أنهت "وول ستريت" الأسبوع على خسائر حادة، وصلت إلى اثنين في المئة في جلسة أمس الجمعة، في أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ لعبت المضاربات الأخيرة في الأسهم دوراً في وقوع المستثمرين في "فخ تضخيم أسعار الأسهم"، مثلما حدث مع شركة "غايم ستوب" التي كانت حديث المستثمرين هذا الأسبوع، بعد ارتفاعات خيالية في أسهمها.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي 620.74 نقطة، أو 2.03 في المئة، إلى 29982.62 نقطة، وخسر "ستاندرد آند بورز" 73.14 نقطة، أو 1.93 في المئة، إلى 3714.24 نقطة، وتراجع "ناسداك" 266.46 نقطة، أو اثنين في المئة، إلى 13070.70 نقطة.
وعلى مدار الأسبوع، عانت المؤشرات الثلاثة الرئيسة أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ نهاية أكتوبر، بحسب بيانات "رويترز"، حيث فقد مؤشر "داو جونز" 3.28 في المئة، وانخفض "ستاندرد آند بورز" 3.31 في المئة، وهبط "ناسداك" 3.49 في المئة.
وعلى مستوى يناير (كانون الثاني)، الذي كانت جلسة أمس هي الأخيرة فيه، انخفض مؤشر "داو جونز" 2.04 في المئة، وتراجع "ستاندرد آند بورز" 1.12 في المئة، و"ناسداك" 1.42 في المئة.
لعبة مضاربات عشوائية
شهدت "وول ستريت" أسبوعاً مليئاً بالأحداث السريعة، إذ تداخلت المضاربات الفردية مع الاستثمارات المحترفة، التي تقوم بها صناديق التحوط، وراهن مستثمرون أفراد على ارتفاعات لأسهم شركة "غايم ستوب"، التي كانت صناديق التحوط تستثمر فيها بالآجل، على اعتبار أنها ستنخفض في المستقبل، ما كبد هذه الصناديق خسائر تقارب مليارات الدولارات، كون الأسهم ارتفعت بعكس رهاناتهم.
وحاولت صناديق التحوط تغطية الخسائر عبر بيع شركات مثل "أبل" التي انخفضت أسهمها 3.74 في المئة، كما باعت أسهم "مايكروسوفت" التي نزلت 2.92 في المئة.
وأدى الارتفاع الكبير في التقلبات إلى زيادة هائلة في حجم التداولات، بلغ مجموعها أكثر من 20 مليار سهم في كل من الجلستين السابقتين عبر البورصات الأميركية في أكثر أيام التداول نشاطاً على الإطلاق منذ عام 2014، وفقاً لبيانات "ريفينيتيف" ونقلتها "رويترز".
وبلغ حجم التداول في البورصات الأميركية أمس الجمعة 17.13 مليار سهم، مقارنة مع متوسط 15.26 مليار للجلسة الكاملة خلال آخر 20 يوم تداول.
الرقابة تتدخل
ودخلت الرقابة على خط هذه التداولات الضخمة، وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، إنها تراقب من كثب أي مخالفات محتملة لكل من شركات السمسرة والمتداولين على وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشهدت الأحداث حالة من الذعر في "وول ستريت"، إذ إن التقلبات تخيف المضاربين الصغار الذين يراهنون على ارتفاعات دائمة للأسهم، وقد دخلوا أخيراً في "وول ستريت" بفضل السيولة الكبيرة المتاحة في السوق بعد ضخ الحكومة تريليونات الدولارات، وأعطت شيكات مساعدة للناس، وسهلت الاقتراض بأسعار تكاد تكون صفرية.
وساعد هؤلاء على الاستثمار، تحميلهم تطبيقات لتداول الأسهم مثل "روبنهود"، الذي يمكن من خلاله شراء وبيع الأسهم بنقرة واحدة، إضافة إلى جلوس الناس في المنزل الذي أعطى مساحة أكبر لمراقبة الأسهم والمضاربة من خلالها من باب التسلية.
أما المستثمرون الإستراتيجيون فكانوا قلقين أيضاً من تقييمات الأسهم التي ارتفعت بشكل كبير، لكن، أرباح الشركات جاءت أفضل من التوقعات. فمن بين 184 شركة في مؤشر "أس آند بي" أبلغت عن أرباحها حتى صباح يوم الجمعة، تجاوز 84.2 في المئة توقعات المحللين، وفقًا لبيانات "ريفينيتيف".
ضغوط "جونسون آند جونسون"
كما لعبت النتائج التجريبية على لقاح مضاد لفيروس كورونا التي أعلنتها شركة الأدوية "جونسون آند جونسون" دوراً في التأثير على خسائر "داو" و"أس آند بي"، حيث تشكل الشركة واحداً من أكبر الأوزان في هذين المؤشرين. وكانت الشركة قالت إن لقاحها كان فعالًا بنسبة 72 في المئة في الولايات المتحدة، مع معدل أقل من 66 في المئة لوحظ على مستوى العالم.
وفضّل المستثمرون بيع أسهم الشركة وتحويل استثماراتهم إلى شركتي "موديرنا" التي ارتفع سهمها 8.53 في المئة، و"فايزر" التي صعد سهمها 0.11 في المئة، وهما الشركتان اللتان أثبتتا فعالية 95 في المئة للوقاية من أعراض الفيروس.
وأظهرت البيانات ارتفاع تكاليف العمالة الأميركية أكثر من المتوقع في الربع الرابع وسط قفزة في الأجور، ما يدعم الآراء القائلة إن التضخم قد يتسارع هذا العام، بينما أظهر تقرير آخر انخفاض إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي.