كان الشعور غير مألوف للغاية، بإهدر ليفربول نقاطاً في ملعب "أنفيلد" للمرة الأولى منذ يناير (كانون الثاني) 2019، حيث أوقف بيرنلي مسيرته المستمرة من الانتصارات في 24 مباراة بالدوري، ومنع الأبطال من أن يصبحوا الفريق الثاني فقط في تاريخ الدوري الذي يفوز بنسبة 100 في المئة من مبارياته على أرضه في موسم واحد.
وكان رجال المدير الفني يورغن كلوب يتجولون دون أن ينعكس تفوقهم على لوحة النتيجة بفضل نيك بوب، وقد استفادوا من لعبة مشتركة رائعة في الدقيقة 34 بين لاعب خط الوسط الدفاعي فابينيو والظهير الأيسر آندي روبرتسون، الأمر الذي أسهم في اعتقاد المدير الفني أنه، "إذا كنت تريد أن تكون ناجحاً، فإن الأهداف يجب أن تأتي من كل مكان".
وكانت رؤية البرازيلي وتنفيذه هائلين تجاه روبرتسون الذي تهرّب من الدفاع.
وظهر الظهير الأيسر في يمين المنطقة، وطلب تسلم الكرة ثم سددها برأسية رائعة في الزاوية العلوية.
وكان على ليفربول انتظار افتتاح المباراة، لكن الأمر كان يستحق ذلك.
وشهد الشوط الأول قوة هجومية من الفريق الأفضل في إنجلترا مقابل تألق بوب الذي لا يُصدق.
وتم إجبار بوب على التصدي لأربع فرص تهديفية محققة خلال 45، بينهم فرصتان شبه مؤكدتين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسدد محمد صلاح كرة مرتدة بلطف شديد، فأرسلها نحو الزاوية العليا من مسافة 10 ياردات، لكن الدولي الإنجليزي انحرف بيديه للتصدي للكرة على الرغم من أن بقية جسده كان وراء المرمى، مما جذب التصفيق من كلا الجهازين الفنيين للناديين.
وقبل استراحة ما بين الشوطين بقليل، كان بوب ينقذ هدفاً آخر من الزاوية العلوية، بعد تسديدة من ساديو ماني، لكن الحارس أمسكها بيده اليمنى القوية.
وكان السبب الوحيد وراء ظهور نتيجة 1-0 في الشوط الأول، هو ضعف دفاع بيرنلي أمام فريق ميرسيسايد.
وقال كلوب، "كانت هناك لحظات عندما كان الأمر كمواجهة بين ليفربول ونيك بوب، أعتقد أن التحدي الأكبر في كرة القدم هو اللعب ضد فريق جيد التنظيم ولديه هذا الإبداع في التمركز مثل بيرنلي".
"لكننا خلقنا فرصاً كبيرة ولكن كان هناك شخص يريد أن يحرمنا دائماً وهو نيك بوب".
وتمكن الفريق المضيف من إطلاق تسع تسديدات داخل منطقة الجزاء في أول 45 دقيقة وكانت سيولة لعبهم رائعة، وسار الشوط الثاني على ذات النهج، بموجة هجوم تلو الأخرى، حيث سدد روبرتو فيرمينو كرة في القائم، بينما كان الفريق الزائر في وضع صد كامل.
ولكن مع هدف واحد فقط يفصل بين الجانبين وانتظار بيرنلي لتعظيم دور قطعه الثابتة، كانت هيمنة ليفربول لا تزال عرضة للخطر.
وقد تحقق ذلك مباشرة بعد استراحة المشروبات في الدقيقة 69 عندما سُددت ركلة حرة من العمق نحو غاي رودريغيز، الذي وضع الكرة في الشباك بشكل ممتاز.
وحاول ليفربول في عدد من اللقطات استعادة الهيمنة، لكن بيرنلي كان الأقرب إلى الصدارة في الدقائق الأخيرة.
وسدد جوي غودموندسون تسديدة أعلى العارضة بعد مجموعة تمريرات، وقد تحولت إلى ركلة ركنية.
وشهدت المباراة نتائج إيجابية لليفربول، ليس أقلها أداء المراهقين كيرتس جونز ونيكو ويليامز، في حين أنه الفريق ما زال في طريقه لتأمين أفضل رصيد نقاط إجمالي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولكن سيكون هناك أيضاً خيبة أمل في التخلي عن مسيرته التي لا تشوبها شائبة على ملعبه.
وفي الوقت نفسه، رفع التعادل فريق بيرنلي إلى المركز التاسع، فوق توتنهام، وفقط بنقطتين خلف وولفز في مركز أوروبي محتمل.
© The Independent