منحت الحكومة الإسرائيلية جيشها الضوء الأخضر لتنفيذ عملية مختلفة الأبعاد، وهددت تل أبيب برد على أي هجوم ضد أهداف إسرائيلية من قبل إيران.
وتعاملت إسرائيل بمحمل الجدية مع التهديدات الإيرانية، واتخذت تدابير أمنية متعددة الاتجاهات، في أعقاب تقديرات أمنية برد إيراني بمختلف الطرق، ومن جهة أخرى تصعيد التوتر بين إسرائيل ولبنان، خصوصاً بعد وقوع تحركات عدة خلال الأسبوع الأخير، اعتبرتها إسرائيل إنذاراً بتصعيد قريب.
ونُقل عن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية للجيش، أن الوضع تجاه لبنان ينذر بتصعيد قريب، وتم رفع مستوى التأهب لدى قوات الهندسة والمشاة والمدرعات. وأصدر الجيش تعليمات للقوات الفاعلة في المنطقة الشمالية كافة، بتأجيل نشاطات غير ضرورية ورفع مستوى التأهب والمراقبة.
وبحسب ما نقل عن مصادر أمنية، فقد شهدت المنطقة الحدودية مع لبنان، الأسبوع الماضي، أحداثاً غير اعتيادية، مما استدعى استمرار حال التأهب، "تحسباً من انتقام حزب الله لمقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية قرب دمشق، في سبتمبر (أيلول) الماضي".
"إيلات" هدف حيوي
وضمن التقديرات الإسرائيلية، فإن إيران ربما تقوم بتنفيذ تهديداتها عبر جهات موالية لها في العراق واليمن. وتناقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر أمنية أن "إيران ما زالت تخطط للانتقام لاغتيال فخري زادة، على الرغم من التنسيق الوثيق بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترمب، الذي تعتبره إيران تهديداً، لا يزال في البيت الأبيض".
ولفتت مصادر إلى تنفيذ إسرائيل هجمات "سيبرانية" في أنحاء إيران، خلال الأشهر الأخيرة، لكن تل أبيب لم تعقب عليها بشكل رسمي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي أن "حزب الله" يخضع لضغوط إيرانية بالعمل ضد إسرائيل قبل نهاية ولاية ترمب، أواسط الشهر الحالي، والمتوقع تنفيذ عملية ضد إسرائيل عبر الحدود اللبنانية.
وفي موازاة الاستعدادات الأمنية والتدريبات العسكرية عند الحدود الشمالية، رفعت إسرائيل حال التأهب في مدينة "إيلات" السياحية الواقعة على ساحل البحر الأحمر، بعدما عبر مسؤولون أمنيون عن قلقهم من احتمال هجوم إيراني على المدينة، في الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.
وذهبت تقويمات المؤسسة الأمنية، في أعقاب تنسيق ومشاورات مع مسؤولين أميركيين، إلى احتمال تنفيذ عملية انتقامية إيرانية مزدوجة، سواء بشكل مباشر أو عبر موالين لها، مثل المتمردين الحوثيين في اليمن، وذلك بإطلاق صواريخ بعيدة المدى أو استخدام طائرات من دون طيار، دقيقة ومتطورة. ومن ضمن الاستعدادات الإسرائيلية، إبقاء غواصة إسرائيلية في مياه البحر الأحمر لضمان رد عسكري سريع على أي هجوم يستهدف سفناً إسرائيلية، خلال إبحارها في مياه البحر الأحمر.
كما اتخذت إسرائيل احتياطات أمنية دفاعية، وقامت بنصب مختلف المنظومات الدفاعية، مثل القبة حديدية ومقلاع داوود وأنظمة السهم، للتصدي لهجمات صاروخية مختلفة المدى.
وضع الجيش الإسرائيلي في حرب مقبلة
وكان تقرير سابق لمعهد أبحاث الأمن القومي لفت إلى أن التهديدات المحتملة من إيران ستزيد صعوبة عمل الجيش الإسرائيلي، من حيث توزيع مهمات الجيش بين مختلف الجبهات، والتهديدات التي تواجه سلاح الجو، وتقليص الفجوة التكنولوجية بين إسرائيل وأعدائها، إضافة إلى حجم الضرر الذي قد تتعرّض له جبهتها الداخلية.
وتقدر إسرائيل أن "حزب الله يمتلك حوالى 150 ألف صاروخ وقذيفة، قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، إضافة إلى صواريخ مضادة للسفن وطائرات هجومية مسيرة".