مع تصاعد الحديث عن الضغوط والمفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني وعودة الولايات المتحدة المشروطة إليه، قد يعتقد البعض بوجود متحدثين باسم نظام طهران داخل السياسة الأميركية أو أن تكون هناك منظمة كاملة مقرها العاصمة واشنطن تتبنى منذ سنوات مواقفه. وهذا ما يحدث فعلاً، وإن بدا متناقضاً مع حالة النفور المتأصلة حيال إيران. فما طبيعة هذا اللوبي ونفوذه، وما تأثيراته على الإدارات الأميركية السابقة والحالية؟
أفراد وجماعات
قبل يوم واحد من تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، أعلنت وزارة العدل أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" احتجز كاوه لطف الله أفراسيابي، وهو أكاديمي إيراني، في ولاية ماساتشوستس بتهمة العمل والتآمر كعميل غير مسجل لحكومة بلاده، في انتهاك لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب الفيدرالي.
وأوضح الادعاء أن المتهم سعى إلى التأثير على الرأي العام الأميركي وصانعي السياسة الأميركيين لصالح الحكومة الإيرانية من خلال إخفاء الدعاية التي ينشرها في صورة تحليل سياسي موضوعي.
وبينما تركز طهران اليوم بشكل أساسي على الدعاية وجماعات الضغط للتأثير على الدول الأخرى، صرح محمود علوي وزير الاستخبارات الإيراني، بأن بلاده لها أتباع في جميع أنحاء العالم، وأن هؤلاء الأفراد مخلصون للنظام ويعملون من دون أجر كجماعات ضغط.
تغيير في الأسلوب
ويتفق باحثون على أن إيران التي تستخدم غالباً عملاء متنكرين في زي رجال أعمال وموظفي سفارة وطلاب في عملياتها الخارجية، أصبحت تركز بشكل مكثف على ممارسة الضغط والتأثير، وتحول أسلوب عملها إلى استخدام الأكاديميين على أساس أن العلماء لا يحظون باحترام الجمهور فحسب، بل لهم تأثير كبير على صانعي السياسات أيضاً.
ويقول حميد عنايات، الناشط الحقوقي الإيراني، إن النظام يسعى إلى تبييض أفعاله من خلال جماعات الضغط والمنظمات الموالية له في جميع أنحاء العالم لنشر فكرة أنه لا توجد حكومة بديلة لإيران سوى النظام الحالي، وأن استقرار المنطقة يعتمد عليها، وأن أي جهود لإحداث تغيير يجب أن تنبع من المعتدلين في الداخل. ويتضمن ذلك تشويه سمعة أي حركات مؤيدة للديمقراطية خارج إيران، بخاصة في الولايات المتحدة، التي تعد الخصم الرئيس والمحرك الأول للسياسة العالمية.
غيض من فيض
غير أن قضية آفراسيابي ليست سوى غيض من فيض، إذ إن إيران حرصت منذ نحو عقدين على أن يكون لها موطئ قدم في أهم عاصمة عالمية بهدف التأثير على صانعي القرار.
وعلى الرغم من أن الانقسامات السياسية تتسع في الولايات المتحدة بشأن مجموعة كبيرة من القضايا السياسية، فإن البلاد لا تزال موحدة نسبياً في قضية واحدة على الأقل. فمنذ بداية الثورة في إيران عام 1979، نظر الأميركيون من جميع أطياف اللون السياسي إلى النظام باعتباره عدائياً ومهدداً للاستقرار، بل وشريراً في بعض الأحيان وإن لم يُعبّر بصراحة عن هذا الشعور دائماً في السياسة.
رفض شعبي
ولا يزال هناك إجماع أميركي على توصيف ماهية النظام الإيراني. فقد أظهر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة "غالوب" في 3 مارس (آذار) 2020، أنه لا يوجد بلد يزدريه الأميركيون مثل إيران، حيث عبّر 88 في المئة منهم عن وجهة نظر سلبية للغاية أو غير إيجابية. وهو انطباع سلبي يتجاوز حتى الشعور تجاه زعيم كوريا الشمالية. كما أظهر استطلاع أُجري عام 2019 أن 93 في المئة من الأميركيين ينظرون إلى تطوير النظام الإيراني للأسلحة النووية على أنه تهديد خطير، وأن 90 في المئة يضعون قوة طهران العسكرية كتهديد يرتفع إلى درجة الخطورة نفسها.
صحيح أن الأميركيين يختلفون بدرجة ما حول ما يجب فعله حيال تشدد النظام الإيراني ورعايته للإرهاب، لكنهم لا يختلفون حول الطبيعة الحالية للنظام نفسه.
