يواجه وزير الداخلية الكويتي أنس الصالح تهماً خطيرة تتعلق "بسوء استغلال المنصب وانتزاع اعترافات بالقوة والتعذيب الجسدي، وتزوير إرادة الأمة والعبث في قيود الناخبين"، في جلسة استجواب أثارت اهتمام الشارع الكويتي مساء اليوم.
شعيب المويزري معقبا على رد وزير الداخلية: الصالح لم يظهر دليلاً واحداً يحصنه وما يهمني هو محاسبته سياسياً على استغلاله منصبه في التربح. #جلسة
— مجلس الأمة (@MajlesAlOmmah) August 18, 2020
وكان النائب شعيب المويزري قد تقدم بمذكرة استجواب قدمها لرئيس المجلس، مرزوق الغانم، الذي حدد بدوره جلسة في نهاية الشهر الحالي لطرح الثقة في الوزير من عدمها، الأمر الذي يدفع الحكومة الكويتية وبرلمانها لإزاحته من منصبه.
وقال مرزوق الغانم، "وفقا للمادة "102" من الدستور والمادة "144" من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة لا يجوز للمجلس أن يصدر قراره في هذا الطلب قبل سبعة أيام من تقديمه"، مضيفاً، "وعليه سيتم التصويت على طلب طرح الثقة في جلسة خاصة الأربعاء المقبل الموافق 26 أغسطس الحالي".
شعيب المويزري خلال مرافعته باستجواب وزير الداخلية : هناك تجاوزات للقانون خصوصا من قبل المباحث حيث قامت بترهيب وتخويف الناس من خلال استدعائهم عن طريق الهاتف وعدم توجيه بلاغات استدعاء رسمية لهم لاسيما بشأن قضايا تتعلق بتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي. #جلسة
— مجلس الأمة (@MajlesAlOmmah) August 18, 2020
وتنص المادة 101 من الدستور الكويتي على أن "كل وزير مسؤول لدى مجلس الأمة عن أعمال وزارته، وإذا قرر المجلس عدم الثقة بأحد الوزراء اعتبر معتزلاً للوزارة من تاريخ قرار عدم الثقة ويقدم استقالته فوراً". بحسب ما نقلته وكالة البلاد الرسمية "كونا".
خالف الدستور والقانون
واستعرض النائب شعيب المويزري مذكرته التي قدمها لرئيس مجلس الأمة، وتتضمن ثلاثة محاور، "التربح من المنصب الوزاري، وانتهاك ومخالفة القانون واستعمال السلطة، وتزوير إرادة الأمة والعبث في قيود الناخبين".
وقال المويزري، عقب جلسة اليوم، بحسب ما نقلته صحف محلية، "لم يظهر وزير الداخلية دليلاً واحداً يحصنه، لقد بدأت مرافعته بمحاولة كسب تعاطف وانتهى بمحاولة كسب تعاطف ولم يبن ما لديه".
ويؤكد المويزري، أن ما يهمه كمقدم للاستجواب هو محاسبة الوزير على استغلاله منصبه في التربح، ويستغرب النائب في حديثه تحت قبة البرلمان ادعاءات وزير الداخلية بأنه حارب مشاهير الكويت، الذين يواجهون تهماً تتعلق "بغسل الأموال" بينما هو من يمنحهم "تصاريح خروج".
شعيب المويزري خلال مرافعته باستجواب وزير الداخلية : عهد الوزير شهد عبث بالجداول الانتخابية بهدف فرض سيطرة الجهاز الحكومي ومن أجل مصالح بعض الأفراد، وفي عدة دوائر انتخابية تم تسجيل عشرات الأشخاص على سكن واحد. #جلسة
— مجلس الأمة (@MajlesAlOmmah) August 18, 2020
بماذا رد وزير الداخلية؟
من جهته وصف وزير الداخلية، أنس الصالح هذه الاتهامات "بالافتراءات" التي تفتقد إلى الأدلة، واعتبر وزير الداخلية أنه مستهدف لأنه حرك مياه الفساد الراكدة ولأنه مواطن أيضاً ويشغل منصباً وزارياً مهماً في البلاد".
وفيما يتعلق في تهمة "تزوير إرادة الأمة واللعب في قيود الانتخابات"، قال الصالح، "إن قرار نقل القيود الانتخابية هو قرار الناخب ولا علاقة لوزارة الداخلية بها"، كما لفت إلى أنه تم تقصي ملف القيود الانتخابية من أجل معرفة العناوين الصحيحة وحصر أعداد الوفيات وشطبها من القيود الانتخابية".
ويؤكد وزير الداخلية أن ثمة 20 شكوى مقدمة بحق أفراد في وزارة الداخلية تم تحويلها إلى النيابة العامة. وقال، لا ينبغي لنا أن نعمم تصرفات فردية شاذة على كافة رجال الأمن، وكان هذا في معرض دفاعه عن اتهام لوزارته "بتعذيب وانتزاع اعترافات من المقبوض عليهم".
