استمرت الاحتجاجات على دروس حول العلاقات الجنسيّة المثليّة في يومها التاسع في مدرسة ابتدائيّة ببرمنغهام، بعد ساعات قليلة من تصويت أعضاء البرلمان لصالح منهاج مدرسي إلزامي يكون أكثر شمولاً ويغطي مسألة المثليّين والمتحوّلين جنسيّاً وغيرهم ممن يشار إليهم بمصطلح "إل جي تي بي +" +LGBT.
وطالب المتظاهرون الذين استخدموا مكبّرات الصوت في "مدرسة أندرتون بارك الابتدائيّة"، بتعليق الصفوف التي تُدرّس احترام علاقات الـ"إل جي تي بي +" لحين التوصّل إلى حل مع أُسَرٍ تعترض على إعطاء تلك الدروس.
وحمل حوالي 50 شخصاً بالغاً لافتات وهتفوا "أطفالنا، خيارنا" خارج بوابات المدرسة، أثناء قيام أولياء الطلاب بأخذ أبنائهم التلامذة، قبل أيام قليلة. والجدير بالذكر أنّ مجموعة من الأطفال انضمت إلى التظاهرة.
وجاء الاحتجاج بعد تصويت غالبية كبيرة من النواب (538 نائباً) مساء اليوم السابق على تلك التظاهرة، لصالح قوانين جديدة تجعل تعليم العلاقات والتربية الجنسيّة إلزامياً في المدارس الإنجليزية اعتباراً من سبتمبر 2020.
ويشجّع التوجيهي التربوي لذلك المنهاج حُدّث للمرّة الأولى قبل حوالي عقدين، المدارس الابتدائيّة على تعليم الأطفال عن أُسر مختلفة، بما في ذلك الأُسر التي يكون فيها الوالدان من الجنس نفسه.
وأوضحت وزارة التعليم إنها تتوقع أن تُدرِج المدارس الثانويّة محتوىً عن الـ"إل جي تي بي +" ضمن برنامجها التعليمي، بينما لا يوجد شرط محدد عن ذلك في المرحلة الابتدائيّة.
لكنّ، يحتج بعض الآباء المسلمين في "أندرتون بارك" يوميّاً خارج المدرسة، ويزعمون أنّ الأطفال ما زالوا أصغر سنّاً بكثير من أن يُصار إلى تعليمهم قضايا الـ"إل جي تي بي +".
واتّهم أحد المتظاهرين المدرسة بأنها تعمل على "الوعظ لا التدريس"، وكذلك دعا منظمُ الاحتجاج مدير المدرسة إلى تنظيم اجتماع جماعي مع أولياء الأمور.
وبيّن شاكيل أفسر الذي كان يقود الاحتجاجات حاملاً مُكبّراً للصوت، أن "المدرسة لم تتعاون أو تتواصل مع أولياء الأمور، علماً أنّ 98 في المائة منهم يأتون من خلفيّات دينية".
وتعدّ "أندرتون بارك" ثاني مدرسة المدينة تواجه احتجاجات في الأسابيع الأخيرة بسبب دروس التنوّع.
فقد أوقفت مدرسة "باركفيلد كوميونيتي" برنامجها المُسمّى "لا غرباء بيننا" المتّسِم بنظرة شاملة حيال الجنس، الذي يستخدم كتباً قصصيّة لتعليم التلاميذ عن أُسر المثليين، أثناء مشاوراتها مع أولياء الأمور الذين نهضوا بأمر الاحتجاجات. واتخذت خمس مدارس أخرى على الأقل في برمنغهام خطوات مماثلة.
لا تُدَرّس "أندرتون بارك" برنامج "لا غرباء بيننا"، غير أنّ بعض الأهالي يقولون أنّ المدرسة لم تقدّم معلومات كافية فيما يتعلق بجهودها لتعليم احترام الأقليّات.
وصرّحت كيري جنكينز، المستشارة المحلية لحزب العمال التي دعمت المدرسة خلال التظاهرات، أنّ المدرسة لا ترتكب خطأً وتؤدي واجباتها بموجب قانون المساواة.
وقالت السيدة جنكينز أن مديرة المدرسة "بابها مفتوح لجميع أولياء الأمور الذين تنتابهم أي مخاوف، وقد التقت بأكثر من 40 منهم وأجرت مناقشات معهم".
ولفتت السيدة جينكينز إلى أنّ الاحتجاجات لم تساهم في تماسك المجتمع. وأوضحت أن "الأطفال في هذه السن لا يفهمون سبب حدوث كل هذه الجلبة. أجد أنّه من المحبط حقًا أن يُشرك أطفال في هذا الاحتجاج".
وفي مطلع الأسبوع، صرّحت سارة هيويت كلاركسون، مديرة مدرسة "أندرتون بارك"، إلى قناة "سكاي نيوز" أنها كتبت إلى وزير التعليم داميان هيندز تحثّه على التدخل إبّان مواجهة مدرستها رد فعل عنيف.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النواب شاركوا في نقاش في وقت سابق من السنة، بعد أن دعت عريضة وطنية إلى أن يكون للأهالي الحق في اختيار عدم تلقّي أطفالهم برنامج العلاقات والتربية الجنسيّة. وقد جمعت العريضة أكثر من 115,000 توقيع.
وبموجب إصلاحات الحكومة، لا يمكن للأهالي سحب أطفالهم من برنامج التعليم الجنسي إلا قبل سن الـ15، كما لا يمكن للأسر سحب التلاميذ من برامج تدريس العلاقات في المدارس الابتدائيّة.
© The Independent