تراجعت المؤشرات في "وول ستريت"، أمس الأربعاء، بعد أن خيم الإحباط من جديد على المستثمرين بسبب استمرار الاختلافات حول محادثات التحفيز المالي، أو خطة الدعم التريليونية لانتشال الاقتصاد الأميركي، ودعم الأسر المتضررة من أزمة فيروس كورونا.
وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي 105.07 نقطة، أو 0.35 في المئة إلى 30.068.81، وخسر "ستاندرد أند بورز 500"، ما قيمته 29.43 نقطة، أو 0.79 في المئة إلى 3672.82 نقطة، وتراجع مؤشر "ناسداك" 243.82 نقطة، أو 1.94 في المئة إلى 12338.95.
وينتظر المستثمرون حزمة الدعم باعتبارها الحل الوحيد لانتشال الاقتصاد المتضرر من تداعيات كورونا، وتقدر الحزمة بنحو تريليون دولار.
تأخر المساعدات
قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، ميتش ماكونيل، إن المشرعين ما زالوا يبحثون عن وسيلة للاتفاق على حزمة المساعدات. ويستعد مجلس النواب الأميركي للتصويت على مشروع قانون لتمويل المتضررين من تداعيات الأزمة، حيث سيستغرق الأمر أسبوعاً إضافياً لتوفير مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق.
وقال محللو شركة "غولدمان ساكس" في مذكرة نقلتها "رويترز"، إن "عدم اليقين بشأن التوقيت أقل أهمية من عدم اليقين بشأن الحجم الإجمالي للحزمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافوا أنه "في الوقت الحالي، افتراضنا هو أن حزمة الدعم ستبلغ قيمتها 700 مليار دولار، لكن ستصبح بين تريليون دولار و1.5 تريليون دولار إذا فاز الديمقراطيون بالمقعدين في مجلس الشيوخ التي ستجري انتخابات بشأنهما الشهر المقبل".
وكانت أخبار إيجاد اللقاحات قد رفعت البورصات الأميركية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكن تقرير الوظائف المخيب للآمال الذي نشر الأسبوع الماضي جعل من إمكانية خروج الاقتصاد من أزمته أمراً صعباً من دون تحفيز حكومي جديد.
تفكيك "فيسبوك"
كان لافتاً تراجع أسهم شركة "فيسبوك" بنحو 1.9 في المئة، وتأثير ذلك على الانخفاض القوي لمؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الأسهم التكنولوجية. وجاء انخفاض "فيسبوك" بعد أن رفعت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (وتقريباً كل ولاية أميركية) دعوى قضائية ضد شركة التواصل الاجتماعي، أمس، لانتهاكها قانون مكافحة الاحتكار، وللمطالبة بضرورة تفكيكها لتفتح المجال أمام المنافسة من شركات أصغر لا يمكنها الآن دخول السوق بسبب احتكار "فيسبوك" للقطاع، بحسب الدعاوى.
في المقابل، افتتحت أسهم شركة "دورداش" لتوصيل الطعام عند 182 دولاراً بعد تسعير أولي للسهم عند 100، ودولارين للسهم الواحد، وجمعت 3.37 مليار دولار في واحدة من أكبر عمليات الإدراج في سوق الأسهم الأميركية في عام 2020. وأغلقت أسهم الشركة على ارتفاع 85.79 في المئة عند 189.51 دولار.
وكان لافتاً القفزة التي حققتها أسهم شركة "غرينتش لايف ساينسز"، المتخصصة في الأدوية، إذ صعدت بنسبة تقارب الألف في المئة في السوق الأميركية، أمس الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات لها عن علاج واعد لمكافحة سرطان الثدي.
وخلال التداولات، قفز السهم بنسبة 2941 في المئة قبل أن يغلق على ارتفاع بنسبة 998 في المئة، بالغاً 51.10 دولار للسهم.
تقييمات مرتفعة
أصبحت الأسهم ذات التقييمات المرتفعة في البورصات الأميركية حساسة لأي أخبار سلبية، حيث يهرع المضاربون إلى البيع السريع، خوفاً من انهيار "وول ستريت"، وهو ما جعل أخبار إطالة محادثات التحفيز تهوي بالبورصات أمس، إضافة إلى تخوف من ردود فعل سلبية من عملية التلقيح ضد فيروس كورونا.
وكان رئيس هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا قد قال إنه تم الإبلاغ عن حالتين من ردود الفعل التحسسية في اليوم الأول من طرح لقاح "فايزر"، وهي أخبار غير مبشرة للبورصات في هذا الوقت.
وتوقع محللون اقتصاديون، بحسب استطلاع أجرته "رويترز"، أن يفقد النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الزخم في الربعين الحالي والتالي، لكنه سيتوسع بشكل أسرع مما كان يعتقد سابقاً بعد ذلك. وتوقعت الغالبية العظمى منهم أن يصل الاقتصاد إلى مستويات ما قبل وباء كورونا في غضون عام.
وبالنسبة إلى الربع الأول، تم تخفيض النمو إلى 2.5 في المئة من 3.0 في المئة الشهر الماضي، مع توقع ما يقرب من 11 في المئة من المستطلعين أن ينكمش الاقتصاد في الربع الأول.
وكان من المتوقع أن ينكمش أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 3.6 في المئة هذا العام، ثم ينمو بنسبة 3.9 في المئة العام المقبل و3.1 في المئة عام 2022.
وقال ثلاثة أرباع الاقتصاديين، أو 44 من 58، إن توقعات قوة الانتعاش الاقتصادي الأميركي إما بقيت على حالها أو تحسنت من الشهر الماضي.