أرجأ محققون فرنسيون زيارة كانوا يعتزمون القيام بها إلى بيروت خلال الأسبوع المقبل للاستماع إلى قطب صناعة السيارات كارلوس غصن، بعدما شدّد لبنان إجراءات الإغلاق العام جراء ازدياد تفشي فيروس كورونا، وفق ما قال فريق الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء 12 يناير (كانون الثاني).
ويقيم رجل الأعمال اللبناني البرازيلي الفرنسي، والرئيس السابق لتحالف "رينو- نيسان- ميتسوبيشي"، في بيروت منذ عام، إثر فراره الغامض والمثير للجدل من طوكيو، حيث كان قيد إقامة جبرية مشددة ويُحاكم بتهم عدة، بينها التهرّب الضريبي.
تحقيقان فرنسيان
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المحامي جان تاباليه من مكتب "كينغ أند سبالدينغ"، متحدثاً باسم فريق الدفاع عن غصن، لوكالة الصحافة الفرنسية، "بسبب تدهور الوضع الصحي في لبنان، تمّ إقرار إغلاق تام (...) وبموجب اتفاق متبادل بين القضاة الفرنسيين واللبنانيين وفريق الدفاع، تقرر إرجاء مجيء القضاة الفرنسيين إلى وقت لاحق".
وكانت مصادر فرنسية مطلعة على ملف غصن قالت لوكالة الصحافة الفرنسية في 28 ديسمبر (كانون الأول)، إن فريقاً من قضاة التحقيق من المكتب المركزي لمكافحة الفساد والجرائم المالية والضريبية يعتزم الاستماع إلى غصن في الفترة الممتدة من 18 إلى 22 يناير في بيروت، كجزء من تحقيقين قضائيين يتعلّقان به في فرنسا.
ويبدأ لبنان صباح الخميس المقبل مرحلة إقفال كامل، يتخللها حظر تجول يستمر حتى 25 من الشهر الحالي، ويترافق مع إقفال للشركات والمدارس والمصارف. ويُسمح للقضاة والمحامين تأمين المحاكمات عن بُعد لبتّ طلبات إخلاء سبيل الموقوفين فقط والنظر في قضايا طارئة.
الملاحقات اليابانية
ومنذ فراره الذي أحدث صدمة واسعة في اليابان لا تزال تداعياتها مستمرة، يقيم غصن في بيروت وينعم بحياة هادئة مع زوجته. ولا يمكنه السفر خارج البلاد بعد مصادرة السلطات لجواز سفره وصدور مذكرة توقيف دولية عن الإنتربول بحقّه.
وكان غصن قد اعتقل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 في طوكيو، وأمضى 130 يوماً في السجن على مرحلتين. ووجّه القضاء الياباني أربع تهم إليه، بينها عدم التصريح عن كامل دخله واستخدام أموال شركة "نيسان" التي أنقذها من الإفلاس لسداد مدفوعات لمعارف شخصية واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي. ويبلغ إجمالي المبلغ الذي لم يصرّح به أكثر من تسعة مليارات ين (85 مليون دولار)، بحسب طوكيو.
إلا أن غصن ينفي كل الاتهامات الموّجهة إليه، ويصف القضاء الياباني بأنه "منحاز".
وطالبت اليابان لاحقاً لبنان بتسليم غصن لاستكمال محاكمته. إلا أن السلطات في بيروت دعت طوكيو إلى تزويدها بملفه القضائي، وهو ما لم يحصل بعد.