في ما أشار تقرير حديث إلى أن تحركات العملات تُنذر بأن هناك المزيد من الاضطرابات التي قد نشهدها في الفترة المقبلة داخل الأسواق العالمية، فإن صناديق الأسهم الأميركية شهدت أكبر نزوح للتدفقات في 15 أسبوعاً خلال الأسبوع نفسه الذي بلغ فيه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مستوى قياسياً مرتفعاً.
وتشير التوقعات إلى أن الدولار الأميركي يتجه إلى أن يفقد سيطرته كأحد أهم الملاذات الآمنة مع استمرار خسائره مقابل سلة العملات العالمية. ووفق تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن الهبوط في قيمة الدولار الأميركي خلال الشهر الماضي أثار هزة بالعملات بشكل عميق لدرجة أن التقلبات المتوقعة في الأسواق لم تعد مرتبطة بمقياس مماثل للأسهم الأميركية.
ويرى رئيس صناديق الأصول المتعددة "ليجل آند جنرال إنفيستمنت مانجمنت"، جون رو، أن هذا الأمر يُعد بمثابة إشارة تذكيرية بأن تحركات الدولار يمكن أن تكون محركاً كبيراً للمخاطر والمعنويات والمؤثرات خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأشارت بلومبيرغ، إلى أن هذا يرجع إلى قلق تجار العملات بشأن الأمور المجهولة التي قد تحدث في الأشهر المقبلة وتأثيرها في الدولار.
ويشمل ذلك الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة وخطر حدوث قفزة جديدة بحالات الإصابة بفيروس كورونا خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وهو العامل الذي لعب دوراً مهماً لصالح اليورو.
برامج التحفيز تقلل المخاطر التي تواجهها الشركات
في الوقت نفسه، فإن تقلبات الأسهم آخذة في الانخفاض بسبب برامج التحفيز التي تقدمها البنوك المركزية مما يقلل من المخاطر السلبية على إيرادات الشركات.
وانضمت غولدمان ساكس إلى شركات أخرى فيما يتعلق برفع مستهدف مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بحلول نهاية العام الحالي.
وفي حين أن مؤشر التقلبات للأسهم الأميركية "في آي إكس" تراجع لأدنى مستوياته منذ 21 فبراير (شباط) الماضي على أساس الإغلاق، فإن مؤشر تقلبات العملات الأجنبية العالمي لـ"جي بي مورغان" قرب أعلى مستوياته منذ مايو (أيار) الماضي. وتسبب هذا التفاوت في دفع العلاقة لمدة 40 يوماً بين المؤشرين أدنى الصفر خلال الشهر الحالي، ليكون عند أدنى مستوى منذ عام 2009.
وترى محللة الأصول المتعددة في "سوسيتيه جنرال"، صوفي هوينه، أن الافتقار إلى الارتباط يسلط الضوء على التنويع بعيداً عن الدولار الأميركي، لكن السؤال هو ما إذا كان لدينا نفس الحركة في الأسهم؟.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أكبر نزوح للتدفقات في 15 أسبوعاً
في الوقت نفسه، أفادت تقديرات متخصصين لدى "بنك أوف أميركا"، تستند إلى بيانات تدفقات مالية، بأن صناديق الأسهم الأميركية شهدت أكبر نزوح للتدفقات في 15 أسبوعاً خلال الأسبوع نفسه الذي بلغ فيه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مستوى قياسياً مرتفعاً.
وأوضح أنه جرى سحب نحو 7.8 مليار دولار من سوق الأسهم خلال الأسبوع المنتهي في 19 أغسطس (آب) الحالي، بينما تدفقت 14.5 مليار دولار إلى السندات و1.2 مليار دولار إلى الذهب وشهد النقد نزوح 29.7 مليار دولار.
وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز عند مستوى قياسي مرتفع هذا الأسبوع، لينتعش معوضاً خسائر ضخمة تكبدها بفعل جائحة كورونا. كما قال متخصصو البنك الأميركي إن الدولار الذي بلغ أدنى مستوى خلال عامين في 18 أغسطس (آب) الحالي.
في تعاملاته الأخيرة، وسع الدولار الأميركي مكاسبه مقابل سلة من العملات الرئيسة خلال تعاملات يوم الجمعة، بعد بيانات اقتصادية. وتلقت الورقة الأميركية الخضراء الدعم بعد بيانات اقتصادية كشفت عن ارتفاع النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة لأعلى مستوى في 18 شهراً خلال الشهر الحالي.
كما قفزت مبيعات المنازل الأميركية القائمة بوتيرة قياسية تجاوزت 24 في المئة خلال شهر يوليو (تموز) الماضي. وجاء صعود الدولار مع ضعف العملة الأوروبية الموحدة عقب بيانات سلبية بشأن اقتصاد منطقة اليورو.
وفي وقت متأخر من التعاملات، صعدت العملة الأميركية مقابل نظيرتها الأوروبية الموحدة 0.7 في المئة ليتراجع اليورو إلى مستوى 1.1774 دولار. كما ارتفع الدولار أمام الين الياباني 0.2 في المئة إلى 105.99 ين، لكنه صعد مقابل العملة السويسرية بأكثر من 0.5 في المئة مسجلاً 0.9126 فرنك.
وبالنسبة لزوج العملات (الجنيه الإسترليني-الدولار)، فشهد هبوطاً 1.1 في المئة لتتراجع العملة البريطانية إلى 1.3062 دولار. وفي هذه الأثناء، ارتفع المؤشر الرئيس للدولار، الذي يتبع أداء الورقة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسة بنحو 0.6 في المئة.
الذهب يسجل خسائر أسبوعية
في سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب عالمياً عند تسوية تعاملات يوم الجمعة، في جلسة متقلبة مع بيانات اقتصادية مختلطة، لكن المعدن سجل خسائر أسبوعية. ويتلقى الذهب الدعم من هبوط عوائد السندات بالإضافة للتوترات الجيوسياسية المستمرة بين أكبر اقتصادين حول العالم، إضافة إلى البيانات الاقتصادية المحبطة.
لكن مكاسب الدولار والأسهم الأميركية ضغطت على المعدن الأصفر ليهبط خلال التعاملات قبل أن يتحول للصعود عند التسوية. وعند التسوية، ارتفع سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنحو 50 سنتاً مسجلاً 1947 دولاراً للأوقية بعد أن سجل مستوى 1916.60 دولار للأوقية. وسجل المعدن الأصفر خسائر أسبوعية بلغت 0.1 في المئة.
وفي وقت متأخر من التعاملات، تراجع سعر التسليم الفوري للمعدن النفيس بنسبة تزيد على 0.4 في المئة إلى مستوى 1938.70 دولار للأوقية.