حذرت الولايات المتحدة رعاياها في السعودية من احتمال استهداف الدولة الخليجية الكبيرة بهجمات صاروخية، داعية إياهم إلى "البقاء في حالة تأهب"، قبل أن تعلن الرياض صدّ هجوم حوثي بطائرات مفخخة كانت متجهة نحو أراضيها، مساء اليوم الأربعاء 28 أكتوبر (تشرين الأول) بالتوقيت المحلي.
وتحدثت السفارة الأميركية في الرياض عن تعقب تقارير عن "احتمال وجود صواريخ أو طائرات من دون طيار قد تكون متجهة نحو الرياض اليوم، 28 أكتوبر"، مطالبة مواطنيها بـ"البقاء في حالة تأهب، والمراجعة الفورية واتخاذ الاحتياطات اللازمة".
وفي وقت لم تكشف الخارجية الأميركية عن مصدر تلك التقارير، إلا أن العادة جرت أن تكون معلومات استخباراتية تداولتها الرياض مع الأجهزة المختصة في واشنطن، إذ تتعاون الدولتان في مجال تنسيق الجهود الاستخباراتية والعسكرية لحماية الأراضي الأميركية والسعودية من أي هجوم إرهابي، خصوصاً إذا كان مصدره إيران التي تتهمها الرياض وواشنطن بدعم الحوثيين في اليمن لوجستياً وعسكرياً.
تدمير6 طائرات مفخخة
في غضون ذلك، أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن بعد التحذير الأميركي بساعات، تدمير ستّ طائرات حوثية مفخخة كانت تحلّق باتجاه السعودية. وأشار التحالف إلى أن "محاولات الميليشيات الحوثية استهداف المدنيين تمثل حالة يأس، والميليشيات تتكبد خسائر يومية على الأرض في مأرب والجوف".
وكشف التحالف عن اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه جازان جنوب غربي السعودية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأتي هذا التصعيد تزامناً مع إعلان الخارجية الأميركية في بيان الثلاثاء (27 أكتوبر) مضيّها في اتخاذ تدابير "الضغط الأقصى على النظام الإيراني وتعطيل أنشطة الحرس الثوري ودعم الشبكات الإرهابية، مما يجعل الأميركيين أكثر أماناً". وكشفت الخارجية عن فرض عقوبات على 25 كياناً وفرداً وسفينة إيرانية، على خلفية تقديم الدعم لقوات "الحرس الثوري"، لا سيما "فيلق القدس".
عقوبات جديدة تستهدف وكلاء إيران
وبرّرت الخارجية الأميركية ذلك بأن النظام في طهران و"بدلاً من استخدام ثروته من الموارد الطبيعية لتحسين الظروف المعيشية للشعب الإيراني، فضّل رهن نفطه لتمويل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي (IRGC-QF) ودعم وكلائه الإرهابيين، وهم يزرعون الفوضى والدمار حول الشرق الأوسط. لن ندع ذلك يحدث".
من جهة ثانية، نصحت السفارة الأميركية مواطنيها في المدن السعودية، بالاحتماء عند سماع انفجار قوي أو صفارات الإنذار، وذلك ضمن سلسلة إجراءات أرفقتها بالتحذير الذي نشرته على النسخة الإنجليزية لموقعها فقط، من دون أن تشير إليه على حسابها في "تويتر" أو على النسخة العربية من موقعها على الإنترنت، ما يمكن فهمه على أنه إنذار غير عالي الحساسية.
قبل إسقاط الصواريخ وبعده
وأوردت السفارة الأميركية ضمن النصائح "إذا كنت في منزل أو مبنى، فانتقل إلى أدنى مستوى منه مع أقل عدد من الجدران الخارجية والنوافذ والفتحات. أغلق أي أبواب واجلس بالقرب من جدار داخلي، بعيداً من أي نوافذ أو فتحات. إذا كنت في الخارج، فابحث فوراً عن الاحتماء في هيكل صلب، إذا لم يكن ذلك ممكناً، استلق وقم بتغطية رأسك بيديك".
ولفتت السفارة إلى أن اعتراض الصاروخ أو الطائرة من دون طيار لا يعني زوال التهديد نهائياً، فإن "سقوط الحطام يمثل خطراً كبيراً"، لذلك دعت إلى الابتعاد عن أي حطام ومراقبة منافذ الأخبار الرئيسة للحصول على إرشادات رسمية.
وكان الدفاع المدني السعودي أصدر في وقت سابق تنبيهات مماثلة في البلاد. وحذرت السلطات الأمنية في الرياض مرات عدة من الاستجابة إلى نوازع الفضول وتعريض النفس للخطر من خلال محاولة تصوير عملية الصدّ أو الأجسام التي تسقط.