أثارت حادثة مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، التي أودت بحياة 50 شخصاً، والتي نقلها مرتكبها في بثّ حيّ على حسابه على موقع فيسبوك، التساؤلات بشأن دور وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع. وعلى إثرها، اقترحت الحكومة الأسترالية قانوناً لتجريم إخفاق شركات مواقع التواصل الاجتماعي في الإزالة العاجلة للمحتوى العنيف على منصّاتهم.
سجن وغرامة عشرة في المئة من عائدات الشركة
ينصّ اقتراح القانون على سجن المسؤولين التنفيذيين لهذه الشركات ثلاث سنوات حداً أقصى، وتغريم الشركات عشرة في المئة من عائداتها.
وأوضح رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، في بيان، أنّ "شركات التواصل الاجتماعي الكبيرة مسؤولة عن اتخاذ كل إجراء ممكن لضمان عدم استغلال إرهابيين سفاحين منتجاتها التكنولوجية". أضاف "يجب ألا يقتصر الأمر على كونه التصرف الصحيح. يجب أن ينصّ عليه القانون".
وتعتزم الحكومة طرح اقتراح القانون على البرلمان هذا الأسبوع، على أن تنظر هيئة محلّفين في إذا ما كان المحتوى قد أزيل بالسرعة الكافية، لتثبيت "الجريمة".
في هذا السياق، كشف موريسون أنّ بلاده ترغب في وضع هذه المسألة على جدول أعمال قمّة زعماء مجموعة العشرين، التي ستعقد في اليابان في يونيو (حزيران) 2019، وأنّ أستراليا شكّلت "قوة مهمات"، تضمّ ممثلين عن الحكومة وشركات التواصل الاجتماعي، لعلاج مشكلة العنف على هذه المواقع.
محادثات غير مرضية
وكانت الحكومة الأسترالية بحثت هذه المسألة، الأسبوع الماضي، مع ممثّلين عن شركات التواصل الاجتماعي، من بينها فيسبوك، إلا أنّ نتيجة المحادثات لم تكن مرضية، وفق وزير الاتصالات ميتش فيفيلد، الذي قال، في بيان السبت 30 مارس (آذار)، إنّها "لم تقدم أي حلول فورية للقضايا التي أثارها الفزع الذي حدث في كرايستشيرش".
في المقابل، أعلن فيسبوك، الجمعة، أنه ينظر في وضع قيود تحدّد من يكون بمقدوره استخدام خدمة البث الحي لمقاطع الفيديو، وذلك بناءً على عوامل عدة، مثل ارتكاب انتهاكات سابقة لمعايير المجتمع التي يضعها الموقع.
فيسبوك وإنستغرام يحظران تأييد نزعة القومية البيضاء
يبدأ موقعا فيسبوك وإنستغرام مطلع الأسبوع المقبل فرض حظر على تأييد العرق الأبيض والإشادة به، وكذلك نزعة الإنفصاليين البيض، وذلك في إطار تصعيد حملته ضدّ خطاب الكراهية.
وقال فيسبوك، في بيان الأربعاء الماضي "من الواضح أن هذه المفاهيم متّصلة اتصالاً عميقاً بجماعات الكراهية المنظّمة ولا مكان لها على مواقعنا".
وسبق لسياسات فيسبوك أن حظرت منشورات داعمة لسيادة العنصر الأبيض، وعدت هذا جزءاً من الجهد الذي يقوم به لوقف قذف الناس بالكراهية تبعاً للعرق والإتنية والدين.
"الاعتزاز بالتراث العرقي"
وأوضح الموقع أنّ التطبيق لن يحظر بعض المنشورات التي تعبّر عن مفاهيم أوسع للقومية أو الاستقلالية السياسية، قائلاً إنّه "فيما سيظلّ الناس قادرين على إظهار اعتزازهم بتراثهم العرقي، لن نتسامح مع امتداح القومية والانفصالية البيضاء أو دعمهما".
أضاف فيسبوك أنّ الأشخاص الذين سيُدخلون مصطلحات بحث مرتبطة بسيادة العرق الأبيض، سيحصلون على نتائج تحيلهم إلى مواقع مثل "الحياة بعد الكراهية"، الذي يركّز على مساعدة الناس على الابتعاد عن جماعات الكراهية.
ووسط ضغوط من حكومات في جميع أنحاء العالم، عزّز فيسبوك في السنوات الأخيرة آليات الذكاء الاصطناعي للعثور على المحتوى الذي يدعم الكراهية وإزالته، مع الإبقاء على حرية التعبير.