حذّرت الأمم المتحدة، الجمعة 24 يوليو (تموز)، من استخدام القوة المفرطة ضدّ المتظاهرين والإعلاميين في الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن نشر رجال أمن غير معرَّفين، زاد خطر انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد، في حين أعلنت وزارة العدل الأميركية اعتقال 18 شخصاً وتوجيه اتهامات لهم بارتكاب جرائم خلال الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في بورتلاند.
وفي ردّ على أسئلة حول المواجهات العنيفة في مدينة بورتلاند الأميركية بين القوات الفيدرالية ومتظاهرين ضدّ العنصرية ووحشية الشرطة، شدّدت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إليزابيث ثروسيل على وجوب حماية الحق بالتظاهر والتجمّع السلميَّيْن.
وقالت ثروسيل للصحافيين في جنيف "التجمعات السلمية التي تجري في مدن في الولايات المتحدة مثل بورتلاند يجب أن تكون قادرةً حقاً على الاستمرار"، مضيفةً أنه يجب على الناس أن يكونوا قادرين على التظاهر والإعلاميين على التغطية من دون "التعرّض لخطر الاعتقال أو الاحتجاز التعسّفي، أو لاستخدام غير متناسب أو تمييزي للقوة، أو التعرّض لانتهاكات أخرى لحقوقهم".
تحقيق في سلوك عملاء فيدراليين
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعمّت الاحتجاجات الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد، وهو رجل أميركي من أصل أفريقي توفي على يد شرطي أبيض خلال اعتقاله في مينيابوليس في 25 مايو (أيار).
وبدأت تلك التحركات تفقد زخمها في وقت سابق من هذا الشهر، قبل أن تظهر تقارير حول قيام ضباط فيدراليين بخطف متظاهرين من بورتلاند ونقلهم بسيارات لا تحمل علامات تعريف، ما أثار موجةً جديدةً من الاحتجاجات.
وأعلنت هيئة رقابة مستقلة تابعة لوزارة العدل الأميركية، الخميس، أنها ستباشر التحقيق في استخدام القوة من قبل عملاء فيدراليين في بورتلاند.
تقارير "مثيرة للقلق"
وقالت ثروسيل إن التقارير عن ضباط أميركيين مجهولين يقومون باعتقالات مثيرة للقلق على وجه الخصوص، مشيرةً إلى أن هذه الممارسات "يمكن أن تؤدي إلى الاعتقالات التعسّفية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان".
ودعت السلطات "إلى ضرورة التأكّد من أن قوات الأمن الفيدرالية والمحلية التي يتم نشرها معرّفة بشكل صحيح وواضح وتستخدم القوة فقط عند الضرورة وبطريقة متناسبة وبما يتوافق مع المعايير الدولية". ولفتت إلى أنه على الصعيد العالمي، يجب على السلطات ضمان أن يكون الأشخاص الذين يتم نشرهم لتطبيق القانون، لا يهدّدون "باستخدام القوة لردع المتظاهرين السلميين".
توجيه اتهامات اتحادية ضد 18 محتجاً
في غضون ذلك، أعلنت وزارة العدل الأميركية اعتقال 18 شخصاً شاركوا في احتجاجات مدينة بورتلاند أخيراً، موضحةً في بيان أن كل المعتقلين مثلوا للمرة الأولى أمام محكمة اتحادية وجرى إطلاق سراحهم مؤقتاً في انتظار محاكمتهم أمام هيئة محلفين أو خضوعهم لإجراءات قضائية أخرى.
وقال المدعي العام لمدينة بورتلاند بيلي وليامز، إن الاتهامات الموجّهة لخمسة منهم شملت الاعتداء على ضابط اتحادي والتعدي على الممتلكات وإثارة الاضطرابات حلال احتجاجات مساء 20 يوليو.
وقال ممثلون للادعاء إن سبعة أشخاص وجّهت لهم اتهامات متعلقة بأفعال إجرامية خلال احتجاجات مساء 22 يوليو، كما وُجّهت اتهامات لستة آخرين بشأن تصرّفات مزعومة خلال الاحتجاجات مساء 23 يوليو.