تأسيس "نياك"
وفي ظل هذا الموقف الأميركي على المستويين الشعبي والرسمي، تأسس المجلس الوطني الإيراني الأميركي (نياك)، عام 2002، من قبل تريتا بارسي، وهو إيراني المولد ويحمل الجنسية السويدية، وكان موظفاً في بعثة ستوكهولم لدى الأمم المتحدة، وأحد المناصرين لاتفاق الرئيس الأسبق باراك أوباما النووي المثير للجدل، ولعب دوراً مهماً في التقليل باستمرار من حجم تهديد النظام الإيراني، بينما ألقى بالمسؤولية في الوقت نفسه على السياسات الأميركية في المنطقة ومعظم مشكلات الشرق الأوسط.
وتأسس "نياك" من رحم كتاب أبيض اطلعت "اندبندنت عربية" على نسخة منه، وهو عبارة عن وثيقة مكتوبة تحمل أفكاراً لإقامة جسر بين أميركا وإيران قُدمت في مؤتمر عُقد في قبرص في نوفمبر (تشرين الثاني) 1999، وكتبها كل من تريتا بارسي، وسياماك نامازي وهو رجل أعمال إيراني المولد كان يسعى إلى توسيع العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
وحددت هذه الورقة مبادئ الاستراتيجية الجديدة للدفع برؤيتهما للسياسة الخارجية من خلال عقد ندوات ومؤتمرات وتشكيل مجموعات ضغط من الشباب الأميركي من أصل إيراني، وتوفير فرص تدريب لهم في العاصمة واشنطن، وتشجيعهم على الانخراط في نهج جديد يقلل من خشيتهم العمل في أمر يتعلق بإيران.
تشكيل النقاش العام
كانت هذه هي العناصر الأساسية في الاستراتيجية الثقافية والمؤسسية الهادفة إلى إعادة تشكيل النقاش العام في واشنطن حول سياسة إيران، لكن معظم الإيرانيين الأميركيين لم يشاركوا في هذا الجهد. ومع ذلك أسس بارسي رسمياً "نياك" بعد نحو عامين من إصدار الوثيقة الأولية في قبرص.
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "ناشيونال ريفيو" الأميركية، فإن رؤية "نياك" المتمثلة في حمل واشنطن على رفع العقوبات ضد النظام الإيراني وإنهاء مشاركتها العسكرية في المنطقة، وخفض مستوى العلاقات الاستراتيجية الأميركية مع إسرائيل والسعودية، جذبت انتباه ودعم مجموعة متنوعة تنتمي غالباً إلى مؤسسات يسار الوسط الخيرية، مثل مؤسسات "المجتمع المفتوح" التابعة للملياردير جورج سوروس والتي تعمل بمنح تقدر بمليارات الدولارات وتسهم حالياً في تمويل "نياك"، إضافة إلى مؤسسة "روكفلر برازرز".
"نياك آكشن"
وفي عام 2015، أطلقت "نياك" جماعة ضغط تحت اسم "نياك أكشن"، مدت ذراعها مباشرة ليكون لها تأثير في السياسة الانتخابية الأميركية، بينما كان جمال عبدي المدير التنفيذي لـ"نياك" في ذلك الوقت ينفي بشكل قاطع أن تكون منظمته تعمل بالنيابة عن الحكومة الإيرانية، وهو ادعاء تكرره "نياك" بشكل دفاعي في مواضيع وفقرات عديدة شائكة في موقعها على شبكة الإنترنت.
وتؤكد "نياك" على موقعها أنها تعمل على التأثير على الحكومة الأميركية المنتخبة بغرض إعطاء منصة للأميركيين الإيرانيين ليكون لهم صوت ضمن النظام الديمقراطي الأميركي. كما أنها تعمل مع المشرعين لصياغة التشريعات أو لدعم السياسات المهمة للمجتمع الأميركي، وتدعو إلى الدبلوماسية بدلاً من الحرب وفرض عقوبات على إيران. وتؤكد المنظمة أنها لا تعمل وكيلاً لأي حكومة.
تجاهل حقوق الشعب
وتشير النظرة الفاحصة على خطاب المنظمة إلى أنها تركز بالأساس على الدفاع عن المواقف الإيرانية الرسمية في علاقتها بالأطراف الدولية، أكثر من اهتمامها بالانتهاكات الحقوقية والسياسية والاقتصادية التي يمارسها النظام في طهران ضد الشعب، حيث تعيد المنظمة بشكل عابر نشر بعض الأخبار التي تنقلها عن مراكز حقوقية أو وسائل إعلام أميركية وبريطانية حول انتهاكات لحقوق الإنسان أو اعتقال صحافيين أو مواطنين مزدوجي الجنسية في طهران. كما تبدو اللغة المستخدمة مخففة للغاية إزاء انتهاكات النظام الإيراني، كأنها أضيفت بغرض إبعاد الشكوك عن أن المنظمة تعمل لحساب إيران.
