في ظل التحولات المتسارعة في الشرق الأوسط بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاق سلام مع إسرائيل برعاية أميركية في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، تُدشن رسمياً اليوم العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين المنامة وتل أبيب.
وتوجه وفد إسرائيلي يرافقه وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين والمساعد الخاص لشؤون المفاوضات الدولية آفي بيركوويتز إلى البحرين، على متن طائرة تجارية انطلقت من تل أبيب وحطت في المنامة، بعدما عبرت الأجواء السعودية في أول رحلة من نوعها بين الدولتين.
ويسمح الاتفاق الذي وُقع في المنامة الأحد، بحسب مسؤول إسرائيلي، بتبادل السفراء وتدشين الرحلات الجوية.
وزير الخارجية: ما تم حتى اليوم يؤسس لتعاون ثنائي مثمر بين البحرين وإسرائيل ويسهم في ترسيخ أسس السلام في المنطقةhttps://t.co/wY0aaSICFO
— وكالة أنباء البحرين (@bna_ar) October 18, 2020
وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير شبات قال قبيل إقلاع الطائرة من مطار بن غوريون إن الزيارة ستتطرق إلى "جملة من القضايا، مثل التمويل والاستثمارات والتجارة والاقتصاد والسياحة والطيران والاتصالات والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والزراعة وغيرها.
وقال مسؤول شارك في إعداد الزيارة، إن إسرائيل والبحرين ستوقعان على بيان يرفع مستوى العلاقات.
وتهدف الزيارة إلى توسيع التعاون الذي روجت له واشنطن مع منطقة الخليج، بوصفه حصناً في مواجهة إيران، ينطوي على إمكانات تحقق الازدهار الاقتصادي.
فرصة لمواجهة إيران
وينظر حلفاء واشنطن إلى الاتفاق على أنه فرصة لتوحيد الصفوف في وجه طهران بشكل أوضح، ويمنح هذا التطور الكبير الذي أشرف عليه الرئيس دونالد ترمب دفعة للسياسة الخارجية الأميركية قبل انتخابات الشهر المقبل، التي يسعى فيها ترمب إلى الفوز بولاية ثانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووصل أعضاء الوفد إلى المنامة في رحلة تابعة لشركة العال تحمل الرقم (973)، وذلك في إشارة إلى رمز الاتصال الدولي بالبحرين.
وقال وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، إن "الاتفاق يمثل خطوة تاريخية مهمة لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة، وتعزيز قيم التسامح والتعايش".
فيما وصف رئيس الوفد الإسرائيلي الزيارة بأنها تتم في "يوم عظيم يتحول فيه السلام إلى واقع، وهذه العلاقات ستفيد الجانبين في أكثر من صعيد".
وفي شأن العلاقة مع إسرائيل، قال العاهل البحريني الشيخ حمد بن خليفة في تصريح سابق له، إنه "انطلاقاً من حرصنا على أمن واستقرار المنطقة، وتجسيداً لنهجنا الراسخ في الانفتاح والتعايش مع الجميع، فقد تم الإعلان عن إقامة السلام مع إسرائيل في رسالة حضارية تؤكد بأن يدنا ممدودة للسلام العادل والشامل، باعتباره الضمانة الأفضل لمستقبل شعوب المنطقة جميعاً".
ردود فعل فلسطينية
ويرى الفلسطينيون في اتفاقي الإمارات والبحرين مع إسرائيل "خيانة"، مستندين إلى التوافق العربي الذي ظل سارياً حتى حينه، حول عدم توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل قبل التوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.
وكانت السلطة الفلسطينية إلى جانب حركة حماس، نددتا بالاتفاقين، وهو بحسب ما تصفه السلطة يشكل "طعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية، وطعنة في ظهر الشعب".
وتعتبر البحرين ثاني دولة خليجية تقيم اتفاق سلام مع إسرائيل بعد الإمارات الشهر الماضي، ورابع دولة عربية بعد الأردن في العام 1994، ومصر سنة 1979.
ويشكل الاتفاقان تغييراً في السياسة العربية التي دامت عقوداً، وتقتضي الحفاظ على الوحدة ضد إسرائيل على خلفية ممارساتها تجاه الفلسطينيين.