خلصت نتائج تقرير رسمي تم تسريب مضمونه، إلى أن العنصرية والتمييز في المجتمع البريطاني يمكن أن يساهما في زيادة خطر الوفاة بفيروس كورونا، بين سكّان المملكة المتّحدة من السود والآسيويّين والأقليّات العرقية الأخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير مسوّدة الوثيقة التي أعدّتها "هيئة الصحّة العامّة في إنجلترا"، إلى أن التمييز والعنصرية التاريخيّين قد يعنيان أنه سيكون من الأقل احتمالاً أن يقوم الأشخاص من خلفيات أفريقية وآسيوية وأقليّات عرقية أخرى بالمطالبة بالرعاية الصحّية أو بمعدّات وقاية أفضل لحماية أنفسهم من الوباء.
ويتحدّث التقرير الذي اطّلعت شبكة "بي بي سي" على محتواه، عن أن "العنصرية التاريخية والتجارب السيّئة سواء على مستوى الرعاية الصحّية أو في مجال العمل"، تُعدّان سبباً أساسياً للمخاطر المتفاوتة. وأشار أيضاً إلى أن ارتفاع معدّل انتشار أمراض أخرى مثل داء السكّري أو الربو، يمكن أن يكون له دور في زيادة هذه المخاطر.
وتضيف الوثيقة في خلاصاتها بأن "التأثير غير المتكافئ لوباء كوفيد - 19 في مجتمعات السود والآسيويّين والأقليّات العرقية الأخرى في المملكة المتّحدة، يمكن تفسيره بعددٍ من العوامل التي تتفاوت بين عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والعنصرية والتمييز، ووصم هؤلاء بالعار، والمخاطر المهنية، وهي ستساهم مجتمعةً في انتشار الحالات التي من شأنها أن تزيد من تفاقم العدوى، بما فيها السمنة والسكّري وارتفاع ضغط الدم والربو".
ويوضح التقرير أن المجموعات التي تمّت استشارتها لصياغة المحتوى، أعربت عن "شعورها بقلق عميق وبالغضب والخسارة والخوف داخل مجتمعاتها"، مع تزايد الأدلّة التي تشير إلى أن الفيروس "يفاقم أوجه عدم المساواة الراهنة".
وكانت محطّة "سكاي نيوز" قد ذكرت في وقتٍ سابق، أن توصيات تقرير "هيئة الصحّة العامّة في إنجلترا" في ما يتعلّق بطريقة معالجة أوجه التفاوت بين الناس في شأن مرض كوفيد - 19، قد تمّ إرجاء نشرها، بسبب "المخاوف" المتعلّقة بالأحداث العالمية الجارية"، بحيث كان يُخشى أن يتمّ ربط هذه التوصيات على نطاق واسع، باحتجاجات حركة "حياة السود تهم".
ويأتي تسريب محتوى الوثيقة بعدما وجّهت "الرابطة الطبّية البريطانية" BMA رسالةً إلى وزير الصحّة البريطاني مات هانكوك، تسأله فيها عن السبب في "حذف" الجزء الذي يتضمّن التوصيات المتعلّقة بحماية مجتمعات السود والآسيويّين والأقليّات العرقية الأخرى، من تقريرٍ سابق.
وجاء في الرسالة أن "الرابطة الطبّية البريطانية" دعت إلى إجراء هذه المراجعة وضمّنتها آراءنا في هذا الموضوع، وقد شعرنا بخيبة أمل كبيرة لأن النقاط المثارة في الورقة التي توصّلنا إليها، لم يتم تناولها في التقرير الذي نشر في الثاني من يونيو (حزيران) الجاري. ويبدو الآن أن الصفحات التي تتناول هذا الجانب والمساهمات المقدّمة من جهاتٍ معنية أخرى، ربما تمّت إزالتها من التقرير النهائي".
ويوصي التقرير المسرّب بوجوب أن تعمل السلطات الصحيّة البريطانية على جمع بيانات أفضل عن العرق والدين، وأن تجري تقييماتٍ للمخاطر الصحيّة على العاملين من فئات السود والآسيويّين والأقليّات العرقية الأخرى، وأن تزيد من التنوّع البشري على مستوى قيادات قطاع الخدمات الصحيّة في البلاد.
ويدعو تقرير "الرابطة الطبّية البريطانية" أيضاً إلى وجوب مراعاة خطاب الصحّة العامّة الجوانب الثقافية، وأن تتم صياغتها على نحوٍ يتمكّن فيه الأفراد الذين لا يستخدمون الإنجليزية لغةً أولى، من فهمها بشكل صحيح.
وكانت كيمي بايدينوك وزيرة المساواة ذات الأصول النيجيرية، قد أطلعت أعضاء مجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي، على أن "هيئة الصحّة العامّة في إنجلترا" لم تتمكّن من تقديم أيّ توصياتٍ في تقريرها عن الأفراد من أصول إفريقية وآسيوية وأقليّاتٍ عرقية أخرى وموضوع فيروس كورونا، بسبب نقصٍ في البيانات.
إلا أن راج بوبال الأستاذ الفخري في الصحّة العامّة في "جامعة إدنبره" الذي طُلب منه مراجعة ملفّ التوصيات غير المنشورة، أكّد أن المحتوى يتضمن جميع المقوّمات اللازمة لصياغة وثيقةٍ حكومية تكون مُعدة للنشر.
© The Independent