قالت مجموعة الأعمال "سي بي آي" CBI الأكثر نفوذاً في المملكة المتحدة والتي تمثل 190 ألف شركة في البلاد وتوظّف نحو 9 ملايين شخص أي ثلث القوى العاملة في القطاع الخاص تقريباً، إن الشركات البريطانية لا تمتلك المرونة الكافية للتأقلم مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد الضربة التي وجهها فيروس كورونا لأعمال تلك الشركات.
وأشارت ديم كارولين فيربيرن، المدير العام لمجموعة الأعمال "سي بي آي"، لـ"بي بي سي وورلد"، إلى أنه "لم تكن المفاوضات التجارية لـ(بريكست) تسير على ما يرام بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وكان متحدث باسم الحكومة البريطانية أكد على أن المملكة المتحدة تريد التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي هذا العام.
وقالت فيربيرن، إن "أي عوازل للتعامل مع التكلفة الإضافية والتخطيط للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة قد استنفدت بسبب جائحة (كوفيد-19)"، وأضافت "كل بنس من السيولة النقدية التي جرى تخزينها تم تدميره".
وتابعت "الشركات التي أتحدث عنها لم يكن لديها وقت فراغ للتخطيط لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نهاية العام. هذا هو الصوت المنطقي الذي يحتاج إلى إيجاد طريقه إلى هذه المفاوضات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهذه المفاوضات لا تسير على ما يرام. لقد انفصلوا الأسبوع الماضي، حيث قال كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي إنه تم إحراز تقدم ضئيل للغاية بشأن النقاط الشائكة الرئيسة، بما في ذلك حقوق الصيد المستقبلية في مياه المملكة المتحدة، والالتزامات بالمحافظة على "مجال متكافئ" بشأن التنظيم والمنافسة.
وأدى التأثير المدمر لوباء "كوفيد-19" والصراع من أجل بقاء الأعمال إلى تحويل انتباه الحكومة البريطانية بعيداً عن أي تخطيط للطوارئ بالنسبة إلى "بريكست"، وفقاً لدامي فيرنبيرن، أحد أعضاء مجموعة الأعمال "سي بي آي" التي قالت إنها تخشى من أن الالتزام السياسي بالتخلي عن ترتيبات التجارة الانتقالية الحالية، ما سيضيف إلى العبء على الأعمال التجارية في لحظة حرجة.
"لم تكن الشركات الصغيرة جاهزة في المرة الأخيرة، حيث لم يكن هناك تهديد على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. هذه المرة لن تكون لديهم لحظة للاستعداد لذلك".
مخاض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
توترت العلاقات بين مجموعات الأعمال والحكومة البريطانية بحسب "بي بي سي"، منذ الحملة التي سبقت استفتاء الاتحاد الأوروبي لعام 2016، عندما حذرت مجموعات الأعمال، بما في ذلك CBI، من الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالاقتصاد البريطاني الذي يعد الاتحاد الأوروبي أكبر زبائنه.
وتأمل فيربيرن في أن تساعد هذه الأزمة في بناء جسور لمواجهة عدو صحي واقتصادي مشترك ومميت. وقالت "تدرك الحكومة أنها بحاجة إلى الأعمال".
وحثت مجموعة الأعمال CBI، الخميس الماضي، الحكومة البريطانية على التركيز على كيفية إخراج المملكة المتحدة من حالة السُبات التي تعيشها.
في رسالة إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون، دعت فيربيرن الحكومة إلى جعل توظيف العمّال الشباب على رأس أولويات الحكومة، بالإضافة إلى ضمان خروج المملكة المتحدة من الأزمة مع التركيز على الاستثمار في الصناعات المستدامة بيئياً.
وكان من المقرر أن تتنحى فيربيرن هذا العام، لكنها وافقت على تمديد ولايتها حتى نهاية العام نظراً إلى الأزمة الصحية والاقتصادية المستمرة. وبحسب "سكاي نيوز"، عينت مجموعة الأعمال توني دانكر خلفاً لفيربيرن. ويُتوقع أن تصدر CBI بياناً بهذا الشأن. ويشغل دانكر حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بي ذا بيزنس"، وهي حركة تهدف إلى تحسين سجل الإنتاجية في بريطانيا.
ومن المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة أسوأ تراجع اقتصادي لأي اقتصاد أوروبي رئيس، وفقاً للأرقام الصادرة أخيراً عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
تمديد الفترة الانتقالية وعدم اليقين للشركات
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية "لقد كان من الواضح أننا نريد التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي هذا العام ونحن مستعدون للعمل بجد لتسريع المحادثات. وهذا ما اتفق عليه الجانبان في الإعلان السياسي".
وأضاف "إذا لم نتفاوض على اتفاقية تجارة حرة على غرار كندا (اتفاقية التجارة الحرة)، فسنغادر مع علاقة على غرار أستراليا. ومهما حدث سنغادر السوق الموحدة والاتحاد الجمركي في نهاية هذا العام".
وقال "لقد اتخذنا إجراءات غير مسبوقة لدعم الأعمال التجارية من خلال هذا الوباء ولضمان أن الانتعاش الاقتصادي في المملكة المتحدة قوي وسريع قدر الإمكان. إن تمديد الفترة الانتقالية سيؤدي ببساطة إلى إطالة المفاوضات وخلق المزيد من عدم اليقين لدى الشركات".