يسعى عدد من العلماء إلى تطوير نظام موحّد بغية الكشف عن فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي، الذي في مقدوره أن يرصد ارتفاع حجم الإصابات حتى 10 أيام قبل الأساليب الطبية المعمول بها حالياً.
عبر وضع منهجيات لأخذ العينات وإجراء الاختبارات، وإعداد نماذج علمية، يأمل الباحثون في خفض الاعتماد على فحص أعداد كبيرة من السكان طبياً، وهو إجراء يطرح تحديات مالية ولوجستية.
يؤمل بأن يرتكن خبراء ووكالات حكومية إلى تلك الأساليب، كجزء من عملية رصد مستويات انتشار "كوفيد- 19"، على صعيد البلاد. وجدير بالذكر أن "منظمة الصحة العالمية" ذكرت أن الدليل على انتقال فيروس كورونا عبر أنظمة الصرف الصحي لا يتوافر حاضراً.
ولكن مع ذلك، باستطاعة الاختبارات أن تكشف البقايا الجينية لـ"سارس- كوف- 2"، وهو الفيروس الذي يسبِّب مرض كوفيد- 19"، الموجودة في المياه المبتذلة، ويُعتقد أن الأشخاص المصابين يتخلّصون من الفيروس في برازهم.
لحسن الحظ، يرى العلماء أنه يمكن تحديد المناطق الأكثر تأثّراً بالإصابات في المستقبل عبر مراقبة أنظمة الصرف الصحي على مستوى البلد. وكذلك سيدرس الباحثون احتمال أن يكون فيروس كورونا في مياه الصرف والفضلات الصلبة معدياً، ذلك كجزء من برنامج البحث الجديد الذي تبلغ تكلفته مليون جنيه استرليني. ويعتقد الباحثون أن الفهم الأفضل لعدوى الفيروس في مياه الصرف الصحي يمكن أن يساعد في تقدير الخطر الواقع على العاملين في محطات الصرف الصحي، كذلك على الحيوانات والأشخاص المعرّضين لاستعمال مياه عادمة مصروفة في الأنهار والبحار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقود هذا البرنامج، الذي من المتوقع أن يستمر حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2021، "مركز المملكة المتحدة للإيكولوجيا والهيدرولوجيا" UK Centre for Ecology & Hydrology، ويضمّ علماء من جامعات "بانغور، وباث، وإدنبره، وكرانفيلد، ولانكستر، ونيوكاسل، وأكسفورد، وشيفيلد"، إضافة إلى "مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة" London School of Hygiene & Tropical Medicine. ووينسِّق العمل "وزارة الشؤون البيئية والغذائية والريفية" (ديفرا) Defra و"وكالة البيئة" و"مركز الأمن الحيوي المشترك"، عبر تعاون وثيق مع شركات المياه.
تطرّق إلى ذلك النظام الدكتور أندرو سنغر من "مركز المملكة المتحدة للإيكولوجيا والهيدرولوجيا"، وهو الباحث الرئيس في البرنامج الوطني الجديد الخاص بـ"كوفيد- 19" لرصد الأوبئة في المياه العادمة، فقال: "أظهر كثير من الدراسات أن من المستطاع اكتشاف الحمض النووي الريبي RNA لـ"سارس- كوف- 2"، المادة الوراثية للفيروس، في مياه الصرف الصحي قبل دخول إصابات إلى المستشفيات المحلية، ما يعني أن المياه المبتذلة يمكن أن تصبح فعلاً بالنسبة إلى "كوفيد- 19" وغيره من أمراض معدية ناشئة مثل "الكناري في منجم الفحم" canary in the coal mine (طريقة قديمة لحماية عمال المناجم من الانبعاثات الخطرة على صحتهم)، بمعنى أنها ترصد التفشي في وقت مبكر.
وأردف، "سيتمحور البحث حول علم الأوبئة القائم على مياه الصرف الصحي- ويعتمد هذا المفهوم على إجراء تحليلات لمياه الصرف الصحي بحثاً فيها عن علامات أمراض معدية، أو عقاقير غير مشروعة، أو مستحضرات صيدلانية، بغية الاسترشاد بها عند اتخاذ قرارات متعلِّقة بالصحة العامة. "عبر أخذ عينات من المياه الآسنة في أجزاء مختلفة من شبكة الصرف الصحي، يمكننا تضييق نطاق تفشي الوباء تدريجاً إلى مناطق جغرافية أصغر حجماً، ما يتيح لمسؤولي الصحة العامة توجيه التدخلات بسرعة في تلك المناطق الأكثر عرضة لخطر انتشار العدوى"، على ما قال الدكتور سنغر.
© The Independent