تدعو العريضة الحكومة البريطانية إلى إلغاء المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي ووقف عملية الانسحاب، وهي جمعت أكثر من 6 ملايين توقيع. وعلى رغم تباطؤ التوقيع عليها، فإن العريضة الإلكترونية هذه هي الأكثر شعبية بين العرائض المقدمة للبرلمان.
وهي أُطلقت في نهاية فبراير (شباط) المنصرم، وتضخم عدد مؤيديها، إثر انتقاد تيريزا ماي النواب وإلقائها عليهم لائمة فشل اتفاقها في مجلس العموم في 20 آذار (مارس).
وفي وقت من الأوقات كان حوالي ألفي شخص يوقعون عليها كل دقيقة، وبلغ الإقبال على العريضة الإلكترونية مبلغاً أخرج الموقع من الخدمة.
وأعلنت لجنة العرائض في مجلس العموم أن نجاح العريضة يعني أن طلب نقض المادة 50 سيُحال على النواب للبحث فيه عند الرابعة ونصف من أول أبريل (نيسان). وسيُناقش السياسيون كذلك عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ثان على البقاء أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وهذه العريضة جمعت أكثر من 160 ألف توقيع، وثمة عريضة أخرى جمعت أكثر من 165 ألف توقيع تطالب البرلمان بـ"احترام نتائج الاستفتاء". وحين يبحث مجلس العموم في أمرها، سيُطلب من وزير في الحكومة الرد على الالتماس، ولكن لن يُصوّت على الإجراءات التي تُطالب العريضة بها.
ورفضت تيريزا ماي العريضة، وقال ناطق باسم الحكومة إن الإخفاق في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، بريكست، سيؤدي إلى "ضرر لا يمكن إصلاحه يقوض ثقة المواطنين". وأفاد الرد الرسمي بـ"أن الحكومة تقرّ بأن ثمة عدداً لا يستهان به من الناس قد وقّعوا العريضة. ولكن، حوالي ثلاثة أرباع الناخبين شاركوا في استفتاء العام 2016 واثقين في أن النتيجة ستحترم". وروّج بعض المتشائمين لنظريات مؤامرة تفيد بأن العريضة "تعرّضت لقرصنة برامج كمبيوتر". ولكن العريضة الرسمية التابعة للجنة العرائض في مجلس العموم قالت إن 96 في المئة من الموقعين مسجلون في المملكة المتحدة. وشرحت على تويتر أن أدوات مختلفة استُخدمت في "التعرف على التوقيعات الآلية وحظرها، ومنها عناوين إلكترونية تُستخدم مرة واحدة وغيرها من المصادر التي تشير إلى عمل احتيال".
وأظهرت خريطة بيانات العريضة التي كسرت الأرقام القياسية، وكانت "أنبوكس" وراء إنشائها، المناطق حيث حظيت العريضة بأكبر تأييد. فالتأييد القوي جاء من مدن مثل لندن وإدنبرة وأوكسفورد وكامبريدج، وهذا التأييد يُحاكي الانقسام بين مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي ومؤيدي الانسحاب في استفتاء العام 2016.
وثاني أكثر العرائض الإلكترونية البرلمانية كانت تلك المطالبة في العام 2016 بتنظيم استفتاء ثانٍ على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي إذا حاز التصويت، سواء على البقاء أو على الانسحاب، أقلّ من 60 في المئة من مجمل الأصوات. وبالكاد جمعت العريضة أكثر من 4.15 مليون توقيع. أما ثالث أكثر عريضة شعبيةً في التاريخ فهي تلك المطالبة بالحؤول دون زيارة دونالد ترمب الرسمية للمملكة المتحدة، وحازت 1.9 مليون توقيع تقريباً.
© The Independent