يواجه بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطاني غضباً متنامياً على خلفيّة خططه الرامية إلى طلاء الطائرة التي ستحمله إلى جميع أنحاء العالم بألوان علم المملكة المتحدة الأحمر والأبيض والأزرق، ما سيكلف دافع الضرائب نحو مليون جنيه إسترليني (1.2 مليون دولار).
واتهّم نوّاب المعارضة رئيس الوزراء بأنّه "يستخدم المال العام بطريقةٍ غير مقبولة على الإطلاق". وفي هذا السياق، صرّح إد دايفي زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار بالإنابة، أنه بوسع الوزراء استعمال هذه الأموال لشراء 180 ألف جرعة من الدواء المدهش الذي يُزعم أنّ بوسعه أن يكون علاجاً لفيروس "كوفيد-19".
ومن المقرّر أن يجري تغيير مظهر طائرة فوياجر العسكرية التابعة لسلاح الجو الملكي التي يستخدمها رئيس الوزراء البريطاني، وستكتسي بحلة جديدة في مطارٍ في كامبريدج. وأعلنت رئاسة الحكومة أن التكلفة النهائية لإعادة طلاء الطائرة "بهدف الترويج للمملكة المتحدة حول العالم" تُقدّر بنحو 900 ألف جنيه إسترليني (1.1 مليون دولار).
يُشار إلى أنّ هذه الخطوة أتت بعد عامين على إثارة جونسون مسألة ألوان طائرة فوياجر، معرباً عن حاجته إلى أن تسهم طائرته الخاصة في مساعدة المملكة المتحدة على إبرام اتفاقاتٍ تجارية ما بعد "بريكست".
ولفت جونسون، الذي كان آنذاك وزيراً للخارجية، إلى وجوب تخصيص طائرة أخرى له ولزملائه أعضاء مجلس الوزراء الآخرين إلى جانب الطائرة التي يستخدمها غالباً رئيس الوزراء. وقال "أعتقد أن فوياجر طائرة رائعة لكن يصعب الفوز بفرصة للسفر على متنها. لا أعرف من يستخدمها لكن يبدو أنها غير متاحة أبداً". وأضاف أن عدم وجود طائرة مماثلة في البلاد هو أمر غريب بالفعل واقترح أن يكون لونها مختلفاً عن الرمادي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذه الأثناء، أعلنت رئاسة الحكومة أن عملية تغيير شكل الطائرة "تتماشى مع طائرات العديد من القادة الآخرين".
وأضافت في بيان أصدرته لهذه الغاية أن الطائرة ستستمر بحمل اسم "فوياجر" وستستخدمها العائلة المالكة ورئيس الوزراء على حد سواء.
ولدى سؤاله عن الطائرة، قال المتحدث باسم رئيس الحكومة "نتوقّع أن تبلغ كلفة تغيير اللون نحو 900 ألف جنيه إسترليني. ويشمل هذا المبلغ كلفة ابتكار تصميم من شأنه الترويج للمملكة المتحدة في أنحاء العالم كافة من دون التفريط بالدور العسكري الأساسي الذي تضطلع به الطائرة. لقد عملنا على كافة المستويات لضمان مردود تلك الأموال لدافع الضرائب كما ستُجرى الأعمال كلها في المملكة المتحدة ما سيعود بالفائدة المباشرة على المورّدين البريطانيين".
بيد أن ستيوارت ماك دونالد، وهو نائب عن الحزب القومي الأسكتلندي لدائرة جنوب غلاسكو، اعتبر أن عملية تغيير مظهر الطائرة تمثل "استخداماً للمال العام بطريقةٍ غير مقبولة على الإطلاق في وقتٍ ينفق أفراد القوات المسلحة مالهم الخاص على الزيّ العسكري والعتاد، كما أن العجز في خطة المعدّات بلغ مليارات الدولارات خلال عدة أعوام".
وأشار السير إد إلى أن دواء "ديكساميثازون" الذي أعلن باحثون هذا الأسبوع أن بوسعه على الأرجح إنقاذ أرواح بعض المرضى المصابين بـ"كوفيد-19"، يكلّف 5 جنيهاتٍ (6.2 دولار) لمعالجة مصاب واحد.
في سياقٍ متصل، اعتبرت ليلى موران المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي الليبرالي لشؤون التعليم، أنّ هذه العملية هي "تبديد هائل لأموال دافعي الضرائب. يمكن صرف هذه الأموال لتأمين قسائم إضافية للوجبات المدرسية بكلفة 15 جنيهاً إسترلينياً لنحو 60 ألف تلميذ". وأضافت أنّ "بوريس جونسون أهان أقرب حلفائنا وألغى وزارة المساعدات الخارجية ويستمر في الذهاب قدماً نحو إتمام بريكست من دون اتفاق وهو ما سيعود علينا بنتائج مدمّرة. إنّ إعادة طلاء طائرته لن يمحو الضرر الذي ألحقه بسمعة المملكة المتحدة في الخارج".
وكانت النائبة لويز هايغ، وهي وزيرة إيرلندا الشمالية في حكومة الظل العمالية، أطلقت تصريحاً لاذعاً أيضاً، إذ اعتبرت أنه "عندما تكون العائلات في أنحاء البلاد كافة قلقلة على وظائفها وصحتها وتعليم أولادها، فهي تملك الحق في مساءلة أولويات الحكومة عندما تنفق مليون جنيه إسترليني على إعادة طلاء طائرة عُلّقت رحلاتها لأشهرٍ عديدة بسبب تفشي جائحة كورونا".
أما زميلها في الحزب جاستن ماديرز، فقد غرّد متسائلاً "ما الذي يستخدمه لطلاء الطائرة؟ أوراق الذهب؟".
© The Independent