Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب طالب الصين بزيادة مشتريات "فول الصويا" لأغراض انتخابية

بكين استوردت 3.9 مليون طن من أميركا في ديسمبر وكتاب بولتون يكشف تفاصيل مهمة

عادة ما تتحول الصين إلى فول الصويا الأميركي في الربع الرابع من العام (رويترز)

في الوقت الذي يطالب المشرعون الجمهوريون بمعاقبة الصين، يحذّر الاقتصاديون من أن الاقتصاد الأميركي لا يستطيع مقاطعة بكين، إذ يأمل المزارعون في الولايات المتحدة أن تتمكن المرحلة الأولى من الصفقة التجارية، التي أضعفتها الهجمة الاقتصادية العالمية لوباء كورونا، من النجاة من حرب الكلمات المستعرة بين البلدين.

وقال تيم باردول، رئيس رابطة فول الصويا، في ولاية أيوا الأميركية، "في هذه المرحلة، لم يحدث ما كنا نأمل حدوثه، ينفد الوقت ولم نقترب من أرقام التصدير الخاصة بفول الصويا التي كنا نأمل في تحقيقها".

وأضاف أنه التقى لجنة الطرق والوسائل في مجلس النواب الأميركي، بحسب ما أوردته شبكة الأخبار الأميركية "إن بي سي"، والتقى كذلك الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، الذي أعرب عن أمله في أن تفي الصين بالتزاماتها بشراء  فول الصويا، لكن معظم الخبراء يقولون إن هذه الأهداف كانت متفائلة للغاية حتى قبل أن يتعرض الطلب العالمي لضربة قوية بسبب تفشي فيروس كورونا.

الصين استوردت 16.9 مليون طن فول صويا أميركي

وكانت بكين تعهدت بشراء مليارات الدولارات من السلع الزراعية من الولايات المتحدة كجزء من صفقة المرحلة الأولى لتهدئة الخلاف التجاري المرير بين البلدين. وشكّل فول الصويا أكثر من نصف مشترياتها الزراعية الأميركية في عام 2017 قبل اندلاع الحرب التجارية، ومن المتوقع أن يُشكّل جزءاً رئيساً من أي مشتريات متزايدة.

وأظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، بحسب ما أوردته "رويترز"، أن الصين جلبت 3.09 مليون طن من فول الصويا من الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهو 44 ضعف المستوى قبل عام.

وارتفع الرقم أيضاً من 2.56 مليون طن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد أن قامت بعض الشحنات المتأخرة بتخليص الجمارك، لكنه كان لا يزال خجولاً من المستويات الستة ملايين الإضافية لواردات الولايات المتحدة في ديسمبر إلى الصين في 2017 والسنوات السابقة.

وقدمت بيانات يوم الجمعة الفائت تفصيلاً لمشتريات الصين حسب المصادر، بعد أن أظهرت الأرقام التي صدرت في وقت سابق من يناير (كانون الثاني) الماضي، أنها اشترت 88.51 مليون طن من فول الصويا بشكل عام في عام 2019، بزيادة فقط من 88.03 مليون طن في 2018.

وعلى امتداد عام 2019، استوردت الصين 16.94 مليون طن من فول الصويا الأميركي، بارتفاع من 16.6 مليون طن في 2018، عندما انخفضت الشحنات إلى النصف تقريباً عن العام السابق بسبب النزاع التجاري بحسب "رويترز".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعادة ما تتحول الصين إلى فول الصويا الأميركي في الربع الرابع من العام عندما يهيمن الحصاد الأميركي على السوق، لكن الشحنات الأميركية توقفت تقريباً في أواخر عام 2018 بعد أن فرضت بكين تعريفات انتقامية على قائمة المنتجات الأميركية بما في ذلك فول الصويا.

ومع ذلك، استأنف المشترون الصينيون بعض مشتريات فول الصويا الأميركي بعد هدنة في الخلاف التجاري، وبعد أن أصدرت بكين إعفاءات إضافية معفاة من الرسوم الجمركية لبعض الشحنات الأميركية في بادرة حسن نية إلى واشنطن.

وبحسب "رويترز"، بلغت شحنات الصين من البرازيل، أكبر مورد للبذور الزيتية في ديسمبر الماضي، 4.83 مليون طن، بزيادة 10 في المئة عن العام السابق، وبنسبة 25.1 في المئة عن نوفمبر. وللعام بأكمله، جلبت الصين 57.67 مليون طن من فول الصويا من البرازيل، بانخفاض 12.8 في المئة من 66.1 مليون طن في 2018.

ويقوم المستوردون الصينيون بإحضار فول الصويا لاستخدامه في زيت الطهي، وحبوب الصويا لإطعام قطاع الثروة الحيوانية.

وانخفضت الواردات الإجمالية في عام 2019 من 95.54 مليون طن في عام 2017، مع تراجع الطلب الصيني بسبب مرض حمى الخنازير الأفريقي المميت، الذي أدى إلى خفض ما يقرب من نصف قطيع الخنازير الضخم في البلاد.

