تركت جائحة كورونا أثرها الكبير على الأردنيين وطالت قطاعات حيوية، من بينها الخدمات الصحية. فخلال الأشهر الأولى من انتشار الفيروس، أمكن ملاحظة مناشدات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم، بعد تراجع هذا النشاط على نحو لافت ولأسباب عديدة، أبرزها قلق وخوف المتبرعين من الإصابة بكورونا أو نقل العدوى إليهم ولذويهم، مما أدى إلى نقص المخزون الإستراتيجي البالغ نحو 2000 وحدة دم.
وضع صعب
تصف مديرة بنك الدم في وزارة الصحة آسيا العدوان وضع هذا القطاع الحيوي بالصعب، بسبب تزايد الطلب على وحدات الدم وقلة عدد الكوادر الفنية والإدارية المؤهلة، فضلاً عن تراجع التبرع مقارنة في السنوات الماضية.
وفي الأردن واحدة من أعلى نسب التبرع بالدم عالمياً، إذ تبلغ نسبة المتطوعين 3.2 في المئة، حيث يزود بنك الدم الوطني نحو 35 مستشفى.
وتشير العدوان إلى حصول بنك الدم على نحو 85 وحدة يومياً من خلال التبرع الطوعي والفردي، بينما تبلغ حصيلة الحملات الأسبوعية 500 وحدة، في حين يصل الاستهلاك اليومي للبلازما ووحدات الدم على مستوى البلاد إلى نحو 700 وحدة.
نقص المخزون الإستراتيجي
ويأتي الدم المتبرع به عادة من خلال ثلاث جهات: المتبرعون بشكل طوعي والمتبرعون لأقاربهم وذويهم، إضافة إلى الحملات.
ومع قلة عدد المتبرعين وتكرار الإغلاقات وحظر التجوال، توقفت الحملات الخارجية للتبرع ما أدى إلى نقص بنحو 200 وحدة دم يومياً.
وبحسب مديرية بنك الدم، فإن العجز في المخزون الإستراتيجي بعد جائحة كورونا بلغ 35 في المئة، بعد تراجع عدد المتبرعين بشكل لافت. أما الأكثر تضرراً، فهم مرضى السرطان والتلاسيميا وغسيل الكلى، وأمراض الدم عموماً.
صراع يومي
يحصل المنتفعون من التأمين الصحي على وحدات دم مقابل تأمين مقابل لها، أما غير المشمولين به فيؤمنون البديل، إضافة إلى دفع مبلغ مالي عن كل وحدة، يصل في بعض المستشفيات الخاصة إلى أرقام كبيرة ومرهقة لميزانية المواطنين. وتعد المستشفيات الخاصة الأكثر استهلاكاً بواقع 200 وحدة يومياً ومن دون استبدال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن متخصصين يقولون إن 90 في المئة من حاجات البلاد تؤمن عبر بنك الدم، الذي يعيش صراعاً يومياً لتأمين إكسير الحياة. ويؤكدون أن كورونا لا يمكن أن ينتقل عبر التبرع بالدم، في محاولة لإعادة نسب التبرع إلى ما كانت عليه قبل الجائحة، خصوصاً مع مراعاة التباعد والإجراءات الوقائية.
ولم تسجل، حتى الآن، أي حالة وفاة نتيجة نقص الدم، لكن التراجع في أعداد المتبرعين مقلق ودائم.
تطبيق إلكتروني
معاناة شخصية لمواطن أردني دفعته إلى تصميم تطبيق إلكتروني للتبرع بالدم، يُساعد على إيجاد متبرعين بجميع أنواع الزُّمر كلما اقتضت الحاجة.
ويقول باسل أبو بكر، إن مرض والدته وحاجتها للدم خلال عملية جراحية وعدم توفره، دفعه لابتكار هذا التطبيق الذي قد يسهم في تخفيف هذه المعاناة.
ويساعد تطبيق "بلدولوجي" الراغبين في التبرع ويسهل مهمة الوصول إليهم أو تسجيل بياناتهم، وقد سجلت نحو 200 حملة تبرع في الأردن عام 2019.
ومع تعطل الحياة في بداية جائحة كورونا، لجأت الحكومة إلى الاستعانة بأفراد الجيش لتأمين الاحتياجات العاجلة من وحدات الدم في المستشفيات.
ويرصد مراقبون ما يمكن وصفه بـ"تجارة الدم" في بعض المستشفيات الخاصة خلال هذه الفترة، الأمر الذي رفع سعر البلازما، خصوصاً بعد بروز تقارير عن دورها في علاج "كوفيد-19" لاحتوائها على مضادات للفيروس.