أفاد مصدر قضائي فرنسي اليوم السبت أن رجلًا ثالثاً مقرباً من المشتبه فيه بتنفيذ اعتداء نيس، أوقف مساء أمس الجمعة، ووضع في الحبس على ذمة التحقيق.
وكان الرجل البالغ 33 عاماً حاضراً خلال تفتيش عناصر الشرطة مساء الجمعة لمنزل مشتبه فيه ثانٍ، كان على تواصل مع المنفذ عشية الهجوم. وأوضح المصدر الفرنسي "نحاول توضيح دوره في كل ما حصل".
من جهة أخرى أعلنت الشرطة الفرنسية أنها سيطرت، اليوم الجمعة، على رجل هدد أفرادها بسكينين في ضاحية بجنوب غرب باريس. وقال مصدر لوكالة "رويترز" إن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات.
ولا تزال البلاد تعيش حالاً من الصدمة بعد حادثة الطعن التي شهدتها مدينة نيس (جنوب) وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وما يزيد الأمور تعقيداً، تحذير فرنسي من إمكان حدوث مزيد من الهجمات، وفي هذا الإطار، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إنه "من المرجح وقوع المزيد من الهجمات على أراضي فرنسا في وقت تخوض فيه حرباً ضد الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة"، وذلك بعد ما شهدت ثاني هجوم دام خلال أسبوعين.
"نخوض حرباً ضد عدو في الداخل والخارج"
وكان دارمانان يتحدث بعد يوم من قيام مهاجم بقطع رأس امرأة وقتل اثنين آخرين في كنيسة بمدينة نيس الفرنسية، وأصابت الشرطة المهاجم بالرصاص وهو يرقد الآن في حالة حرجة بالمستشفى. وقال دارمانان لإذاعة (آر. تي. إل) "نخوض حرباً ضد عدو في الداخل والخارج"، وتابع "علينا أن ندرك أن مثل هذه الهجمات المروعة التي وقعت ستقع أحداث أخرى مثلها".
وقال مصدر قضائي في فرنسا، إن "رجلاً يبلغ من العمر 47 عاماً اعتقل، مساء الخميس، للاشتباه في صلته بمنفذ الهجوم".
ووقع هجوم الخميس، في وقت يتصاعد فيه غضب المسلمين في أنحاء العالم إزاء دفاع فرنسا عن حقها في نشر رسوم كاريكاتورية تسيء للنبي محمد.
ونشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون آلاف الجنود لحماية مواقع مهمة مثل أماكن العبادة والمدارس، وتقرر رفع حالة التأهب الأمني في البلاد إلى أعلى مستوياتها.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الجمعة، أن تعليمات وجهت إلى سفراء بلاده في الخارج لتكثيف الإجراءات الأمنية في سفاراتهم وللمواطنين في الخارج.
وقال دارمانان إن 120 شرطياً إضافياً سيرسلون إلى نيس.
احتجاجات وتضامن
في هذا الوقت، خرج عشرات الآلاف من المسلمين في بنغلاديش، يوم الجمعة، 30 أكتوبر (تشرين الأول) في تظاهرات احتجاج، وردد المتظاهرون في شوارع العاصمة داكا الهتافات المطالبة بمقاطعة المنتجات الفرنسية، ورفعوا لافتات تصف ماكرون بأنه "أكبر إرهابي في العالم".
وأعرب، في المقابل، عدد من الزعماء في آسيا عن دعمهم فرنسا، وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون "إنه أشد أعمال الإرهابيين الوحشية قسوة وجبناً وشراسة ويتعين التنديد به بأشد السبل الممكنة"، وأضاف لوسائل الإعلام أنه أعرب عن دعمه ماكرون و"نحن نتشارك القيم نفسها، ونؤيد الأشياء نفسها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما ندد موريسون بتعليقات رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الذي قال إن "للمسلمين الحق في الغضب وقتل ملايين الفرنسيين بسبب مذابح الماضي"، واصفاً إياها بأنها سخيفة.
وكتبت السفيرة الأميركية لدى ماليزيا، كمالا شيرين لاخدهير على "تويتر" رداً على تصريحات مهاتير محمد إن "حرية التعبير حق، والدعوة إلى العنف ليست كذلك".
وقال مهاتير إن "تصريحاته أخرجت من سياقها"، في حين قال عبد الهادي أوانج، وهو شخصية بارزة في الحكومة الماليزية، إن "تصريحات ماكرون لا يمكن تبريرها".
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن دعمه موقف ماكرون، وندد بالعنف، وكتب على "تويتر" "أدين بشدة الهجمات الإرهابية الأخيرة في فرنسا. الهند تقف إلى جانب فرنسا في الحرب على الإرهاب".
سلسلة من هجمات المتشددين
ووقع هجوم نيس بعد أقل من أسبوعين من حادث آخر قطع فيه مهاجم يبلغ من العمر 18 عاماً رأس مدرس في إحدى ضواحي باريس بعد أن عرض المدرس رسماً مسيئاً للنبي محمد في فصل دراسي.
وشهدت فرنسا سلسلة من هجمات المتشددين، من تفجيرات وإطلاق نار في عام 2015 في باريس أسفرت عن مقتل 130 شخصاً، إلى هجوم في نيس عام 2016 أسفر عن مقتل 86 عندما قاد متشدد شاحنة وسط حشد من المحتفلين بيوم الباستيل.
تونس تفتح تحقيقاً
فتحت تونس تحقيقاً، الجمعة، للتحري في حقيقة ومصداقية وجود تنظيم يدعى "المهدي بالجنوب التونسي"، تبنى الهجوم في نيس، وفق وكالة تونس أفريقيا للأنباء.
ونقلت الوكالة عن القاضي محسن الدالي قوله إن التحقيق بدأ بعد رصد تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى تبني العملية.
وكشف الدالي لوكالة "رويترز" أن المشتبه به في الهجوم إبراهيم العيساوي اعتقل عام 2016، عندما كان قاصراً بسبب العنف واستعماله سلاحاً أبيض.
إيطاليا تنفي مسؤوليتها
قالت وزيرة الداخلية الإيطالية لوسيانا لامورجيز، اليوم الجمعة، إنه لا يمكن توجيه اللوم لحكومة بلادها لسماحها للمهاجر التونسي بدخول أوروبا.
ووصل العيساوي إلى جزيرة لامبيدوسا يوم 20 سبتمبر (أيلول) الماضي في قارب صغير. وبعد ذلك انتقل إلى اليابسة الإيطالية في 8 أكتوبر. ومثلما هو الحال بالنسبة إلى معظم القادمين الجدد تم تركه طليقاً.
واتهم حزب الرابطة اليميني المتطرف المعارض لامورجيز بالتقاعس عن منع قدوم المهاجرين من أفريقيا. وقال الحزب إن لامورجيز تتحمل المسؤولية عن هجوم نيس.
وأكدت لامورجيز أنه لا السلطات التونسية ولا الاستخبارات الإيطالية كانت تعتبر العيساوي تهديداً محتملاً. وقالت للصحافيين "لا مسؤولية علينا في ذلك".