتفجرات وأسلحة خفيفة ومدافع رشاشة وصواريخ مضادة للدبابات، وأنه يدير نشاطاته من دون علم رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو وصوراً ادعى أنها تعود إلى "ملف الجولان" ومؤسسيه. ووفق الجيش الإسرائيلي، فإن رئيس الملف هو علي موسى دقدوق، المعروف بأبو حسين ساجد، وأن حزب الله عاد إلى خطته القديمة وأخذ يشكل تنظيماً مسلحاً خطيراً في الجولان ضد إسرائيل.
عمليات ضد أهداف إسرائيلية
ووفق ما نشره الجيش الإسرائيلي، من صور ومعلومات بشأن "ملف الجولان"، فإنّ معظم أعضاء الوحدة يسكنون في قرى وبلدات منطقة شمال هضبة الجولان، مثل حضر وعرنة وخان أرنبة والقنيطرة، وخططوا للقيام بعمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقاً من الجانب السوري لهضبة الجولان. كما أن هدف الوحدة فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل في حال اندلاع مواجهة ما بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الجبهة اللبنانية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سارع إلى الرد على الكشف عن هذه الوحدة واعتبرها جزءاً آخر من النشاط الإيراني ضد إسرائيل. وقال نتنياهو مهدداً "لديّ رسالة واضحة إلى إيران وحزب الله: نعلم ما تقومون به ونعلم أين تقومون بذلك، وما كشفنا عنه بالقرب من حدودنا ليس إلا غيضاً من فيض مما نعرفه". وأضاف "إسرائيل لن تسمح لكم بالتموضع عسكرياً في سوريا. سنواصل العمل بطرق مكشوفة وخفية من أجل إحباط مؤامراتكم".
حالة طوارئ
الجيش الإسرائيلي من جهته أعلن حالة الطوارئ في المنطقة الحدودية تجاه سوريا، ونشر قوات معززة من جنوده على طول الحدود، كما عزز وحدات المراقبة والطائرات من دون طيار، التي تستخدم في عملياته الاستخباراتية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشملت حملة التحريض الإسرائيلية على حزب الله صوراً لقياديين في "ملف الجولان"، ونشر خرائط حول تمركز هذه الوحدة. يقول الجيش الإسرائيلي إنه في الأشهر الماضية جنّد نشطاء حزب الله المئات من سكان القرى في مرتفعات الجولان للانضمام إلى هذه الوحدة، لكن نشاطها لم يخرج إلى حيز التنفيذ، وبقي ضمن المسار التخطيطي.
واتهم الجيش سكان الجولان السوري بدعم هذه الوحدة والتعاون معها، قائلاً إن "سكان قرى الجولان شرعوا في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحويلها إلى الوحدة التابعة لحزب الله، التي لديها وسائل قتالية ومتفجرات وأسلحة خفيفة ومدافع رشاشة وصواريخ مضادة للدبابات".
وبحسب الإسرائيليين، فإن تغييراً طرأ خلال صيف عام 2018 على ملامح أنشطة حزب الله في هضبة الجولان، إذ بدأ ببناء هذه الوحدة "على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها"، من خلال الاعتماد على أطر حزب الله الأخرى الموجودة في سوريا ولبنان. كما أن عدداً من عناصر الوحدة انتموا في وقت سابق إلى جماعات كانت ضالعة في أنشطة مسلحة في منطقة هضبة الجولان، تحت إشراف سمير القنطار وجهاد مغنية، وتلقى بعض أعضاء الوحدة في الماضي تدريبات ودورات في المجال العسكري.