الوزير أنس الصالح في رده على المستجوب : تم الطعن بذمتي واتهامي بالتربح واستغلال سلطتي لتحقيق مكاسب مالية ويفترض من المستجوب أن يتحقق من الافتراءات قبل أن يدلي بها، وكل بياناتي المالية موجودة لدى هيئة (نزاهة). #جلسة pic.twitter.com/o0LbFV0OEk
— مجلس الأمة (@MajlesAlOmmah) August 18, 2020
وكان خطاب النائب المويزري، الذي قدمه لرئيس مجلس الأمة في الـ27 من يوليو (تموز) الماضي، قد تضمّن القول، "يعد الاستجواب جوهر النظام البرلماني وأداة كفلها الدستور لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة؛ بهدف تمكينهم من محاسبة أعضاء السلطة التنفيذية على الأمور الداخلة في اختصاصاتهم، وهو ما نصت عليه المادة 100 والمادة 101 من الدستور".
اعتقال وتعذيب
واتهم النائب الكويتي وزير الداخلية في خطابه بأنه "استباح لنفسه ولوزارته اعتقال المواطنين والتعدي عليهم بالسب وامتهان كرامتهم، بعد أن أغرتهم السلطة وأغوتهم السطوة وارتكبوا الجرائم والآثام وهم من كُلِّفوا بمكافحتها"، مؤكداً أن هذا الأمر يعد "اختراقاً للقانون".
وواصل المويزري في خطابه قائلاً، "استباحوا لأنفسهم الخروج على القانون وظنوا أنهم فوق المساءلة، وأن أحداً لا يستطيع محاسبتهم، وما أفظع من أن يقوم من هو على رأس هرم وزارة الداخلية بمخالفة القانون، وهو الذي كان ينبغي عليه احترامه وتطبيقه".
وزير أنس الصالح رجل ذو أخلاق عاليه ومحترم للامانه خلافنا معك ليس لذاتك أو عائلتك وأنما للأداء وادارتك لوزارة الداخلية محشوم ولك كل تقدير
لكن بإمانه إذا تجاوزت الاستجواب دخلنا في المجهول و ضاعت الكويت
أمامك خيارين
-استقاله
- أو سيزداد الفساد والظلم
-#استجواب_وزير_الداخليه pic.twitter.com/nwTiNvIWL2
— عبدالعزيز سلطان (@Abdulaz14391096) August 18, 2020
تفاعل شعبي
وتفاعل مغردون كويتيون مع استجواب وزير الداخلية عبر هاشتاغ #استجواب_وزير_الداخلية. عبروا من خلاله عن آرائهم التي بدأت مختلفة حول توقيت الاستجواب الذي يأتي في الوقت الذي تواجه وزارة الداخلية قضايا حاسمة كقضية "الصندوق السيادي" وغسل الأموال التي يواجهها عدد من مشاهير الكويت.
وكتب زجران وهو مغرد كويتي، "يحاولون بكل قوتهم إزالة وزير الداخلية أنس الصالح بأسرع وقت لأنه كشف بلاوي لم يستطع أحد قبله أن يكشفها، وعندما اقترب الدور على المتورطين، فألزمهم الأمر إزاحة الوزير لأن الدور القادم عليهم".
عندك شركة وعند غيرك شركات.، لكنهم ليسوا على رأس السلطة التي تتعامل مع هذه الشركات!!
إذا كان لديك "ملكية" في شركات تتعامل مع جهات تتبع لك.. فهذا "تعارض مصالح" من الطراز الممتاز وعليه إما التخلي عن الملكية أو الرخلي عن المنصب. الأثنين معاً ما يجوز. #استجواب_وزير_الداخلية
— سعود العصفور (@SaudAlasfoor) August 18, 2020
فيما كتب صلاح الهاشم، "حسناً فعل النائب الفاضل شعيب المويزري حين قام بتحويل أسئلته المُقدمة إلى وزير الداخلية منذ الخامس من يوليو من دون إجابة إلى استجواب بعد مضي المدة التي حددتها اللائحة الداخلية للمجلس وهي 15 يوماً، ما لم يطلب الوزير التمديد من المجلس وهذا لم يحصل. اللائحة قانون وضعه المجلس لتنفيذه واحترامه".
شعيب المويزري : بعض الضباط يتم استخدامهم للمصالح الشخصية ويتم ترقية الفاسدين منهم على حساب غيرهم
وزير الداخلية لم يحل أي قضية فساد إلى النيابة.. و #الصندوق_الماليزي
و الفاشنستات أحالهما #وزير_المالية #براك_الشيتان
#استجواب_وزير_الداخلية pic.twitter.com/XtpMb0ssOv
— جنرال (@GneralQ8) August 18, 2020
ويعد الوزير أنس الصالح الذي تم تعيينه في أواخر عام 2019 أول وزير يتقلد منصب وزارة الداخلية منذ إنشائها عام 1962، بعد عقود من حصرها على العائلة الحاكمة.