أطلقت مؤسّسة "سبيس إكس" Space X المختصة بتقنيات استكشاف الفضاء، الصاروخ الأقوى في العالم بنجاح، ثم استعادت محركات إطلاقه بأن أنزلتها ثانية إلى الأرض.
أنجز الصاروخ "فالكون هيفي" الآن أول مهمة تجاريّة له على الإطلاق، كجزء من خطة لإجراء عمليات إطلاق مهمات منتظمة إلى الفضاء من قِبَل شركات القطاع الخاص.
وتأمل شركة الفضاء التي يمتلكها إيلون ماسك أن تجعل هذه المهام أقل تكلفة عِبْرَ إعادة إنزال الصواريخ على الأرض بهدف إعادة استخدامها.
هذه المرّة، حمل الصاروخ قمراً صناعياً يدعى"عربسات"، أول زبون مستأجر لذلك الصاروخ.
بعد ثماني دقائق من الإقلاع من "مركز كينيدي للفضاء" التابع لوكالة "ناسا" في ولاية فلوريدا، أنزلت "سبيس إكس" اثنين من محركات الدعم، وهما اللذان حملاه أثناء المرحلة الأولى من الإطلاق، في قاعدة "كيب كانافيرال"، وهبطا جنباً إلى جنب، تماماً مثلما فعلت عند إطلاق الصاروخ نفسه للمرّة الأولى في العام الماضي.
هبط محرك الدعم الرئيسي بعد دقيقتين، على منصة في المحيط على بعد مئات الأميال من الشاطئ، وكان ذلك هو الجزء الوحيد الذي لم تتضمّنه المهمة الأولى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هتف أحد المعلقين على رحلة "سبيس إكس" بكلمات فرح "يا له من يوم مدهش... ثلاثة محركات إطلاق من أصل ثلاثة اليوم على متن "فالكون هيفي"، يا له من إنجاز مذهل".
ارتفع الصاروخ "فالكون هيفي" من مركز الفضاء باستخدام المنصة نفسها التي أطلقت رواد فضاء مركبة "أبوللو" إلى سطح القمر قبل نصف قرن، وطواقم مكوك الفضاء في وقت لاحق.
كانت الشواطئ القريبة وغيرها من أماكن المشاهدة الرئيسة، مملؤة بالسياح والسكان المحليّين المتلهفين ليس لمتابعة الإطلاق فحسب، بل العودة النادرة والمثيرة لمحركات دعم الإطلاق المزدوجة، مصحوبةً بدويّ صوتي مرتفع.
كذلك شهدت الطرقات ازدحاماً ليلة الأربعاء في 10 ابريل (نيسان) الجاري، أثناء محاولة للإطلاق تعطلت بسبب رياح قويّة.
ونظراً لكونه نسخة مطورة من الصاروخ مع تغييرات تجريبيّة، حذر إيلون ماسك رئيس "سبيس إكس" مُسبقاً من احتمال وقوع أخطاء.
لكن، سار كل شيء على ما يرام، ووُضِعَ القمر الصناعي في المدار المناسب.
ابتهج موظفو "سبيس إكس" في مقر الشركة في جنوب كاليفورنيا مع كل مرحلة من مراحل الإطلاق، خصوصاً عمليات الهبوط الثلاث.
وأطلق السيد ماسك تغريدة على "تويتر" تضمّنَت صوراً لمحركات الإطلاق الثلاثة جميعها، مضيفاً "محركات "فالكون" هبطت على الأرض".
وقدّمت "ناسا" تهنئة سريعة. وعلى "تويتر"، غرّدت الوكالة الفضائيّة بأن "من منصّات الإطلاق الشهيرة الخاصة بنا في "مركز كيندي"- "ناسا"، سنستمر في دعم اقتصاد الفضاء التجاري المتنامي".
يأتي الإطلاق بعد عام من وضع ماسك سيارتها "تيلسا" الكهربائيّة المكشوفة، في رحلة الاختبار الأوليّة.
تبقى تلك السيارة "رودستر" الحمراء، مع المانيكان المسمّى "ستارمان" والمحتمل أنه ما زال خلف المقود، في مدار شمسي يمتد وراء المريخ.
تخطّط "سبيس إكس" لإطلاق صاروخها "فالكون هيفي" التالي في وقت لاحق من هذا العام في مهمة للقوات الجوية الأميركية. من الممكن إعادة استعمال محركات الإطلاق التي استُخدمت هذه المرّة في الرحلة المقبلة.
في الشهر الماضي، أشار جيم برايدنشتاين، المدير في "ناسا"، إلى إمكانيّة استخدام صاروخ "فالكون هيفي" وصاروخ كبير آخر من "سبيس إكس"، في إيصال كبسولة "أوريون" التابعة لوكالة "ناسا" للفضاء إلى مدار قرب القمر، من دون طاقمها من روّاد الفضاء، في عام 2020.
وفي المقابل، تبقى الطريقة المفضلة هي الصاروخ الضخم المتضمّن في "نظام الإطلاق الفضائي" التابع لوكالة "ناسا"، إذا كان جاهزاً بحلول ذلك الوقت.
في العادة، تطلق "سبيس إكس" صواريخ "فالكون 9". ويمثّل "فالكون هيفي" ثلاثة من تلك الصواريخ المفردة مربوطة إلى بعضها بعضاً.
وقبل زمن انضمام "سبيس إكس" إلى نظم إطلاق صواريخ الفضاء، جرت العادة على التخلص من محركات الإطلاق في المحيط بعد إطلاق الأقمار الصناعيّة. وتنوي الشركة خفض تكاليف الإطلاق عن طريق إعادة تدوير أجزاء من الصواريخ.
© The Independent