ألقت السلطات السودانية اليوم الأربعاء القبض على 41 شخصاً، وبحوزتهم متفجرات تكفي لنسف العاصمة الخرطوم، بحسب قول النائب العام السوداني تاج السر الحبر، بناء على عملية تحليل الأدلة الجنائية.
وأشار الحبر خلال مؤتمر صحافي إلى أن قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلة "حميدتي" عثرت على هذه المواد المتفجرة من خلال نصبها 13 كميناً، أسفرت عن ضبط متفجرات خطرة جداً من مادتي "تي إن تي" ونترات الأمونيوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، أكد المحامي المعز حضرة لـ "اندبندنت عربية"، أن هذه المتفجرات من بقايا ممارسات النظام السابق، وجزء من آثاره السلبية على البلاد وأمن المواطن، لأنه كان يمارس أعمالاً إرهابية، فضلاً عن أنها لا تُفصل عن جرائم إدخال كميات كبيرة من المخدرات والممنوعات بواسطة عناصره للبلاد، وذلك من أجل البقاء في السلطة.
خلق فوضى
ولفت إلى أن هذه المواد المضبوطة قد تكون أحضرت لاستخدامها في خلق فوضى من قبل نظام البشير الذي كان يترنح في أواخر أيامه، أو كانت متجهة لدولة أخرى، لأن السودان كان مركزاً لعبور مثل هذه الأنشطة والأعمال الإجرامية.
وبيّن حضرة أن ضبط هذه المتفجرات دلالة على أن هناك نقلة نوعية وتغييراً حقيقياً حدث للأجهزة الأمنية والعدلية، التي بدأت تقوم بدورها الفعال، وبالفعل تبدلت عقيدتها السابقة التي كانت موالية لنظام البشير، مؤكداً أن هذا الإنجاز يستحق الإشادة بهذه الأجهزة، وهي رسالة لفلول النظام السابق بأن يحذروا من ممارسة أية أعمال تخريبية في ظل هذه الصحوة للأجهزة الأمنية والعدلية في البلاد.
ونوّه إلى أنه من المتوقع أن يواجه المتورطون عقوبات رادعة تصل إلى الإعدام والسجن المؤبد، وأكد أن هناك حاجة ماسة لإجراء تعديلات على قانون الذخيرة والمتفجرات لعام 1983، ليواكب الجرائم التي تستهدف البلاد، بخاصة من ناحية تعريف المواد المتفجرة، لأن هناك مواد جديدة يجب تضمينها في القانون.
تجارة متفجرات
وحذر النائب العام السوداني خلال مؤتمره الصحافي من أن هذه المتفجرات "تشكل خطراً أمنياً مزعجاً، سواء على مستوى السودان أو الدول المجاورة".
وأشار إلى معلومات عن تجارة متفجرات في مواقع مختلفة لم يحددها، وتمت متابعتها من ناحية أمنية واستخباراتية.
ولفت أيضاً إلى ظاهرة بروز خلايا عنقودية إرهابية في العاصمة الخرطوم، موضحاً أنها مزعجة ومؤرقة لكل الأجهزة الأمنية والنيابية، ويتم التعامل معها بجدية لتفكيكها. فيما لم يقدم النائب العام أي تفاصيل أخرى حول تلك الخلايا.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع العميد جمال جمعة، "نفذنا عمليات الضبط لهذه المتفجرات خلال الفترة من 19 أغسطس (آب) وحتى 13 سبتمبر (أيلول) 2020"، مبيناً أن كمية المتفجرات بلغت 850 لوحاً من مادة "تي إن تي"، و3594 كبسولة تفجير، و13 لفة من أسلاك التفجير، إضافة إلى أربعة غالونات من مادة نترات الأمونيوم.
وأشار إلى أن متابعة استخبارات الدعم السريع لنشاط المتفجرات بدأت عقب محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، موضحاً أن هناك خلايا تنشط في تجارة المتفجرات داخل البلاد، ونعمل على تفكيكها، ونلاحقها في الولايات وخارج السودان.
ومن جهته، استغرب مدير الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية العميد علاء الدين عبدالجليل وصول مادة "تي إن تي" إلى هذه الخلايا، مضيفاً أنه من ضمن المضبوطات 2500 كبسولة معبأة بنترات الأمونيوم، وقابلة للتفجير.