أخفقت أرمينيا وأذربيجان خلال محادثاتهما في جنيف، الجمعة، 30 أكتوبر (تشرين الأول)، في الاتفاق على وقف جديد لإطلاق النار في ناغورنو قره باغ، لكنهما اتفقتا على تدابير لتخفيف التوتر بما في ذلك التعهد بعدم استهداف المدنيين.
والتقى وزيرا الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان والأذربيجاني جيهون بيراموف وجهاً لوجه في المدينة السويسرية، في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 1000 شخص في شهر ونيف.
"مجموعة مينسك"
وقال الوسطاء الفرنسيون والروس والأميركيون المجتمعون في إطار "مجموعة مينسك"، في بيان صدر في وقت متأخر الجمعة، إنهم دعوا الطرفين المتحاربين إلى تطبيق اتفاق سابق لوقف إطلاق النار، وأضاف الوسطاء أن طرفي النزاع أجريا "تبادلاً صريحاً وجوهرياً لوجهات النظر، من أجل توضيح مواقفهما" في المفاوضات حول النقاط العالقة بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تُوصل إليه في 10 أكتوبر في موسكو.
وكان تم التوصل كذلك إلى اتفاقين آخرين لوقف إطلاق النار، من دون الالتزام بهما.
وجاء في بيان الوسطاء، أن الطرفين اتفقا أيضاً على "اتخاذ عدد من الإجراءات بشكل عاجل"، وعلى "الامتناع عن تعمد استهداف السكان المدنيين أو الأهداف غير العسكرية" بما يتطابق مع القانون الإنساني الدولي، كذلك، وافق طرفا النزاع على المشاركة بشكل نشط في عملية استعادة الرفات وتبادلها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتعين أيضاً على البلدين الجارين أن يقدما في غضون أسبوع لوائح بأسرى الحرب إلى الصليب الأحمر "من أجل إتاحة الوصول" إليهم، وتسهيلاً لأي عملية "تبادل في المستقبل"، وتعهد البلدان أن يقدما خطياً تعليقات وأسئلة في إطار نقاشات تهدف إلى وضع آليات للتحقق من تطبيق وقف إطلاق النار، وهو بند يعتبر أولوية في المحادثات، وأوضح البيان أن "رؤساء "مجموعة مينسك" سيواصلون العمل بشكل مكثف مع الطرفين (المتحاربين) للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع".
وكان اللقاء بين وزيري الخارجية مقرراً، الخميس، أساساً لكنه أرجئ إلى الجمعة بسبب تجدد المعارك.
مشاورات لضمان الأمن
في هذا الوقت، طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان رسمياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء مشاورات "عاجلة" لتوفير الأمن في ظل النزاع مع أذربيجان بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية، السبت، موضحة في بيان أن "رئيس وزراء أرمينيا طلب من الرئيس الروسي بدء مشاورات عاجلة بهدف تحديد طبيعة وحجم المساعدة التي يمكن لاتحاد روسيا أن يوفرها لأرمينيا لضمان أمنها".
ارتفاع مأساوي في الضحايا
وغرد كاري كانافه السفير الأميركي السابق الذي يشارك في رئاسة "مجموعة مينسك"، "كل يوم تأخير في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قابل للتطبيق يزيد من أرجحية حصول ارتفاع مأساوي في الضحايا المدنيين".
ومنذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر (أيلول)، استعادت القوات الأذربيجانية أراضي كانت خارجة عن نطاق سيطرتها منذ التسعينيات حين دارت حرب بين الجانبين خلفت 30 ألف قتيل وأدت إلى انفصال إقليم ناغورنو قره باغ الذي تقطنه غالبية أرمينية.
وأعلنت هذه المنطقة المدعومة اقتصادياً وعسكرياً من أرمينيا، استقلالها عقب حرب عام 1994 إلا أنها لم تحظ بالاعتراف لا من المجتمع الدولي ولا من جانب أرمينيا.
وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف هذا الأسبوع عدم معارضته عقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف، لكنه قلل من أهميتها.