أعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس، أن حكومة بلاده ستستبدل سياسة الحجر الصحي على مستوى دول بأكملها بنهج أكثر تحديداً، الأمر الذي يعني إسقاط منتجعات جزر تشكل وجهات سياحية شهيرة اعتادت أن تشهد إقبالاً كبيراً من الناس من قائمة اتفاقات "الجسور الجوية" لإنجلترا (التي تحدد دولاً آمنة لا يُفرض عليها الحجر الصحي)، أو إدراجها فيها.
وكذلك كشف الوزير البريطاني أيضاً أن سبع جزر يونانية هي "ليسبوس" و"تينوس" و"سيريفوس" و"ميكونوس" و"كريت" و"سانتوريني" و"زاكينثوس"، تواجه قيود الحجر الصحي اعتباراً من الساعة الرابعة من صبيحة 9 سبتمبر (أيلول) الجاري، في أول مثل لتطبيق هذه السياسة الجديدة.
وسيُعفى السياح الذين يسافرون إلى البر الرئيس لليونان والجزر الأخرى من إلزامية العزل الذاتي لمدة أربعة عشر يوماً لدى عودتهم إلى بريطانيا، فيما تشير بيانات "مركز الأمن الحيوي المشترك"Joint Biosecurity Centre (فريق خبراء أنشأته الحكومة لمساعدتها في اتخاذ القرارات المتعلقة بمواجهة وباء "كوفيد-19") إلى وجود خطر كبير يهدد الصحة العامة في المملكة المتحدة، مصدره تلك الجزر السبع.
يجعل القرار إنجلترا تلحق بركب "ويلز" التي قررت الأسبوع الماضي إسقاط الجزر اليونانية من قائمتها الخاصة بالوجهات التي لا يحتاج الوافدون منها إلى التزام الحجر الصحي الإجباري.
كذلك تفرض اسكتلندا قيود سفر على الوافدين إليها من جميع أنحاء اليونان، وهي الدولة التي تقاطر عليها السياح البريطانيون هذا الصيف بسبب إجراءات الحجر الصحي الإلزامية المطبقة على الآتين من وجهات سياحية شهيرة أخرى كفرنسا وإسبانيا.
وأوضح الوزير شابس في بيان قدمه إلى مجلس العموم البريطاني، أن الحكومة ستكون قادرة في المستقبل على تقييم مستوى التهديد المتوقع على البلاد من منتجعات تلك الجزر، بدلاً من فرض حجر صحي شامل على دولة بأكملها.
وأضاف شابس أنه مع توصل "مركز الأمن الحيوي المشترك" إلى توفير بيانات أكثر دقة في هذا الشأن، "سيكون في استطاعتنا الآن أن نحدد المخاطر الآتية من بعض الجزر الأكثر استقطاباً للمسافرين، الأمر الذي يتيح لنا التعاطي بمرونة أكبر في إطار إضافتها إلى قائمة الحجر الصحي أو إزالتها منها، وفقاً لتغير معدلات الإصابة بالفيروس لديها". وأشارت وزارة النقل إلى أن السياسة الإقليمية التي تعتمدها الحكومة البريطانية لن تطبق إلا على الأراضي التي لها "حدود واضحة" كالجزر، مع الاستناد إلى "بيانات يمكن مقارنتها على المستوى الدولي" في ما يتعلق بحالات الإصابة بفيروس "كورونا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكذلك أضاف الوزير شابس في إفادة أمام نواب في البرلمان البريطاني، "هذه السياسة الجديدة لن تعني بالضرورة الانفتاح على جزر إضافية بشكل فوري. ومثلاً، عندما رفعنا إسبانيا من قائمة ممرات السفر، كانت تلك البلاد تُسجل 24 حالة إصابة بالعدوى بين كل 100 ألف شخص. أما اليوم، فتُسجل في إسبانيا 127 حالة إصابة بالفيروس، ولا تزال النسبة مرتفعةً للغاية، أيضاً في جزر "البليار" و"الكناري". وما زالت اليونان ضمن برنامج ممرات السفر الخاصة بنا، لكن تحليلنا الجديد يظهر أن بعض جزرها يقع خارج نطاق المعايير المعتمدة لمواجهة الوباء".
واستطرد وزير النقل البريطاني للإشارة إلى أنه "مع ذلك، بتنا الآن، بعدما تلقينا البيانات الحديثة من "مركز الأمن الحيوي المشترك"، في وضع يخولنا فرض قيود السفر على الجزر اليونانية التي يتعرض فيها المصطافون لخطر نشر العدوى المستجدة في البلاد. ولذا، ستُحذف سبع جزر يونانية من قائمة الدول المعفاة من الحجر الصحي ابتداء من الساعة الرابعة من صباح يوم الأربعاء في التاسع من سبتمبر، مع إبقاء البر الرئيس لليونان على اللائحة".
واستطراداً، حرص الوزير شابس على الإشارة إلى أن الحكومة البريطانية تبحث في تطبيق تدابير أكثر صرامة على الأفراد الذين يخلون بقيود الحجر الصحي عند عودتهم إلى المملكة المتحدة، مؤكداً لأعضاء البرلمان أن مثل هذه الأفعال ترقى إلى مستوى "الجريمة الجنائية".
وأضاف، "إذا لم تلتزموا موجبات الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، في وقت قد تكونون فيه من حاملي الفيروس وتعملون على نشره، فأنتم تعرضون الأشخاص الذين تحبونهم للخطر وتهددون حياة آخرين لم تلتقوهم، وقد تحصلون نتيجة ذلك على سجل جرمي".
وختم وزير النقل البريطاني بالإشارة إلى أنه سيعمل "بكل تأكيد على تكثيف التدابير في هذا المجال، وأنا أعمل مع وزيرة الداخلية ومسؤولين آخرين على ضمان هذا الجانب، وسأتطرق إلى مزيد من التفاصيل عن ذلك في وقت قريب".
© The Independent