ذكرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إن مواد جمعتها مركبة فضائية تابعة لها من أحد الكويكبات، تتسرب في الفضاء أثناء رحلة عودتها إلى كوكب الأرض.
إذ التقطت تلك المركبة، وهي مسبار فضائي، عينة صخرية كبيرة الحجم لدرجة أنها علقت عند باب حاويتها، ما يعني أن بعضها يرشح منها ويعود مرة أخرى إلى الفضاء.
الأسبوع الماضي، وصلت المركبة الفضائية "أوزيريس- ريكس" Osiris-Rex التابعة لوكالة "ناسا" إلى كويكب يُدعى "بينو" Bennu، وعملت على جمع سحابة من حطام صخري وحملتها داخل ذراعها الروبوتية. لنقلها بعد ذلك إلى كوكب الأرض بغية إجراء بحوث عليها.
في المقابل، أعلنت "ناسا" عن التقاط المركبة كمية كبيرة من الصخور، وأنها تعمل الآن على منعها من السقوط في الفضاء.
استطراداً، حمل خروج كميات من العينات الفضائية فريق بعثة "أوزيريس- ريكس" على السعي إلى منع جهاز التجميع من تسريب كميات أخرى منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حديث أدلى به إلى الصحافيين، رأى توماس زوربوشن، المدير المساعد لمديرية البعثة العلمية في "ناسا"، أن "الوقت عامل جوهري". في هذا الصدد، ذكر زوربوشن إن الفرق التي تتولى إدارة مهمة [المركبة "أوزيريس- ريكس"] ستتخلى عن فرصتها في قياس كمية المواد التي جمعتها، خلافاً لما كان مقرراً في الأصل، وتنتقل فوراً إلى مرحلة التحميل، وهي عملية حساسة تتمثَل في تركيز حاوية جمع العينات في وضع آمن داخل المركبة الفضائية، من دون التسبب بتدافع كمية إضافية قيمة منها إلى خارجها.
بناء عليه، لن تعرف وكالة الفضاء "ناسا" كمية المواد التي جمعتها إلى حين عودة كبسولة العينات إلى الأرض في 2023. كذلك أفضت عملية استكشاف الأعطال وإصلاحها إلى تخلي قادة البعثة عن فرص أخرى لمحاولة تجميع عينات من الكويكب مجدداً، والالتزام بدلاً من ذلك ببدء رحلة عودة المركبة الفضائية إلى الأرض في مارس (آذار) المقبل.
كذلك قال دانتي لوريتا، الباحث الرئيس في مهمة "أوزيريس - ريكس"، للصحافيين "بصراحة تامة، ما كان لنا أن ننفذ تجربة تجميع (عينات) أفضل"، مؤكداً أن حجمها كبير. وأضاف، نظراً إلى أن صخرة منعت الباب من الانغلاق ومع وجود صور "مثيرة للقلق" للعينات المتسرِبة، فقد بتنا " إلى حد ما ضحية نجاحنا في تلك المهمة".
يُذكر أن المركبة الفضائية "أوزيريس - ريكس" التي تبلغ قيمتها 800 مليون دولار أميركي تقريباً، وصنعتها الشركة الأميركية "لوكهيد مارتن"، أُطلقت في 2016 لتجميع عينات أولى تحصل عليها أميركا من مواد الكويكبات الأصلية وجلبها. واستطراداً، سجلت اليابان أنها الدولة الأخرى الوحيدة التي تحقِق إنجازاً كهذا.
بصورة عامة، يُظن أن الكويكبات أجرام فضائية ضمن حطام متبقٍ من عمليات تكوين المجموعة الشمسية التي شهدها الفضاء قبل حوالى 4.5 مليار سنة. لذا، يعتقد العلماء أن عينة منها ربما تحمل أدلة على أصول نشأة الحياة على كوكب الأرض.
(شاركت وكالة "رويترز" في إعداد التقرير)
© The Independent