تعهد المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الجديد، تيم ديفي، في أول خطاب موجه إلى الموظفين، يوم الخميس، إحداث تغيير جذري ينهي وجود التوجهات الأحادية، في إشارة إلى الاتهامات التي تواجهها المؤسسة بالانحياز إلى السياسات اليسارية، وتوظيف أفراد مناهضين لحزب المحافظين.
لا مكان للمنحازين
وطلب ديفي الذي أصبح المدير السابع عشر في تاريخ هيئة الإذاعة البريطانية، من أصحاب التوجهات الأحادية المغادرة، كما عدَّ استمرار المؤسسة مشروطاً بتغيير سياساتها، وقال، "لا أريد بي بي سي أن تخدم القلة، على الموظفين العمل بجد لتقديم آراء الأمة بأكملها، وليس النخبة المختارة".
وفي إشارة إلى اتهامات عدم المهنية التي تلاحق المؤسسة، حذر ديفي المراسلين والمحررين من أن الممارسات المتحيزة تضر بالمؤسسة وتؤدي إلى تراجعها، مؤكداً بأن بي بي سي سوف تجدد التزامهم بالحياد، وأضاف "أريد تحولاً جذرياً في تركيزنا من الداخل إلى الخارج، على من نخدمهم وهم الجمهور".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اعتراف داخلي
واعترف المدير الجديد بوجود أبحاث لديهم تظهر أن الكثيرين ينظرون إلينا من منظور معين، وفي إطار ذلك، قال "نحن بحاجة ماسة للدفاع عن الحياد وإعادة الالتزام به، كما حثّ الموظفين على عدم الانسياق وراء "أجنداتهم الشخصية"، وأن يركزوا بدلاً من ذلك على نقل الأخبار من جميع أنحاء البلاد، وتابع، "الأمر يتعلق بالتحرر من التحيز السياسي، مسترشدين بالسعي وراء الحقيقة، وليس بأجندة معينة".
واشتدت لغة خطاب ديفي بالتنديد بممارسات المذيعين اليساريين، قائلاً، "إذا كنت تريد أن تكون كاتب رأي أو ناشطاً حزبياً على وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا خيار معتبر لكن يجب أن لا تعمل في هيئة الإذاعة البريطانية".
جدل مستمر
ويتهم البعض هيئة الإذاعة البريطانية بانحيازها إلى اليسار، بينما لا يهدأ جدل النسخة العربية منها لدى شرائح معينة في الشرق الأوسط، ولا يُعرف ما إذا كانت سياسات المدير العام الجديد سوف تلقي بظلالها على توجه بي بي سي العربية أيضاً، لا سيما أن ديفي ليس جديداً على المحتوى الدولي، إذ أشرف على عملية توصيل المحتوى البريطاني إلى الجمهور العالمي وأدار عملية الدمج بين ذراع الإنتاج في المؤسسة الأم وتفرعاتها في أنحاء العالم.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون شكك في وقت سابق في وجوب استمرار تلقي بي بي سي للتمويل برسوم رخصة التلفزيون، نظراً إلى تنامي خدمات قائمة على اشتراكات المشاهدين، مثل نتفليكس، في وقت تواجه المؤسسة انتقادات من أعضاء في حزب المحافظين الذي يتزعمه، بسبب ما يعتبرونه تحيزاً منها لصالح السياسات اليسارية.
والمدير العام الجديد تيم ديفي (53 سنة)، الذي حل محل توني هول، شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي لـ "بي بي سي ستوديوز" ولا يعد غريباً عن المنصب الجديد، إذا كُلف بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 وأبريل (نيسان) 2013، ليكون المدير العام بالنيابة لهيئة الإذاعة البريطانية.