بعد إعلان "واتساب" بداية الشهر الحالي، تطبيق سياسة جديدة تسمح لـ"فيسبوك" في الاستفادة من بعض بيانات مستخدميه لتحسين جودة الإعلانات في منصتها، قرر "واتساب" تأجيل إطلاق السياسة الجديدة وأنه لن يتم حذف أي حساب نهائياً يوم 8 فبراير (شباط) المقبل. وهذا التأجيل متوقع خصوصاً أنه وبعد الإعلان مباشرة، ثار المستخدمون ضد هذه السياسة وبدأت الغالبية في الاستعانة بتطبيقات منافسة مثل "سيغنال" و"تلغرام".
في المقابل، أدى الإعلان عن السياسة الجديدة إلى وصول عدد مستخدمي "تلغرام" لأكثر من 500 مليون مستخدم نشط بزيادة قدرها 25 مليون مستخدم جديد خلال 72 ساعة فقط.
كما عانى تطبيق "سيغنال" من مشكلات كبيرة بسبب الزيادة الكبيرة في عدد المستخدمين مما أدى إلى حدوث مشكلات تقنية في التطبيق. التطبيقان يعتبران منافسين بشكل مباشر لـ"واتساب"، والسياسة الجديدة كانت نعمة لهم، أدت بشكل كبير إلى زيادة كبيرة في أعداد المستخدمين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى مايو
وقالت الشركة في مقالة عبر مدونة "سنرجئ المهلة المحددة للمستخدمين لقراءة الشروط والموافقة عليها". وبات موعد دخول قواعد الاستخدام الجديدة حيز التنفيذ في 15 مايو (أيار) بدلا من الثامن من فبراير.
ورأت جهات ناقدة للمنصة في هذا القرار محاولة من "واتساب" لتشارك مزيد من البيانات مع الشبكة الأم "فيسبوك" التي اشترتها سنة 2014.
وحرصت "واتساب" أمس الجمعة على طمأنة مستخدميها بأن التحديث "لن يعزز قدرتنا على تشارك البيانات مع فيسبوك"، لكنه يرمي قبل أي شيء إلى مساعدة الشركات على تحسين التواصل مع الزبائن من خلال المنصة.
وتسعى "واتساب" خصوصا إلى السماح للمعلنين ببيع منتجاتهم مباشرة عبر التطبيق، كما يحصل حالياً في الهند، أكبر سوق للمنصة مع حوالى 400 مليون مستخدم.
وقالت المنصة "ندرك أن هذا التحديث أثار التباساً وشكّل موضع تضليل، ونريد مساعدة الجميع على فهم قيمنا والوقائع".
وأكدت "واتساب" أن كل المحادثات عبر منصتها ستبقى محمية بواسطة تقنية التشفير التام بين طرفي المحادثة وبالتالي لن تتمكن المنصة ولا شركتها الأم "فيسبوك" من الاطلاع على مضمونها.
إلون ماسك
من جهته، رئيس "تيسلا" إلون ماسك دعا متابعيه عبر "تويتر" إلى تحميل "سيغنال" المصنف من أكثر التطبيقات أماناً في العالم.
وأقرت "سيغنال" الجمعة عبر "تويتر" بأنها تواجه "مشكلات فنية" في ظل التدفق الكبير للمستخدمين الجدد، للمرة الثانية خلال أسبوع.
وأضافت "سيغنال"، "لقد أضفنا خوادم جديدة وضاعفنا قدراتنا من دون توقف طيلة أيام هذا الأسبوع، لكن ما حصل اليوم يتخطى توقعاتنا الأكثر تفاؤلاً".
من ناحيتها، أعلنت الهيئة التركية لشؤون المنافسة الاثنين الماضي فتح تحقيق بشأن "واتساب" و"فيسبوك"، مطالبة بتعليق التحديث المثير للجدل.
وحضت سلطات البلاد في الأيام الماضية مواطنيها إلى استخدام تطبيق "بيب" المحلي المطوّر من شركة "ترك سيل" المحلية للاتصالات.
وفي إيطاليا، اعتبرت هيئة حماية البيانات أن "واتساب" لم تفسّر بوضوح لزبائنها التغييرات الجديدة.
وقالت الهيئة الإيطالية إن "شروط الاستخدام والتدابير الجديدة بشأن الخصوصية لا تتيح للمستخدمين فهم التغييرات التي أضيفت وكيف ستعالج بياناتهم بصورة ملموسة بعد الثامن من فبراير".
كما تواجه "فيسبوك" انتقادات هيئات ناظمة عدة تعتبر أن شراء شركات وإدماجها في منظومتها من التطبيقات يقوّض التنافسية في السوق.
وفي ديسمبر (كانون الأول) المنصرم، طلبت سلطات أميركية عدة من القضاء إرغام الشبكة الاجتماعية العملاقة على التخلي عن "إنستغرام" و"واتساب".
وبطريقة عامة أكثر، تواجه الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا باستمرار اتهامات بالسعي إلى استغلال مزيد من البيانات الشخصية لزيادة إيراداتها الإعلانية.
وأعلنت "أوبر" العملاقة في خدمات الأجرة تغييرات في شروط الاستخدام تدخل حيز التنفيذ في 18 يناير (كانون الثاني) الحالي.
لكنها طمأنت مستخدميها بأن هذه التغييرات "لا تدخل أي تغيير في الطريقة التي نتعامل فيها مع بياناتكم".
استحواذ فيسبوك
من جهة ثانية، كانت السياسة الجديدة لـ"فيسبوك" ستسمح بالوصول إلى بعض بيانات مستخدمي "واتساب" مثل الموقع غير دقيق إلى جانب المشتريات التي تمت عبر التطبيق وغيرها من المعلومات، من دون أن يكون هناك إطلاع على صور أو رسائل المستخدمين.
وتخوف المستخدمون من هذه السياسات التي قد تسمح لاحقاً بالولوج إلى الرسائل انطلاقاً من سياسة جديدة، ولذلك توجهوا إلى تطبيقات أخرى، في حين حذف عدد من المستخدمين تطبيق "واتساب" من أجهزتهم بشكل كامل.
في سياق متصل، استحوذ "فيسبوك" على "واتساب" بمبلغ كبير جداً، وبحسب بعض المصادر تخطى المبلغ 19 مليار دولار، وهو تطبيق مجاني ولا يوجد به أي مصدر دخل.
وكان "فيسبوك" ينوي الاستفادة من التطبيق في إظهار بعض الإعلانات للمستخدمين أثناء تصفحهم للتطبيق في محاولة منها للاستفادة من عدد المستخدمين الكبير الذي يتجاوز ملياري مستخدم حول العالم ومن وقت الاستحواذ حتى الآن، لكن حتى الآن لم يظهر أي إعلان عن طريقة الاستفادة من التطبيق وتحويله إلى تطبيق مدر للأرباح للشركة.
الإعلان عن السياسة الجديدة كان متوقعاً، لكن الغريب أن الشركة أعلنت أن السياسة الجديدة لن يتم تفعيلها في دول الاتحاد الأوروبي، ربما بسبب القوانين التي تفرضها دول الاتحاد في حماية بيانات مستخدميها.