ناقش وزراء العمل والتوظيف في مجموعة دول العشرين المستجدات الأخيرة التي شهدها الاقتصاد العالمي وأسواق العمل، وتعزيز العمل نحو "تمكين الإنسان" و"اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع"، مشيرين إلى أن جائحة فيروس كورونا فرضت هذا العام تحديات عالمية غير مسبوقة وخلفت الكثير من الأضرار البشرية، وأن مكافحة هذه الجائحة والتغلب عليها يظل على رأس الأولويات.
وأوضح الوزراء في بيان ختامي عقب الاجتماع الافتراضي الذي عُقد الخميس، أن جائحة كورونا أوجدت آثاراً كبيرة على أسواق العمل الوطنية والعالمية؛ حيث انخفضت ساعات العمل بحوالى 14 بالمئة خلال الربع الثاني لعام 2020، وهو ما يعادل خسارة 400 مليون وظيفة بدوام كامل، والأشخاص العاملين في الاقتصاد غير الرسمي الذين يمثلون 1.6 مليار عامل، والفئات ذات التمثيل المنخفض مثل الشباب والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة، هم من بين أولئك الذين تأثروا أكثر من غيرهم في سوق العمل، مقرين أن خسارة الوظائف وانخفاض ساعات العمل وتعطل علاقات العمل وخسارة الدخل ستُعرض الكثير من الأشخاص إلى الفقر، وأنماط العمل غير الرسمية، وإلى مختلف أشكال الاستغلال، مدركين أن الشباب قد تأثروا تأثيراً حاداً، وأن هناك خطر بأن مخرجات سوق العمل على المدى الطويل قد تتأثر بصورة سلبية إذا لم تكن هناك خطط تعافٍ فعالة على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي.
وأكدوا بأنهم سيواصلون العمل معاً بالتنسيق مع وزراء الدول لتعزيز تركيز عملية التعافي الاقتصادي بعد الجائحة على الوظائف، وسيعملون على المستوى الفردي والجماعي، بما في ذلك عبر الحوار الاجتماعي، لدعم جميع العمال الذي تعرضوا لخسارة وظائفهم، ولتعطل علاقاتهم العمالية، ولانخفاض ساعات عملهم، وخسارة مصادر دخلهم، مع الأخذ بالحسبان صحتهم وسلامتهم في العمل، مع مواصلة تقديم ظروف إطارية جيدة للأعمال وتوفير الدعم لأصحاب الشركات بما في ذلك المنشآت المتناهية في الصغر والصغيرة والمتوسطة للحفاظ على هذه الأعمال، وإنشاء نماذج أعمال مرنة ومتينة للحفاظ على الموظفين، وذلك بما يتماشى مع الظروف الوطنية للدول، ودعم أصحاب الأعمال والموظفين للاستفادة من التقنيات الجديدة وتبني أساليب عمل جديدة متى ما كان ذلك ممكناً، ودعم العمال من خلال سياسات التدريب وسياسات إعادة صقل المهارات لضمان قدرتهم على البقاء في سوق العمل أو العودة إليه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، قال وزير الموارد البشرية السعودي، أحمد الراجحي، خلال كلمته الافتتاحية "أن الدول العربية فقدت أكثر من 6 ملايين وظيفة بسبب جائحة كورونا" لكن مبادرة بلاده ساهمت في تخفيف آثار الوباء، مضيفاً "لدينا حزمة من المبادرات خاصة لما بعد جائحة كورونا"، وأكد الوزير السعودي أنهم يعملون مع دول المجموعة لتحقيق التعافي المستدام في أسواق العمل.
وأضاف في كلمته "لقد استجبنا بعزيمة ومرونة والتزام لحماية وتعزيز مكتسبات شعوبنا وشعوب العالم، ووحدنا صفوفنا لنتخذ إجراءات حاسمة، حتى نوفر الدعم ونحفظ مصالح مئات الملايين من الناس. ولا يزال هناك الكثير لنقوم به، وسيوفر بياننا الوزاري أساساً قوياً لاستكمال عملنا خلال فترة جائحة كورونا المستجد".
وأثنى الراجحي على الجهود الكبيرة التي بذلها الزملاء المسؤولون في مجموعة عمل التوظيف طوال هذا العام. وتُعتبر أولويات المجموعة لعام 2020 ذات أهمية حاسمة في التخفيف من آثار فيروس كورونا كما أنها تقدم فوائد مستدامة وطويلة الأجل.
والتزم وزراء العمل في مجموعة العشرين "بتحقيق المساواة بين الجنسين في عالم العمل" بحسب ما أورده البيان الختامي الذي جاء فيه أيضاً "نؤكد التزامنا بتحقيق الهدف الذي اتفق عليه قادتنا في مدينة بريزبن الأسترالية في 2014 والمتمثل في "تقليل الفجوة بين الجنسين في معدلات مشاركة النساء والرجال في دولنا بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2025 وتماشياً مع أجندة 2030".
وتأتي هذه الالتزامات بشأن المرأة وعملها بعد "التأثر السلبي وغير المتكافئ الذي تعرضت له المرأة بسبب جائحة فيروس كورونا" كما يؤكد ذلك بيان المجموعة.