في الوقت الذي يواجه فيه الملياردير الصيني جاك ما، مؤسس مجموعة "علي بابا"، العديد من الأزمات على خلفية انتقاده الإجراءات التي أعلنتها الصين في إطار تشديد رقابتها على شركات التكنولوجيا العملات، والتي اعتبرها جاك تخنق الابتكار.
لكن، ربما تدفع المبيعات القياسية لمجموعة "علي بابا" في "يوم العزاب"، إلى استعادة جزء من ثروة الملياردير الصيني التي فقدها خلال الفترة الماضية لتسجل صافي ثروته في الوقت الحالي نحو 54 مليار دولار، وفق مؤشر وكالة "بلومبيرغ" لأثرياء العالم.
ويستعرض المستهلكون الصينيون عضلاتهم بعد بداية صعبة لهذا العام. ومن المؤكد أن هذه أخبار جيدة لعملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا"، الذي واجه العديد من المشكلات خلال الفترة الماضية، على الرغم من تحول شريحة كبيرة من المستهلكين إلى منصات التجارة الإلكترونية.
ووفق تقرير حديث، فإن طفرة التسوق عبر الإنترنت السنوية في "يوم العزاب" بالصين في طريقها لتحطيم الأرقام القياسية على الرغم من أزمة فيروس كورونا المستجد. وفي بيان، قالت شركة "علي بابا" إن "جنون المبيعات حقق حتى الآن أكثر من 372 مليار يوان (56 مليار دولار). وذلك خلال أول 30 دقيقة من الحدث، إلى جانب فترة سابقة مدتها ثلاثة أيام تمت إضافتها لزيادة المبيعات".
وهذا الرقم علامة على قوة الانتعاش في الصين، الاقتصاد الرئيس الوحيد المتوقع أن ينمو هذا العام، بحسب ما ذكر تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية. وترى شياوفينج وانج المحللة لدى شركة "فورستر" أن "الاقتصاد الصيني شهد انتعاشاً قوياً، وعادت سلوكيات الشراء لدى المستهلكين الصينيين إلى مستويات ما قبل الوباء، إن لم تكن أعلى".
وبالنسبة إلى العلامات التجارية التي تتدافع للتعافي بعد شهور من إغلاق المتاجر مع استمرار وجود المستهلكين في منازلهم، فإن الصين هي نقطة مضيئة تشتد الحاجة إليها في الوقت الحالي. فيما أشار استطلاع أجرته شركة أبحاث السوق "أوليفر وايمان" إلى أن 86 في المئة من المستهلكين الصينيين يرغبون في إنفاق نفس أو أكثر مما فعلوه خلال يوم العزاب في العام الماضي. ولكن هذه المرة، هناك ظل يحيط بشركة "علي بابا" ومؤسسها الملياردير جاك ما.
إجراءات تخنق الابتكار في بكين
وخلال الأسبوع الماضي، انتقد المنظمون الصينيون المكابح على الاكتتاب العام الأولي المرتقب لمجموعة "آنت غروب"، وهي الشركة المالية التابعة لشركة "علي بابا"، في اللحظة الأخيرة. وأشار المنظمون إلى "القضايا الرئيسة" التي قد تتسبب في عدم استيفاء شركة "آنت غروب" لشروط الإدراج أو متطلبات الإفصاح. فيما يعتقد مراقبو الصناعة أن انتقاد جاك ما العلني للمنظمين الصينيين لخنق الابتكار قد يكون لعب دوراً.
وقد تشير الانتقادات العلنية لحدث "يوم العزاب" إلى أن الملياردير جاك لا يزال غير محبوب من بكين، مما يلقي بظلاله على أعماله وأنشطته هناك. وقد دعت تقارير حديثة إلى "حيل أقل" من خلال منصات التسوق خلال موسم التسوق في يوم العزاب، قائلة إنه "لا ينبغي لشركة "علي بابا" خداع المستهلكين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الوقت نفسه، ربما لا يهتم المتسوقون بهذه التقارير، ما داموا يحصلون على صفقة قوية. لكن التوترات بين الحكومة الصينية وبعض أكبر عمالقة التكنولوجيا في البلاد تشكل تهديداً مستمراً سواء لشركة "علي بابا" أو لمؤسسها جاك ما.
وبسبب الأحداث الأخيرة، انخفضت أسعار أسهم مجموعة "علي بابا" بأكثر من 14 في المئة، وذلك منذ سحب الاكتتاب العام لشركة "آنت غروب" في هونغ كونغ. فيما تراجعت أسهم "علي بابا" ومنافستها "جي دي. كوم"، بأكثر من 10 في المئة منذ تعاملات الثلاثاء الماضي، مما يضع كلا السهمين في المسار الصحيح لأسوأ أسبوع لهما على الإطلاق.
وخلال الساعات الماضية، ووفق مؤشر وكالة "بلومبيرغ" لأثرياء العالم، فقد انخفضت ثروة الملياردير الصيني جاك ما إلى مستوى 54.1 مليار دولار بعد خسارة نحو 103 ملايين دولار خلال ساعات.
وأفاد التقرير بأن الخوف نشأ جزئياً من علامات على حملة قمع من بكين. وفي الثلاثاء الماضي، حدد أكبر منظم للسوق في الصين المبادئ التوجيهية التي تقول إنها تهدف إلى منع احتكارات الإنترنت. وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق لدى "أونادا" لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، إن القواعد التي صيغت تشير إلى "بيئة تنظيمية أكثر نشاطاً".
عروض مخفضة من أول نوفمبر
والأربعاء، بدأ الصينيون البحث عن عروض مخفضة على الإنترنت في مناسبة "يوم العزاب". ومنذ أكثر من 10 سنوات، تسجل في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) مستويات قياسية من المبيعات على الإنترنت باعتباره موعداً ملائماً لتبضع العزاب. وقد عدل عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" الذي أطلق هذا الحدث في عام 2009 وحذا حذوه منافسوه مثل "جي دي. كوم" و"بندوودوو"، القواعد المعمول بها هذه السنة.
وأعلنت "علي بابا" عن تقديم عروض مخفضة منذ الأول من نوفمبر الحالي، في حين كان ينتظر عادة حلول تاريخ الحادي عشر من الشهر لبدء التنزيلات. وعلى الرغم من تحقيق مبيعات قياسية، فإن العملاق الصيني لم يقارن البيانات الحديثة بأرقام العام الماضي، في حين أن عدداً من الاقتصاديين كان يأمل أن يستشف من هذه البيانات انتعاش الاقتصاد الصيني بعد الركود الذي ضربه في مطلع السنة بسبب الوباء.
ووفق وكالة "الصحافة الفرنسية"، وخلال الموسم الماضي، بلغت مبيعات "علي بابا" نحو 268.4 مليار يوان (40.42 مليار دولار) وذلك خلال 24 ساعة، بارتفاع نسبته 26 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018.
وتوقعت المتخصصة في الاقتصاد ميلاني ساندرز من مجموعة "باين أند كومباني" أن يتواصل ارتفاع المبيعات في عام 2020 نتيجة تدابير العزل التي دفعت مزيداً من الصينيين إلى إجراء طلبيات منزلية. وأضافت "نتوقع مزيداً من الدينامية ورقماً قياسياً جديداً. وقد استعادت مبيعات التجزئة في الصين تقريباً مستويات العام الماضي".