حذَّرت هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" Public Health England من ارتفاع عدد المرضى المصابين بعدوى التهابات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية في شتى أنحاء إنجلترا، موضحةً أن بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج بتلك الأدوية ارتفعت بمقدار الثلث منذ عام 2015.
وفي أحدث تقرير سنوي أصدرته "الصحة العامة في إنجلترا" PHE بشأن الخطر الذي تطرحه ظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات، كشفت أنّ الإصابات المقاومة لهذه المضادات في إنجلترا وصلت إلى 178 حالة يومياً في عام 2019.
التقرير، الذي نُشر مع بداية "الأسبوع العالمي للتوعية من [مخاطر مقاومة] مضادات الميكروبات" World Antimicrobial Awareness Week لعام 2020، يوضح أن 2019 شهد ما يقدر بنحو 65 ألفاً و162 إصابة مقاومة لتلك الأدوية، مقارنة بـ61 ألفاً و946 حالة سُجلت في 2018.
وفي غياب مضادات حيوية قادرة على علاج أنواع العدوى البكتيرية الشائعة، يمكن للجراحات والعلاجات الطبية الروتينية في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS، بما فيها عمليات الولادة القيصرية وعلاجات السرطان واستبدال مفصل الورك، أن تشكِّل تهديداً لحياة المرضى. يشار في هذا الصدد إلى أنّه لم يجرِ تطوير أيّ مضادات حيوية جديدة منذ ثمانينيات القرن العشرين.
بناء عليه، وجّهت هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" PHE تنبيهاً إلى المرضى تحثّهم فيه على اتّباع مشورة الأطباء والممرضات، وعدم اللجوء إلى المضادات الحيوية إلا عند اللزوم، تجنّباً لتطوير البكتيريا مقاومة.
تبقى بكتيريا "الإشريكية القولونية" (E coli) العدوى الجرثومية الأكثر شيوعاً التي تصيب مجرى الدم، إذ ارتفعت بنسبة 14 في المئة، مسجلةً صعوداً من 68.3 حالة لكل 100 ألف نسمة في عام 2015 إلى 77.5 في 2019.
في هذا الشأن، قالت "الصحة العامة في إنجلترا" إنّ عدد حالات عدوى مجرى الدم bloodstream infections شكّلت "مصدر قلق كبير" وارتفعت بنسبة الثلث، تحديداً 32 في المئة، منذ عام 2015. وتُعزى حالة من كل خمسة مصابين بعدوى بكتيرية في مجرى الدم إلى مقاومة المضادات الحيوية.
وورد في تقرير الهيئة الطبية للعام الحالي أنّ تلك الحالات قفزت من 13 ألفاً و671 في 2015 إلى ما يربو على 18 ألف إصابة في تقرير هذا العام.
معلوم أنّ المضادات الحيوية تستعمل في علاج الالتهابات البكتيرية من قبيل "الالتهاب الرئوي" (pneumonia) و"التهاب السحايا" (meningitis) و"الإنتان" أو "تعفن الدم" (sepsis). كذلك تساعد في الوقاية من الالتهابات خلال العمليات الجراحية. بيد أنها تُستخدم أحياناً للتخلّص من السعال وآلام الأذن والتهاب الحلق، إنما يكون تأثيرها في تلك الحالات ضئيلاً أو معدوماً.
عند الإفراط في اللجوء إلى المضادات، تتمكّن البكتيريا المُستهدفة من تطوير مقاومة، ما يجعل تلك الأدوية عديمة الفاعلية في وقت تمسّ الحاجة إليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يُظهر التقرير الجديد أنّ الإجراءات المتعلِّقة باستهلاك المضادات الحيوية تحقِّق انخفاضاً في استخدام الأخيرة سنة تلو أخرى. على سبيل المثل، في 2019، تراجع إجمالي الاستهلاك إلى 17.9 جرعة يومية محددة لكل ألف شخص يومياً، مقارنة بـ19.4 في عام 2015.
لكن في حين انخفض معدل وصف المضادات الحيوية من جانب الطبيب العام، شهدت المستشفيات وغيرها من هيئات المجتمع المحلي زيادات منها نتيجة الارتفاع في أعداد حالات العدوى التي تصيب مجرى الدم وحاجة المرضى إلى تلقي العلاج في المستشفى.
قالت إيزابيل أوليفر، مديرة "[دائرة] الخدمة الوطنية للعدوى" في هيئة "الصحة العامة في إنجلترا": "نريد أن ينضمّ إلينا الناس في التصدّي لمقاومة مضادات الميكروبات- استمع إلى نصيحة طبيبك أو الصيدلي أو الممرضة ولا تتناولها إلا عند الضرورة".
"من المقلق أنّ حالات عدوى إضافية تصبح مقاومة لهذه الأدوية المُنقذة للحياة. وتناولها عندما لا تكون في حاجة إليها من شأنه أن يجرّ عواقب وخيمة عليك وعلى صحة أسرتك، الآن وفي المستقبل"، وفق كلمات أوليفر.
© The Independent