بعد حريق في منشأة "نطنز" التي يقول بعض المسؤولين الإيرانيين إن سببه ربما يكون عملية تخريب إلكتروني، قال رئيس الدفاع المدني الإيراني إن طهران سترد على أي دولة تنفذ هجمات إلكترونية على مواقعها النووية.
تحديد سبب "الحادث"
ومحطة نطنز لتخصيب الوقود تحت الأرض واحدة من عدة منشآت إيرانية يراقبها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقالت أعلى هيئة أمنية إيرانية اليوم الجمعة 3 يوليو (حزيران)، إنه تم تحديد سبب "الحادث" في الموقع النووي، ولكن "لاعتبارات أمنية" سيتم الإعلان عنه في وقت مناسب.
وأبلغت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في البداية عن وقوع "حادث" في وقت مبكر من يوم أمس الخميس في منشأة نطنز الواقعة في الصحراء في إقليم أصفهان وسط البلاد.
ونشرت لاحقاً صورة لمبنى مكون من طابق واحد وقد احترقت أجزاء من سقفه وجدرانه. ويشير سقوط أحد الأبواب في الصورة إلى وقوع انفجار داخل المبنى.
وقال رئيس الدفاع المدني غلام رضا جلالي للتلفزيون الحكومي مساء الخميس، "الرد على الهجمات الإلكترونية جزء من قوة الدفاع في البلاد. إذا ثبت أن بلادنا استُهدفت بهجوم إلكتروني فسنرد".
بدوره، ذكر الباحث المختص في برنامج إيران الصاروخي في مؤسسة "ميدلبري" بكاليفورنيا فابين هينتس، أن الحادث وقع في مركز إنتاج أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز. وقال في تغريدة على "تويتر"، إنه قام بمقارنة مكان وقوع الحادث بناء على الصورة التي نشرتها منظمة الطاقة الإيرانية والصور التي تنشرها "غوغل" عبر الأقمار الصناعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتناول مقال صدر الخميس عن وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، ما وصفته باحتمال قيام أعداء مثل إسرائيل والولايات المتحدة بأعمال تخريب، على الرغم من أنه لم يصل إلى حد اتهام أي منهما بشكل مباشر.
وقالت الوكالة "حتى الآن، تحاول إيران التصدي للأزمات المتفاقمة والظروف والأوضاع التي لا يمكن التنبؤ بها... لكن تجاوز الخطوط الحمراء من الدول المعادية، خصوصاً تل أبيب وواشنطن، يعني أنه يجب مراجعة الاستراتيجية".
"نمور الوطن"؟
وذكر تلفزيون "بي بي سي" الفارسي أن مجموعة أطلقت على نفسها اسم "نمور الوطن" أرسلت بياناً على البريد الإلكتروني إلى صحافيي القناة، وتبنّت فيه العملية. ويدّعي البيان أن أعضاء المجموعة متغلغلون في الأجهزة الأمنية الإيرانية.
يأتي ذلك بعدما وقع انفجار بالقرب من العاصمة الإيرانية، إذ أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية للتلفزيون الحكومي، يوم الجمعة الماضي، أن انفجاراً وقع في منشأة لتخزين الغاز الإيراني في منطقة تضم موقعاً عسكرياً حساساً بالقرب من العاصمة طهران. وبعد أربعة أيام على الانفجار الأول، دوى انفجار كبير أيضاً مساء الثلاثاء، شمال العاصمة الإيرانية طهران، فيما قال صحافيون إنه وقع في مركز طبي.
البرنامج النووي الإيراني
يذكر أن أول مفاوضات لإقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي عام 2003، جاءت بمبادرة من 3 دول أوروبية هي: فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. وبعد فترة من التعاون، دخلت مرحلة توتر عام 2005 على أثر انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي تبنى موقفاً متشدداً مطالباً بحق بلاده في تطوير برنامج نووي مدني. في عام 2006، توسعت المفاوضات لتشمل الولايات المتحدة والصين وروسيا، التي شكلت مع الأوروبيين "مجموعة 5+1" (الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن زائد ألمانيا). مع تدهور المحادثات، وجهت الأمم المتحدة تحذيرات عدة إلى إيران وفرضت عليها عقوبات دولية. عادت الأطراف إلى المفاوضات فقط، بعد تغيير محمود أحمدي نجاد ومجيء حسن روحاني، في عام 2013. استغرق الأمر أقل من عامين للتوصل إلى "اتفاق مبدئي" في جنيف في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، أما التسوية النهائية فكانت في 14 يوليو (تموز) 2015 في فيينا.
لكن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب وزيادة العقوبات الأميركية أخيراً على طهران فتحا الباب مجدداً أمام مرحلة عدم اليقين في هذا الملف.