تعهُّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"انتقال هادئ وسلس للسلطة" إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، وإدانته اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، لم يطمئنا موقع "تويتر"، فعلّق حساب الرئيس المنتهية ولايته "نهائياً"، بسبب "خطر المزيد من التحريض على العنف"، ليحذو بذلك حذو "فيسبوك" و"إنستغرام"، اللذين علّقا حسابه "إلى أجل غير مسمّى".
وبعد نشر ترمب تغريدتين جديدتين على حسابه الحكومي الرسمي، السبت، حذفهما "تويتر" سريعاً.
وقال الرئيس الأميركي، على الحساب الرسمي الذي يتابعه 33.4 مليون، "لن يتم إسكاتنا"، مشيراً إلى أنّ "تويتر ذهب أبعد من ذلك في حظر حرّية التعبير. وهذا المساء، قام موظّفوه بالتنسيق مع الديمقراطيّين واليسار الراديكالي بإزالة حسابي من منصّتهم لإسكاتي أنا - وأنتُم الـ75 مليوناً من الوطنيّين العظيمين الذين صوّتوا لي".
وأوضح "تويتر" لوكالة الصحافة الفرنسية أن "استخدام حساب آخر في محاولة للالتفاف" على حسابٍ تمّ سابقاً تعليقهُ هو أمر "مخالف لقواعدنا".
هول مشاهد العنف في الكابيتول وموجة التنديد المحلية والعالمية باقتحامه، فضلاً عن سلسلة استقالات في البيت الأبيض، آخرها استقالة وزيرتي التعليم بيتسي ديفوس والنقل إيلين تشاو، والدعوات إلى عزل الرئيس استناداً إلى التعديل 25 للدستور، ألقت بثقلها على ترمب ودفعته، أخيراً، إلى تقبل فوز خصمه الديمقراطي. فدعا في مقطع فيديو نشره على "تويتر"، مساء الخميس قبل حظر حسابه، إلى "تضميد الجراح والمصالحة"، مؤكداً سخطه "إزاء أعمال العنف وانعدام القانون والفوضى" التي ارتكبها أنصاره في مقرّ الكونغرس، وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم شرطي توفي متأثراً بجروحه.
ومع مرور الساعات التي تلت الاعتداء الصادم على الكابيتول، تعالت الأصوات من المعسكرين الجمهوري والديمقراطي لتنحية ترمب من منصبه، لكن نائب الرئيس مايك بنس يُعارض اللجوء إلى التعديل 25 للدستور لإجباره على التنحي، وفق ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".
وتقود رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، مساعي عزل ترمب، وأصدرت تعليماتها إلى لجنة القواعد للاستعداد للمضي قدماً في مساءلة الرئيس ما لم يقدّم استقالته.
وصاغ ثلاثة نواب من الحزب الديمقراطي مسودة وثيقة لطرحها في مجلس النواب الاثنين المقبل، نشرتها قناة "إن بي سي نيوز" على "تويتر"، ودعوا فيها إلى مساءلة ترمب بناءً على بند واحد، هو "التحريض على تمرّد"، قائلين إن الرئيس "أظهر أنه سيظلّ تهديداً إذا سُمح له بالبقاء في المنصب".
كما أعلنت بيلوسي أنها تحدّثت مع رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي، للتأكّد من أن ترمب لن يكون قادراً على استخدام الرموز النووية أو شنّ هجمات عسكرية عدائية. وقالت في رسالة إلى النواب، "الموقف مع هذا الرئيس المختل لا يمكن أن يكون أكثر خطورةً".
وبعدما كثرت التساؤلات حول مشاركة الرئيس المنتهية ولايته في مراسم تنصيب بايدن في 20 يناير (كانون الثاني)، أعلن ترمب أنه لن يحضرها، فردّ الرئيس المنتخب قائلاً إن هذا "أمر جيد"، فيما رحّب بحضور بنس.
في غضون ذلك، تواصل السلطات الأميركية مساعيها لاعتقال المشاركين في الاعتداء، فيما بدأت المحاكم توجيه التهم إلى المعتقلين.
إليكم تغطيتنا للمستجدات الأميركية عندما حدثت.