بعدما أفادت [الوزيرة الأولى في اسكوتلندا] نيكولا ستورجون إن كل الواصلين الدوليين إلى اسكوتلندا سيضطرون إلى الخضوع لـ10 أيام من "العزلة المراقبة"، رد قادة شركات السفر بغضب شديد على الإغلاق المستمر لقطاع السياحة.
إذ ذكر الرئيس التنفيذي لـ"التحالف الإسكتلندي للسياحة"، مارك كروثال، إن "عدداً من الشركات التي أتحدث إليها يعتقد بأن هذه المرحلة من 2021 لن تشهد أي حركة دولية كبيرة، على رغم الطلب. إذ يحتاج القطاع إلى معرفة نقاط الانطلاق التي ستسمح بتخفيف القيود، وعند أي نقطة سيتواءم طرح اللقاحات مع تخفيف القيود؟ نحن في حاجة إلى درجة من اليقين بأن هذه القيود ستُرفَع عندما يكون من الآمن رفعها".
وفي ذلك الصدد، أوضحت الوزيرة الاسكوتلندية الأولى إن الشرط المتوقع على مستوى المملكة المتحدة بالنسبة إلى المسافرين الواصلين من 33 دولة موضوعة على "القائمة الحمراء" والمتعلق بدخول الحجر الصحي في الفنادق، لم يمضِ بعيداً بالقدر الكافي [في معنى الوقاية من انتشار كورونا].
وأضافت السيدة ستورجون أمام البرلمان الإسكتلندي، "في أوائل يوليو (تموز) من 2020، كدنا نقضي على "كوفيد" في إسكتلندا، ثم سمحنا بإعادة انتشاره من خلال السفر من الخارج في شكل رئيسي. ويتعيّن علينا توخي الحذر من تكرار ذلك. ونحن نعتزم فرض شرط الحجر الصحي المُراقَب على كل من يصل مباشرة إلى اسكوتلندا، بصرف النظر عن البلد الذي أتى منه".
وفي المقابل، لم تقل الوزيرة الأولى كيف سيعمل النظام، ولا متى قد يبدأ العمل. وعلمت "اندبندنت" أنه قد ينطوي على عزل ذاتي في المنزل، مع قدر أعظم من التدقيق في الواصلين.
وفي ذلك الشأن، تشير الأرقام على مستوى المملكة المتحدة في 2020 إلى أن ثلاثة في المئة من الوافدين خضعوا لتدقيق بهدف ضمان التزامهم بالحجر الصحي. وفي مناظرة بين أعضاء مجلس العموم، ذكر نواب عماليون إن أي إجراء لم يُتّخَذ حين وصلت الشرطة إلى منازل تعود إلى محجورين ووجدتها فارغة.
وفي المقابل، أوضح الرئيس التنفيذي لـ"مطارات إيه جي أس"، مالكة مطاري أبردين وغلاسكو، ديريك بروفان، إن "هذا هو الإعلان المهم الثالث في شأن القيود المفروضة على السفر في غضون ثلاثة أسابيع، وصدرت الإعلانات من دون أي تشاور على الإطلاق. كذلك نفتقر إلى أي تفاصيل حول كيفية تنفيذ أحدث دفعة من القيود.
وأضاف، "ندرك الحاجة إلى اتخاذ تدابير طارئة قريبة الأجل، ونريد جميعاً أن نرى هذا الفيروس وقد أصبح تحت السيطرة في أسرع وقت ممكن، لكن من المحتم أن تتشارك الحكومة مع القطاع في وضع خطة للتعافي. إن مطاراتنا مغلقة فعلياً، وهي كذلك منذ سنة تقريباً، ومن دون خطة حكومية عن التعافي لن تكون هناك نهاية في الأفق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الصدد نفسه، أورد ناطق باسم مطار إدنبره، البوابة الرئيسية لاسكوتلندا، "لا نزال لا نعرف كيف سيعمل النظام، ومتى سيُطبَّق، وماذا يعني للمطارات ولقطاعنا، لذلك نسأل مجدداً الحكومة الاسكوتلندية أن تتحدث إلينا. إن السياسات المغيرة للأعمال التي لا تتضمن تفاصيل، تعتبر سياسات ضارة لأننا لا نستطيع التخطيط لاستجابتنا أو لتعافينا الذي سيصب في تعافي اسكوتلندا".
واختتم ملاحظته بالقول، "ندرك أن القيود مطلوبة، لكننا نقترب الآن من سنة من قلة المسافرين أو غيابهم من دون دعم مباشر للقطاع. نحن في حاجة ماسة إلى الاتفاق على خريطة طريق للتعافي".
وفي ذلك المنحى، يفيد كبار المسؤولين عن مطارات إدنبره وأبردين وغلاسكو إن جهودهم لإنشاء نظام للفحوص يقلّل الأخطار من المسافرين الواصلين، قد تعرضت إلى التهميش.
وذكر مارك كروثال من "التحالف الاسكوتلندي للسياحة"، إنه "من المعروف لدينا أن السياحة المحلية وحدها لن تكون كافية للحفاظ على حجم الأعمال المطلوب". "كيف نحمي الأعمال المعتمدة بشدة على الزوار الدوليين، كسياح رياضة الغولف وسياح الأعمال؟".
وبصورة عامة، يُعتقَد أن أحد الفنادق الرائدة يخسر 25 ألف جنيه إسترليني (حوالي 34 ألف دولار أميركي) في اليوم، حتى مع صرفه مئات من العاملين.
ومع موسم الصيف القصير في 2020 وعدم توفر عوائد خلال الشتاء، نضب الاستثمار وأغلقت شركات صغيرة كثيرة أبوابها في شكل دائم.
وفي وضوح، أكّدت السيدة ستورجون، "أفهم مدى صرامة القيود المفروضة على قطاع السفر والطيران، وكذلك على الأفراد، لذلك سنتطلع أيضاً إلى العمل مع حكومة المملكة المتحدة بهدف ضمان حصول القطاع على الدعم الذي يحتاج إليه حتى نتمكن من البدء في تخفيف القيود على السفر".
© The Independent