بخطوات واثقة وأحلام يتسع مداها مساحة المستطيل الأخضر، تبدأ ناشئات وشابات العراق لكرة القدم تدريباتهن استعداداً لخوض بطولة غرب آسيا التي من المقرر أن تقام في مارس (آذار) 2021.
وحدات تدريبية تخوضها اللاعبات من جميع المحافظات لاختيار المجموعة التي ستمثل العراق في البطولة. تلمح في وجوه اللاعبات والقيمين على الفريق من مدربين وإداريين الأمل في تخطي كل العقبات، فلا حديث يدور عن الصعوبات، فالحديث عن مساحة الأمل والتطلع للمشاركة في البطولة هو ما يدور أثناء وحدات التدريب.
الخطوة الأولى للنجاح
بدايات تشكيل أول منتخب للناشئات والشابات تحت سن 16 عاماً كان عن طريق اختيار اللاعبات على مستوى المحافظات في الجنوب من البصرة وذي قار والمحافظات الشمالية، السليمانية وكركوك وحلبجة.
تعبر أزهار محمد رئيسة اللجنة النسوية في الاتحاد المركزي لكرة القدم عن تفاؤلها بما تحقق من نتائج تشكيل المنتخب النسوي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتؤكد أن حلمها لا يتوقف على المشاركة في بطولة غرب آسيا، بل إنها أعدت خطة لبداية أول دوري كروي نسوي. وتوضح لـ"اندبندنت عربية"، "أن خطوة النجاح الأولى للمشاركة في أي بطولة كروية، وجود دوري مستمر، وبدأ العمل على ذلك بمشاركة 4 فرق".
ترى أزهار أن وجود الدوري هو الخطوة الأولى للنجاح ما سيوسع مستقبلاً قاعدة اختيار الأفضل من اللاعبات من قبل المدربين.
الانتقال إلى الملاعب المكشوفة
يعتمد العراق في دوري النساء على الصالات المغلقة التي تعتمد على وجود خمس لاعبات، وهناك دوري للصالات بشكل مستمر مكون من 10 فرق.
وتفضل الأندية الرياضية الاعتماد على دوري الصالات المغلقة بالنسبة إلى النساء لأسباب مجتمعية، وقلة المنشآت الرياضية والساحات المكشوفة.
في المقابل، يوضح سامر سعيد مدرب المنتخب الوطني للسيدات لكرة الصالات، أن الانتقال إلى الملاعب المفتوحة يحتاج إلى خطة عمل جديدة وضرورة تأهيل فئات عمرية مبكرة لخلق وتأسيس جيل نسائي كروي ناجح.
ويرى سعيد أن لعبة الصالات التي تعتمد على خمس لاعبات لا يمكن إلغاؤها مع وجود دوري الساحات المشكوفة كونها لعبة تأسيسية، ومن الممكن أن تؤهل لاعبات للانتقال للملاعب المكشوفة.
الرياضة النسوية بحاجة لتغيير المفاهيم
في سياق متصل، توضح إقبال محمد عضو اللجنة النسوية في اتحاد كرة القدم، أن الرياضة النسوية تحتاج لثقافة مجتمعية تبدأ من المدرسة ليتم تأسيس فرق قادرة على المنافسة وتحقق النجاح.
وتقول، إن دوريات الساحة المكشوفة لكرة القدم بالنسبة إلى النساء هي عمل متباطئ، وبحاجة إلى تطوير مثل باقي أنواع الرياضة الفردية التي تمارسها النساء كالساحة والميدان.
ولا تخفي إقبال أملها في أن يسهم الدوري الكروي النسوي المنتظر في تحريك السكون الذي حدث في الكرة النسوية العراقية بسبب الظروف التي مرت على البلد.
في المقابل، يرى عماد حسن مساعد مدرب ناشئات العراق، أن الأندية لم تفعل الدور النسوي الكروي، لذلك اعتمد في انتقاء المطلوبات على لاعبات وزارة التربية والأهالي المساندين لمشروع الكرة النسوية، ومن يرغب أن تشارك ابنته في الفريق ومؤمن بأن لديها موهبة ومحبة لكرة القدم.
الاستمرارية أساس النجاح
يكشف عماد حسن أن تشكيل فريق كروي نسوي بحاجة إلى خطة إستراتيجية بعيدة المدى لمدة خمس سنوات. فالناشئات سيشكلن بعد خمس سنوات منتخب سيدات العراق. ويشدد على ضرورة العمل بشكل مخطط له من ناحية التدريب والإعداد "إذا عُمل وفقاً لخطة واضحة سيكون الفريق رقماً صعباً في أي منافسة يشارك فيها".
وفي السياق ذاته، يرى حسن فليح، مدرب حراس المرمى لمنتخب شباب وشابات العراق، أن الاستمرارية هي أهم عامل لإنجاح الرياضة النسوية في البلد، مع ضرورة وجود مدارس لكرة القدم للبراعم لتختار لاعبات من هذه المدارس والأندية.
تحقيق الحلم بمساندة الأهل
تقول اللاعبة بنين حسن من محافظة ذي قار، إن عائلتها هي الداعم الأول لتحقيق حلمها بالتواصل والاستمرار في لعبة كرة القدم، ولا تخفي الصعوبة التي واجهتها في بداية التحاقها بالفريق، لكنها تؤكد تغلبها على الصعوبات بمساندة عائلتها.
وفي السياق ذاته تؤكد اللاعبة فاطمة عقيل التي تطمح إلى أن تكون لاعبة معروفة في هذا المجال، أن دعم والديها منحها الثقة وأعطاها الأمل في تحقيق نتائج مرضية.
أما ماجدة خضر أحمد، فترى أن هناك تغييراً في نظرة المجتمع للرياضة النسوية عموماً وكرة القدم على نحو خاص، وهذا التغيير سيمنح الثقة للاعبات ويسهم في انتشار ممارسة كرة القدم للسيدات على نطاق أوسع.
الرياضة النسوية بحاجة لمنشأة رياضية وخطط بعيدة المدى تسهم في بناء فرق رياضية قادرة على استيعاب طموح اللاعبات ومن يدربهن على حد سواء.