أُدخل نحو 2500 طفل بريطاني إلى المستشفيات خلال الأشهر الستة الأولى من 2020 بسبب سوء التغذية وفق ما بيّنته أرقام صدرت أخيراً، في خضم مخاوف من أن جائحة كورونا نشرت عوزاً إلى الطعام تصاعد في المملكة المتّحدة.
وجاءت تلك البيانات التي استُحصل عليها من صناديق الدعم التابعة لهيئة "الخدمات الصحيّة الوطنيّة" عبر نظام طلب "حريّة تداول المعلومات"، لتُظهر أن إنجلترا وحدها شهدت دخول 2483 طفلاً إلى المستشفى بسبب سوء التغذية خلال الأشهر الستّة الأولى من 2020. ويمثّل ذلك ضعفي الرقم المسجّل في الفترة عينها من 2019.
ويأتي هذا الرقم الذي يساوي حوالي 103 أطفال في الأسبوع، من 150 مستشفى يديرها 50 صندوق دعم تابع لهيئة "الخدمات الصحيّة الوطنيّة" ("إن اتش إس")، واستطراداً، يعني الأمر نفسه أن الحجم الحقيقي للأزمة أكبر بكثير على الأرجح. وكذلك شهدت مظاهر الجوع تفشّياً خلال الإقفال العام المصاحب لجائحة كورونا. وقد كشفت الأرقام التي توصّلت إليها الحكومة عن تقلّص حجم الوجبات الغذائيّة، أو حذف بعضها كليّاً بالنسبة إلى7.7 مليون شخص من البالغين، نظراً لعجز هؤلاء عن تأمين الطعام.
بالتوازي مع ذلك، شهد الإقبال على "بنوك الطعام" (مؤسّسات خيريّة غير ربحيّة تقدم الطعام للمحتاجين) ارتفاعاً دراماتيكيّاً. إذ وزع بعض تلك البنوك ممن يعمل تحت إشراف مؤسسة "تراسيل تراست" Trussel Trust الخيريّة حصص طعام في أبريل (نيسان) الماضي بنسبة تزيد 89 في المئة على الحصص التي وُزّعت في شهر أبريل من العام المنصرم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا السياق، يشار إلى ليلى موران، التي تمثّل الحزب الليبرالي الديموقراطي في البرلمان وتطمح إلى قيادة حزبها، والتي تقدّمت بطلب "حريّة تداول المعلومات" من صناديق الدعم التابعة لهيئة "إن اتش إس". وقد عبّرت موران عن قلقها إزاء تلك الحالة، مشيرة إلى أنّه "ما زال شائعاً على نطاق واسع، اعتبار مشكلات سوء التغذية محصورة في دول العالم النامي. للأسف هذا ليس صحيحًا". وأضافت "في المملكة المتّحدة حاضراً، يقبع آلاف من الأصدقاء والأقارب والجيران والزملاء في ظلّ مخاوف من أن يصيبهم أثر سوء التغذية. لقد صدمتني هذه المعلومات والأرقام، وكذلك أغضبني أن يكون الناس في بريطانيا في 2020 بحاجة لعلاج طبي في المستشفيات جرّاء سوء التغذية. علينا التحرّك قدماً، وخلق نظام حماية اجتماعي يمكنه تقديم العون للجميع، ويضمن ألّا يجوع أحد في بلادنا". وتابعت موران كلامها فاعتبرت أن "الأسباب الداعية إلى معالجة هذه الأزمة المسكوت عنها، تعتبر كبيرة وصارخة. ثمة علاقة وطيدة بين سوء التغذية ومسببات الوفيات. إذ يطيل سوء التغذية المكوث في المستشفى، ويحبط مستوى المعيشة، ويزيد مخاطر الإصابة بأمراض أخرى".
استطراداً، بحسب المعلومات والمعطيات التي حصلت عليها ليلى موران، تظهر الأرقام أن حوالي 11515 طفلاً أدخِلوا إلى المستشفيات البريطانية منذ العام 2015 بسبب سوء التغذية. وفي السنة الجارية، سجّلت 915 حالة في المستشفيات الجامعية التي يشرف عليها صندوق دعم مستشفيات كامبريدج الجامعية ("كامبريدج يونيفرسيتي هوسبتالز")، فيما سجّلت المستشفيات التعليمية التي يشرف عليها صندوق دعم مستشفيات "شيفيلد" التعليمية ("شيفيلد تيتشنغ هوسبيتالز") 587 حالة. وأفادت مستشفى النساء في "ليفربول" ("ليفربول وومنز هوسبيتال") عن حالة سوء تغذية خلال الحمل، كما سجّل صندوقا دعم مستشفيات "رويال لندن فري"، و"نيوكاسل آبون تاين" 656 حالة في 2020.
في الإطار عينه، تجاوب 80 صندوق دعم تابع لهيئة "الخدمات الصحيّة الوطنيّة" مع طلب "حرية تداول المعلومات"، فيما لم يعط سوى 50 صندوقاً منها معلومات أساسية، وفق البرلمانيّة ليلى موران.
© The Independent