أجتمع وزير الخارجية المصري سامح شكري مع وفد من حركة فتح ضم أمين سر اللجنة المركزية للحركة اللواء جبريل الرجوب، وعضو اللجنة روحي فتوح في القاهرة لبحث تطورات القضية الفلسطينية وملف المصالحة مع حركة حماس.
وبحسب مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة، تركزت محادثات الوفد بمقر وزارة الخارجية المصرية، على آخر تطورات الملف الفلسطيني وإعلان دول عربية اتفاقات للسلام مع إسرائيل، فضلاً عن ملفات داخلية على رأسها المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس، في أعقاب لقاء شهدته تركيا الأسبوع الماضي جمع بين وفدي الحركتين، واتفقا فيه على "رؤية" تتعلق بإنهاء الانقسام وحل القضايا الخلافية وتوحيد الصف لمجابهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية.
تفاصيل محادثات القاهرة
في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر فلسطينية في مصر لـ "اندبندنت عربية" استمرار لقاءات وفد فتح بالقاهرة اليوم، مع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومسؤولين مصريين آخرين، لإطلاعهم على آخر التطورات المتعلقة بالمحادثات التي أجريت أخيراً مع حركة حماس واستضافتها تركيا، كشفت مصادر مصرية تحرك بلادها في اتجاه عقد اجتماع موسع لكافة الفصائل الفلسطينية بالقاهرة الشهر المقبل، في محاولة لتكثيف الجهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، وتحقيق المصالحة المرجوة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر مصدر دبلوماسي مصري، أن المسؤولين الفلسطينيين أطلعوا وزير الخارجية على نتائج المحادثات الأخيرة مع حركة حماس التي شهدتها إسطنبول الأسبوع الماضي، نافياً احتمال إجرائهم لقاء مع قياديين من حماس في القاهرة خلال زيارتهم الحالية، والتي من المقرر انتهاؤها خلال ساعات، إذ سيتوجه كل من الرجوب وفتوح إلى العاصمة الأردنية عمّان غداً الثلاثاء.
وبحسب مصدر فلسطيني بالقاهرة، فإن جزءاً من محادثات رجوب وفتوح مع وزير الخارجية شكري تركزت على إعلان كل من الإمارات والبحرين اتفاقاً للسلام مع إسرائيل، إذ كرر المسؤولان "امتعاض" السلطة الفلسطينية من الخطوة، لما لها من تداعيات سلبية على القضية المركزية وهي فلسطين، على حد وصفه.
وذكر بيان للخارجية المصرية، أن شكري أعاد التأكيد لوفد فتح على موقف مصر الراسخ من القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، مؤكداً دعم مصر للجهود التي تستهدف تحقيق الاستقرار والسلام والأمن.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ، إن المسؤولين الفلسطينيين أحاطا وزير الخارجية بآخر التطورات ذات الصلة بالشأن الفلسطيني، والرؤية إزاء التحركات المستقبلية، فضلاً عن المساعي الجارية لإعادة توحيد الصف الفلسطيني، إذ أكدا في هذا الصدد على محورية الدور المصري في رأب الصدع الفلسطيني، وتحقيق المصالحة المرجوة. فيما أكد شكري استمرار المساعي المصرية الرامية إلى تقديم أشكال الدعم كافة للقيادة والشعب الفلسطيني خلال تلك الظروف الدقيقة.
وثمن القيادي في حركة حماس حسن يوسف اللقاءات الوطنية التي عقدت في بيروت وأنقرة من أجل إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية وتحقيق الوحدة، متمنياً أن تستمر تلك الجهود لطي الانقسام وتحقيق الوحدة الداخلية، بالتزامن مع وصول وفد فتح القاهرة.
وبحسب مراقبين، فإن القاهرة "متململة" من التحركات التركية والقطرية وتدخلات الدولتين في الملف الفلسطيني بصورة تبدي اعتداء على الدور التقليدي الذي تقوم به مصر.
هل من أفق لإنهاء الانقسام؟
وفق مراقبين فلسطينيين، فبالرغم من التحركات الإقليمية للمضي قدماً في إنهاء الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني المتواصل منذ سنوات، فإن العقبات والخلافات بين الفصائل الفلسطينية لا تزال أعقد من أن تحلحلها تلك الجهود، مشيرين إلى أن "إنجاز المصالحة من عدمه متوقف بشكل أساس على نتائج الانتخابات الأميركية نهاية العام الحالي بين الرئيس دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن".
ووفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، "فإن التناقضات والخلافات لا تزال قائمة بين الفصائل، ومع التطورات الأخيرة التي شهدتها القضية الفلسطينية يمكن القول إن ملف المصالحة يرتبط بشكل أكبر بنتائج الانتخابات الأميركية المقررة نهاية العام الحالي". مضيفاً، "أعتقد لو فاز ترمب قد تكتمل المصالحة وتسير بوتيرة أسرع، ولو فاز جو بايدن فستختلف الأمور، وقد يستمر الانقسام مع احتمال عودته إلى النقطة صفر مجدداً". موضحاً، "تعوّل السلطة الفلسطينية كثيراً على فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية".
من جهته، أعرب القيادي في حركة فتح جهاد الحرازين، عن أمله في مضي ملف المصالحة عبر التفاهمات التي تتوسط عواصم إقليمية في إتمامها بين فتح وحماس، معتبراً أن "إجراء الانتخابات عامل مهم لإنهاء الانقسام الفلسطيني".
وبحسب الحرازين، فإن "إنهاء الانقسام من عدمه يرتبط بضرورة وجود نيات صادقة لدى المتفاوضين، وتحييد التدخلات الخارجية الهادفة إلى إفشال مسارات المصالحة".