تضمنت واردات عام 2017 نحو 32.85 مليون طن من فول الصويا الأميركي و50.93 مليون طن من البرازيل.

كتاب بولتون وأسرار المحاصيل

ويشير كتاب جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترمب، في واحدة من العديد من الادعاءات، إلى أن أهداف شراء المحاصيل الأميركية قد تكون عالية بشكل مصطنع من أجل تعزيز فرص إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترمب لولاية ثانية. ويزعم بولتون في الكتاب الذي حاربته الإدارة الأميركية في أروقة القضاء من أجل وقف نشره وفشلت، أن ترمب طلب على وجه التحديد من الزعيم الصيني شي جين بينغ، الموافقة على المزيد من مشتريات المحاصيل من أجل تعزيز مكانته في ولايات الغرب الأوسط التي يحتاج لأصواتها في انتخابات نوفمبر المقبلة.

ونقل تقرير وكالة "بلومبيرغ" الجمعة الفائت، عن مصادر لم تسمها قولها إن الصين ستزيد مشترياتها من المنتجات الزراعية مثل فول الصويا والذرة والإيثانول بعد اجتماع لم يتم الإعلان عنه في هاواي بين وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولين صينيين، وإذا صحت تلك الأنباء، ستعزز الزراعة أسواق السلع الأساسية التي عانت منها طبيعة وعود الشراء الصينية مرة أخرى.

لم تكن النتيجة حتى الآن أكثر من مجرد أمل زائف للمزارعين. ويتتبع معهد بيترسون للاقتصاد الدولي هذه القضية وتحدث عن التقدم المحرز في عمليات الشراء من قبل الصين، إلا أن مبيعات المنتجات الزراعية والطاقة والسلع المصنعة لم ترق إلى مستوى التوقعات بحسب المعهد.

وألقى باردول باللوم على خطاب بكين لخفض أسعار فول الصويا، وقال إن الصناعة كانت تأمل في البداية أن يؤدي خطاب ترمب الصعب بشأن الصين إلى إحداث تغيير.

وأكد رئيس رابطة فول الصويا، أن الكثير من المزارعين يدعمون ما فعله الرئيس ترمب بالصين لأن هذا الأمر مستمر منذ سنوات، وأضاف "كنت أتمنى حقاً الآن، أو قبل عام، أن تتم تسوية هذا الخلاف".

وقال كينيث دالميير، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة كلاركسون غرين، وعضو مجلس إدارة شركة مجلس تصدير فول الصويا الأميركي "بالنسبة إليّ، تم التعامل مع هذه القضية بشكل سيء للغاية بسبب حجم عدم الاستقرار الذي أحدثته، حيث إن عدم الاستقرار يؤثر في الأسعار ويقطع ما يمكن أن يكسبه المزارعون من محاصيلهم".

أميركا بحاجة إلى الصين رغم النزاعات

وفي حين أن المصالح السياسية والتجارية الأميركية قد تكون غير راضية عن بكين، فإن معظمها يعترف بحقيقة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الطلب الصيني لمساعدتها على الخروج من حفرة اقتصادية عميقة. وقال كريغ ألين، رئيس مجلس الأعمال الأميركي الصيني "يعمل نحو 2.4 مليون أميركي في وظائف مرتبطة بالتجارة أو الاستثمار مع الصين".

وأضاف أن الضغط الذي يعانيه مزارعو فول الصويا تحت وطأة النزاع الأميركي الصيني - والتناقض الذي يشعرون به حيال الرئيس الذي وعد بدعمهم لكنه واصل مهاجمة الصفقة التي دافع عنها - هو صورة مصغرة للتأثير المدمر للحرب التجارية القائمة بين البلدين.

وعادة ما تكون الصين ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد كندا والمكسيك، لكن اتفاقيات الشراء للمرحلة الأولى، والفوضى الاقتصادية التي أحدثها جائحة "كوفيد-19"، وضعتها في الصدارة في أبريل (نيسان) الماضي. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تنخفض جميع الاقتصادات الرئيسة الأخرى في العالم هذا العام، فإن البنك الدولي قال إن الصين يمكن أن تحقق نمواً بنسبة 1 في المئة.

وقال تشاد باون، زميل بارز في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي "آخر شيء تحتاجه الشركات الأميركية والعمَّال والمزارعون الآن هو فوضى إعادة تصعيد دوافع سياسية للحرب التجارية بين ترمب والصين".

وقال باردول "لم أعد أشاهد الأخبار بعد الآن، لأن كل ما يُقال يؤثر فينا وفي سوقنا، ولدينا ما يكفي من الضغط". وأضاف "هناك أشياء كثيرة تدعو إلى القلق، كانت عائلتنا تزرع هنا منذ عام 1901، وآمل أن نتمكن من الاستمرار".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد