شهد حزب "نداء تونس" الحاكم انقساماً عميقاً السبت 13 أبريل (نيسان)، حين انتخب أعضاؤه رئيسين للّجنة المركزية للحزب في مؤتمرين منفصلين، أحدهما نجل الرئيس الباجي قائد السبسي، وذلك قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستشهدها البلاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين.
وعلى الرغم من أن المؤتمر الانتخابي الأول للحزب حمل شعار "لمّ الشمل"، فإنه انتهى بعقد مؤتمرين لانتخاب القيادة. فوزّع حزب "نداء تونس" بياناً ليل السبت - الأحد أعلن فيه فوز محمد حافظ قائد السبسي برئاسة اللجنة المركزية، إثر عملية انتخابية نُظمت في مدينة المنستير.
في المقابل، أعلنت مجموعة أخرى من الحزب، اجتمعت في مدينة الحمامات، فوز زعيم كتلة "نداء تونس" في البرلمان سفيان طوبال برئاسة اللجنة المركزية.
فشل المبادرة الرئاسية
وتعصف الانقسامات بالحزب منذ العام 2015، إذ واجه حافظ السبسي انتقادات واسعة واتهم بالسعي للسيطرة على الحزب وإدارته بشكل منفرد، وهذا ما دفع قياديين إلى الاستقالة.
كذلك دخل رئيس الوزراء يوسف الشاهد في خلاف مع نجل الرئيس، واتهمه "بتصدير مشاكل الحزب إلى الدولة"، فجمّد الحزب عضوية الشاهد، الذي بات يعوّل على تأسيس حزب منافس أطلق عليه اسم "تحيا تونس". لكنّ الرئيس السبسي أعاد تفعيل عضوية رئيس الوزراء في الحزب، مطلع هذا الأسبوع، داعياً إلى الوحدة.
وتعليقاً على إقامة مؤتمرٍ حزبي ثانٍ، قال حافظ قائد السبسي إنّه فوجئ بسلوك بعض القيادات الذين اتجهوا إلى عقد مؤتمرٍ موازٍ، معتبراً أن "في ذلك ضرراً للحزب".
في المقابل، رأت القيادية في حزب "نداء تونس" أنس الحطاب أن ما حصل في المنستير "تحايل وتضليل، بعدما مالت الكفة في بداية المؤتمر ضد طرف معين"، في إشارة إلى السبسي.
السبسي لا يريد ولاية ثانية
وستؤثّر أزمة الحزب هذه في نتائجه بالانتخابات المقبلة، التي يواجه فيها بشكل أساسي حركة "النهضة" الإسلامية وحزب "تحيا تونس" بزعامة الشاهد.
في هذا الإطار، أعلن الرئيس السبسي (93 سنة)، الذي كان أوّل رئيس تونسي ينتخبه الشعب انتخاباً حراً ومباشراً في العام 2014، أنه لا يرغب في الترشح لولاية ثانية، في حين لم تعلن أي شخصية بارزة حتى الآن رغبتها في الترشّح للرئاسة.