استقرت أسعار النفط عند أعلى مستوى لها في أكثر من عام خلال تعاملات، الثلاثاء 16 فبراير (شباط)، وتلقت السوق دعماً قوياً من انتشار لقاحات كورونا وتسارع وتيرة الإنتاج والتوزيع، إضافة إلى نجاح مجموعة "أوبك+" في تطبيق قيود فاعلة على المعروض العالمي من النفط الخام من خلال الامتثال لحصص تخفيض الإنتاج، خصوصاً في ضوء التخفيضات الطوعية السعودية والبالغة مليون برميل يومياً.
وأمس، سجلت أسعار النفط مستوى 63.45 دولار للبرميل لخام القياس العالمي "برنت"، مرتفعاً بمقدار 1.02 دولار، أو ما يوازي 1.6 في المئة، وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مستوى 60.75 دولار للبرميل مرتفعاً بمقدار 1.28 دولار، أو ما يوازي 2.2 في المئة. وحققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية بنحو 5 في المئة، مستفيدة من تخفيضات الإنتاج من قبل كبار المنتجين في "أوبك"، وتوقعات تعافي الطلب على الخام.
وشهدت أسعار النفط خلال التعاملات الأخيرة، ارتفاعاً لأعلى مستوياتها في نحو 13 شهراً، إذ حفز تصاعد التوتر في الشرق الأوسط عمليات شراء جديدة، بينما تلقى الخام دعماً كبيراً من آمال بأن خطة التحفيز الأميركية وتخفيف إجراءات العزل العام سيغذيان الطلب على النفط العالمي، كما تواصل أسعار الخام مكاسبها مع استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
حزم التحفيز الأميركية
ودفع الرئيس الأميركي جو بايدن بأول إنجاز تشريعي كبير خلال فترة رئاسته، ولجأ إلى مجموعة من المسؤولين المحليين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمساعدة في شأن خطة لتخفيف تداعيات كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار.
وصعدت أسعار النفط على مدى الأسابيع الأخيرة أيضاً، إذ شحت الإمدادات، ما يرجع إلى حد كبير لتخفيضات الإنتاج التي تقوم بها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجون حلفاء في مجموعة "أوبك+".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، في تصريحات نشرت أخيراً، إن سوق النفط العالمية على مسار التعافي، وإن سعر الخام قد يدور بين 45 و60 دولاراً للبرميل في المتوسط هذا العام، ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن نوفاك قوله إن مشروع خط الأنابيب (نورد ستريم 2) الذي سينقل الغاز عبر البحر من روسيا إلى ألمانيا قد اكتمل بنسبة 95 في المئة، وإنه سيتم على الرغم من محاولات الولايات المتحدة "عرقلته".
المعروض النفطي ما زال أعلى من الطلب العالمي
وفي وقت أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقرير، الأسبوع الماضي، إلى أن المعروض النفطي ما زال أعلى من الطلب العالمي، لكن من المتوقع أن تدعم لقاحات "كوفيد-19" تعافي الطلب، قال "كومرتس بنك" إن "تقرير وكالة الطاقة يرسم صورة أشد تشاؤماً عما افترضه المتعاملون بالسوق في ضوء الأسعار المرتفعة حالياً".
وفي مذكرة بحثية حديثة، قالت مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس"، إن "من المرجح انخفاض إنتاج (أوبك) هذا الشهر بقيادة تراجعات في السعودية وليبيا. من شأن هذا تعميق عجز السوق العالمية ودعم الأسعار".
وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد انخفضت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة على غير المتوقع الأسبوع الماضي، لتهبط ما يزيد على 6 ملايين برميل، إذ زادت المصافي الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة، وكان محللون في استطلاع أجرته "رويترز"، قد توقعوا زيادة بنحو مليون برميل.
الطلب على النفط سينتعش
ويوم الخميس الماضي، قالت "أوبك"، إن الطلب العالمي على النفط سينتعش في 2021 بوتيرة أبطأ مما كان يعتقد سابقاً، في أحدث خطوة ضمن سلسلة تخفيضات للتوقعات وسط تداعيات جائحة كورونا، وأوضحت في تقرير شهري، أن الطلب سيرتفع 5.79 مليون برميل يومياً هذا العام إلى 96.05 مليون برميل يومياً، مخفضة بذلك توقعها 110 آلاف برميل يومياً عنه قبل شهر مضى. وتابعت "في حين يظهر الاقتصاد العالمي مؤشرات على تعافٍ قوي في 2021، يتباطأ الطلب على النفط، لكن من المتوقع أن يرتفع في النصف الثاني من 2021".
وانخفضت مخزونات النفط التجارية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال ديسمبر (كانون الأول)، وكشف التقرير الشهري لمنظمة "أوبك"، عن أن المخزونات العالمية من النفط تراجعت بنحو 39.3 مليون برميل في ديسمبر على أساس شهري لتسجل 3.06 مليار برميل.