وقّعت القاهرة وبغداد يوم السبت، 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون بين البلدين شملت مجالات الكهرباء والغاز والطاقة المتجددة والصناعات الحربية والاتصالات والنقل والإعمار، فضلاً عن قطاعات أخرى، خلال زيارة أجراها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي برفقة عدد من المسؤولين ورجال الأعمال إلى العراق، للمشاركة في أعمال اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وذلك بعد نحو ثلاثة أسابيع من زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى القاهرة.
وتنظر الحكومة المصرية إلى تعظيم وجودها في الاقتصاد العراقي عبر بوابة "إعادة الإعمار"، إذ أعلنت أنه تم الاتفاق بشكل مبدئي مع بغداد على إنشاء آلية "النفط مقابل الإعمار".
تحركات لتعزيز التعاون
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ونظيره المصري، أعرب الكاظمي عن تطلع بلاده إلى زيادة التواصل والتنسيق بين المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية والعمل معاً من خلال هذه المؤسسات، بغية تحقيق الاهداف المشتركة في إشاعة الوسطية ومكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن حكومته تولي أهمية قصوى للجنة العراقية المصرية الأردنية المشتركة، التي عقدت اجتماعاً لها في عمان في أغسطس (آب) الماضي. وقال إنه يتطلع إلى تطوير هذا التعاون الثلاثي في إطار مستدام من التكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، أوضح مدبولي أنه على مستوى التعاون الثنائي، تمت مناقشة استعداد مصر بكل خبراتها لتنفيذ عدد من المشاريع الكبرى في قطاعات البنية الأساسية والطاقة والكهرباء والبترول والغاز والإسكان والنقل لدعم العراق، مشيراً إلى التوافق على سرعة تفعيل مجموعة من المشاريع الممكن تنفيذها من خلال الشركات المصرية، ضمن آلية "النفط مقابل الإعمار"، إذ تحدد الحكومة العراقية المشاريع وفقاً لأولوياتها. ولفت إلى أنه سيتم تفعيل شكل هذه الآلية التي أنشئت، بحيث تبدأ من خلالها الشراكة بين البلدين لتنفيذ المشاريع المختلفة سواء التنموية أو الاستثمارية.
كما ذكر مدبولي أنه تم التوافق بين الجانبين على قضية الأمن المائي للبلدين باعتبارهما دولتي مصب، والتأكيد أنها إحدى قضايا الأمن القومي المشتركة، كما تم التشديد على مصالح الدولتين في الحفاظ على حقوقهما المائية، باعتباره أمراً يمس الأمن القومي العربي.
القاهرة تنشد مشاركة واسعة في ملف الإعمار
وبحسب مراقبين، في الوقت الذي تنشد بغداد تعزيز التعاون مع القاهرة انطلاقاً من تحركها نحو إعادة ضبط علاقاتها العربية، تأتي على رأس الأولويات المصرية مساهمتها عبر القطاعين العام والخاص في ملف إعادة إعمار العراق.
وكانت وزارة الخارجية العراقية ذكرت في بيان اليوم السبت، أن "زيارة الوفد المصري إلى بغداد، تأتي استكمالاً لجولة المباحثات المعمقة التي أجراها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في القاهرة". ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف إلى أن "العراق حريص على إدامة هذه الجهود والعلاقات، وفق مصالح متساوية ومشتركة".
من جانبه، قال إبراهيم المنشاوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، "لا شك أن تحسّن العلاقات بين القاهرة وبغداد وتضافرها يقوّيان الوقوف في مواجهة التحديات والمخاطر المشتركة بين البلدين، انطلاقاً من الإيمان بوحدة المصير والمصالح المشتركة، وعمق العلاقات التاريخية بين الشعبين"، موضحاً أن "ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق ترتكز على ضرورة الحفاظ على وحدته وسيادته ورفض التدخلات الخارجية، أو الاعتداءات غير الشرعية داخل حدوده".
وبحسب المنشاوي، يرتكز التحرك المصري باتجاه العراق على "آلية النفظ مقابل الإعمار"، إذ تجد القاهرة في شركاتها العامة والخاصة قدرة على المنافسة والوجود بقوة في الاستثمار بالاقتصاد العراقي".
ومن بين الاتفاقات ومذكرات التعاون التي وقّع عليها البلدان اليوم، مذكرة تفاهم بين وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية ووزارة النفط العراقية، وأخرى في مجال الطرق والجسور، وقّع عليها عن الجانب المصري وزير النقل كامل الوزير، ووزيرة الإعمار والإسكان والأشغال العامة العراقية نازنين محمد وسو، فضلاً عن ثالثة متعلقة بالتعاون في مجال الإسكان والتشييد.