ينتظر مستثمرو "وول ستريت" نتائج الانتخابات الرئاسية، لمعرفة كيف ستكون اتجاهات استثماراتهم وأموالهم خلال المرحلة المقبلة، في حال فاز المرشح الرئاسي جو بايدن أو استمر دونالد ترمب سيداً للبيت الأبيض لدورة جديدة تمتد أربع سنوات مقبلة.
وعلى عكس ما حدث الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه المؤشرات الأميركية الثلاثة أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس (آذار) الماضي، كان افتتاح "وول ستريت" أمس على ارتفاع للمؤشرات الثلاثة مع أول جلسة لنوفمبر (تشرين الثاني).
وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 423 نقطة، أو 1.6 في المئة إلى 26925.05 نقطة، وزاد "ستاندرد أند بورز 500" نحو 40 نقطة، أو 1.23 في المئة إلى 3310.24 نقطة، وارتفع ناسداك المجمع 46 نقطة، أو 0.42 في المئة إلى 10957.61.
تقلبات البورصات
يستعد المستثمرون لاحتمالية حدوث تقلبات كبيرة في حال فوز بايدن؛ إذ ينوي الأخير فرض سياسات اقتصادية جديدة مختلفة عن الرئيس ترمب، متعلقة بالضرائب والإنفاق الحكومي والتجارة.
وحتى أمس، كان المرشح الديمقراطي متقدماً في استطلاعات الرأي، وستهز النتيجة أسواق الأسهم على المدى القريب، علماً بأن صورة الفائز لن تكون واضحة اليوم الثلاثاء.
وتلعب المراهنات دوراً كبيراً الآن في أسواق الأسهم الأميركية؛ إذ إن المستثمرين الذين يراهنون على فوز بايدن يتوقعون أن تقدم إدارة الأخير حوافز كبيرة لشركات الطاقة المتجددة، لذلك فهم يشترون أسهم مؤسسات الطاقة الشمسية والصناعية وأسماء الشركات الصغيرة في الأسابيع الأخيرة.
ويعيد المستثمرون ذكرياتهم مع تقلبات السوق التي أعقبت الانتصار غير المتوقع للرئيس دونالد ترمب في 2016، ورصدت وكالة "رويترز" أن هناك تحوطاً يعيشونه حالياً مقارنة بما جرى قبل أربع سنوات، إذ قلل كثير من المستثمرين في الأسابيع القليلة الماضية تعرضهم للأصول عالية المخاطر والتحوط في محافظهم المالية ضد تقلبات ما بعد الانتخابات، في حين طور القليل منهم استراتيجيات يمكنها تحقيق أرباح جيدة تتماشى مع التقلبات المتوقعة.
شركات استثمار تستشير السياسيين
بالعودة إلى الوراء، وتحديداً إلى ليلة الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، وعلى خلفية فوز ترمب، انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خمسة في المئة، وارتفعت أصول الملاذ الآمن مثل الذهب؛ إذ سارع كثيرون إلى إعادة ترتيب محفظتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن أجل تقليل حدوث تقلبات قوية، استعانت شركات الاستثمار بمحللين سياسيين، لفهم بيانات التصويت المبكر المعقدة، في محاولة منها لتحديد الأصوات في الولايات المتأرجحة. ويوجد تخوف من حدوث فوضى في الانتخابات بسبب الملايين الذين صوتوا مبكراً وبشكل غير مسبوق من خلال بطاقات الاقتراع بالبريد.
ويراقب المستثمرون بشكل رئيس الولايات فلوريدا ونورث كارولينا وأوهايو وتكساس من كثب، باعتبارها المتأرجحة التي قد تحسم النتيجة بالفعل. ويقول متخصصو الانتخابات لـ"رويترز" إن هذه الولايات ستتمكن على الأرجح من فرز غالبية أصواتها بنهاية الليل.
كورونا والبورصات
كانت البورصات قد شهدت تراجعات حادة الأسبوع الماضي، مع تخطي أعداد المصابين بكورونا في الولايات المتحدة 90 ألف حالة يومياً، وبعد أن تجاوز عدد المصابين 9 ملايين مصاب ووفاة نحو ربع مليون شخص. كما سيراقب وينتظر المستثمرون اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، الذي يستمر يومين، وتقرير الوظائف الشهري والأرباح من نحو ربع الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500".
كما من المرتقب أن يكشف عن مصير حزمة التحفيز التريليونية مع إعلان الفائز بالانتخابات، وكان من المفترض أن يجري إقرارها قبل الانتخابات الرئاسية، لكن الخلاف حول حجم الحزمة وتفاصيل متعلقة بالمستفيدين منها، أدت إلى تأخير إقرارها.
ويقدر حجم الحزمة بتريليوني دولار، وسيؤدي إقرارها من مجلس النواب الأميركي إلى تغير في بوصلة الاستثمار بالأسهم، حيث قد تستفيد أسهم غير مرغوب فيها الآن مثل شركات معدات البناء والمواد الأولية، وهو ما قد يحول المستثمرين إلى هذه القطاعات وخروجهم من شركات التكنولوجيا التي توجه إليها المستثمرون مع بداية أزمة كورونا، بسبب توقعات بنتائج أفضل واستفادة لشركات الإنترنت والتكنولوجيا من العمل عن بعد.