كشفت دراسة جديدة أن الناس في بريطانيا ينفقون مليارات الجنيهات أكثر على السلع اليومية بسبب الزيادات في الأسعار المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأدى انخفاض قيمة الجنيه بعد تصويت بريكست عام 2016 إلى تقلص ما كانت تغطيه نفقات الأفراد والشركات على المواد المستوردة.
ونتيجة لذلك، اضطر المستهلكون والشركات إلـي زيادة انفاقهم بما لا يقل عن 15 مليار جنيه إسترليني لاقتناء السلع ذاتها، وفقا للتحليل الذي أجرته حملة "تصويت الشعب" المطالبة بعرض اي اتفاق نهائي على الشعب.
وبعد توزيع هذا المبلغ الإجمالي على 27 مليون أسرة في المملكة المتحدة، أشار التحليل إلى أن الأسرة المتوسطة تكون قد تحملت زيادة في نفقاتها تصل إلى 550 جنيها إسترلينيا منذ عام 2016.
وقالت المجموعة إن سعر القهوة المفلترة قد ارتفع بنسبة 10 في المائة، وزاد سعر الموز بنفس المقدار، وارتفع ثمن كأس النبيذ في الحانة أو المطعم بنسبة 8 في المائة.
وبإضافة هذه الزيادات في الأسعار مع الأخذ بالاعتبار توقف نمو الأجور، أشار التحليل إلى أن الأسر وجدت نفسها مضطرة إلى إنفاق المزيد مقابل كمية أقل من السلع.
وكانت دراسة سابقة أجراها علماء في كلية لندن الجامعية وجدت أن بريكست أدت أيضا إلى ارتفاع تكلفة فواتير الطاقة بمعدل 75 جنيها إسترلينيا في السنة.
وتنطبق البيانات المنشورة في الدراسة على اسعار البضائع المستوردة من خارج الاتحاد الأوروبي، في حين أن أسعار السلع المستوردة من الدول الأوروبية ستكون قد ارتفعت هي الأخرى بسبب الانخفاض في قيمة الجنيه وهو ما يعني أن الرقم الحقيقي (لما تنفقه الأسر البريطانية) قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
ويبدو أن الشركات تتحمل العبء الأكبر من الزيادات في الأسعار، حيث تم إنفاق 4.4 من أصل 15 مليار جنيه إسترليني كتكاليف إضافية لشراء الماكينات ومعدات النقل. وقد تم إنفاق مبلغ 2.9 مليار جنيه إسترليني إضافي على "الوقود المعدني ومواد التشحيم والمواد ذات الصلة" فيما تم صرف مبلغ 924 مليون جنيه إسترليني إضافي على "المواد الكيميائية والمنتجات ذات الصلة."
واعتمد التحليل على البيانات التي نشرتها الحكومة الأسبوع الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت النائبة في حزب الليبراليين الديمقراطيين والمؤيدة لحركة "صويت الشعب" جو سوينسون: "إن ضغوطات بريكست الكبيرة تركت بالفعل العديد من العائلات في وضع أسوأ، وازداد الامر صعوبة على الشركات البريطانية في محاولاتها الاستثمار والمنافسة."
"قد تأمل نخبة البريكست في الاستفادة من مغادرة الاتحاد الأوروبي ولكن بالنسبة لملايين البريطانيين الذين يكادون يعيشون على حد الكفاف، فإن ترك الاتحاد الأوروبي لا يقدم أي إجابات لمشاكل الحياة اليومية."
"نحن نعرف الآن أن أي صفقة خروج من الاتحاد الأوروبي ستكون على بعد مليون ميل مما تم التعهد به في عام 2016، ما سيكبد بلدنا تكاليف حقيقية ويؤدي إلى إطالة أمد المفاوضات والجدل لعدد سنوات أكبر."
وأضافت سوينسون أنه "ليس من العدل أو المعقول فرض شكل معين من أشكال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الجمهور دون السماح لهم بتقرير ما إذا كان ينبغي لنا المضي قدما في ذلك أم لا."
"ويعود هذا إلى أن إعطاء الجمهور القول الفصل (حول اي اتفاق) هو في نهاية المطاف الطريقة الوحيدة لتحقيق تسوية مستقرة يمكن أن تحظى بثقة البرلمان والشعب."
© The Independent