وعلى الرغم من الاعتراف ببعض الانتهاكات الجسيمة في مجال حقوق الإنسان، فإنها لم تدعم الإجراءات العقابية أو أي سياسات أخرى لمساءلة النظام، بل إن مراجعة 18 سنة من نشاط المنظمة ومواقفها السياسية تكشف أنها لا تتوقف عن محاولاتها وقف معارضة الولايات المتحدة وتصديها للنظام الإيراني.
دفاع مستمر
وعلى سبيل المثال، أصدر جمال عبدي في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي بياناً بشأن خطاب وزير الخارجية السابق مايك بومبيو يستنكر فيه ما أعلنه بشأن علاقة النظام الإيراني بتنظيم القاعدة الإرهابي، قائلاً إنها محاولة مزعومة لمنع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي، وإن بومبيو كان دائماً ناشطاً سياسياً وليس رجل دولة لأنه يكرر خطأ ديك تشيني نائب الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، حينما قال إن الرئيس العراقي صدام حسين يأوي إرهابيي القاعدة الذين يتآمرون ضد الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما أصدر ريان كوستيلو، مدير السياسات في المنظمة بياناً في 4 يناير لم ينتقد فيه انتهاك إيران الاتفاق النووي بشكل خطير، إذ اعتبر أن استئنافها تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة ليس أمراً مفاجئاً على الإطلاق لأنه يأتي على خلفية اغتيال عالم نووي إيراني ووسط توترات شملت إرسال إدارة ترمب قاذفات وحاملات طائرات إلى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن قرار إيران يظهر أنها مستعدة لمواجهة التصعيد المضاد بقوة أكبر.
كما أن بيانات المجلس تبرز على الدوام المواقف الإيرانية وتضعها في قالب سلمي حمائمي وتتجاهل تصريحات التيارات المتشددة.
تبرير الحروب
ومع ذلك، تقول صحيفة "واشنطن إكسامينر" إن نظرة تحليلية إلى المنظمة تكشف أنها ليست في الواقع "مناهضة للحرب"، بل تبرر الحروب والمذابح التي ارتكبتها إيران لعدة سنوات، وهي لا تتبنى مواقف مناهضة للحرب إلا عندما يكون النظام في خطر.
وعلى سبيل المثال، بينما تتهم إيران بارتكاب جرائم حرب في سوريا، لم توجه "نياك" أي إدانة لهذه الأفعال.
لغة طهران
مراجعة مواقف "نياك" السياسية، تكشف أن المنظمة تردد في كثير من الأحيان لغة الخطاب الإيرانية نفسها في توجيه اللوم إلى الولايات المتحدة.
وقبل أشهر قليلة، حملت المنظمة الولايات المتحدة مسؤولية الفقر والمعاناة التي يكابدها الشعب الإيراني، بدلاً من النظام الإيراني الذي ينفق نحو سبعة مليارات دولار على الإرهابيين وفيلق الحرس الثوري ومليارات أخرى على الفساد وتصدير الأسلحة الأجنبية وتطوير الأسلحة النووية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2019، زعمت المنظمة أن الهجمات التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد والقوات الأميركية في أماكن أخرى من العراق لم تكن من تنفيذ الميليشيات التي يدعمها النظام، بل بسبب الرئيس ترمب.
كما وصفت "نياك" جهود وزارة الخزانة الأميركية لتقييد الخدمات المصرفية مع إيران بأنها "معطلة وتمييزية"، ولم تعترف بالمخاطر الحقيقية التي تشكلها العلاقات المصرفية مع نظام يقود أكبر دولة راعية للإرهاب.
وفي عام 2019، ردد رئيس المنظمة الحالي جمال عبدي نظريات المؤامرة التي يستخدمها النظام الإيراني بشأن أن الهجمات الإيرانية على ناقلات النفط في خليج عمان كانت عمليات كاذبة مدبرة من قبل إدارة ترمب لتوفير ذريعة للحرب مع طهران.
تدخلات سياسية
وبحسب مجلة "ناشيونال ريفيو"، فإن "نياك آكشن" تفاخرت بالدور الذي لعبته في انتخابات عام 2016 وبأنها ألحقت الهزيمة بالسيناتور الجمهوري مارك كيرك والذي تصفه بأنه أكبر الصقور المعادية لإيران في الكونغرس، إضافة إلى العديد من أعضاء الكونغرس الذين تصفهم بأنهم من المتشددين الذين فقدوا مقاعدهم في الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي عام 2018. كما أنها دعمت بوضوح على موقعها بشكل متكرر الرئيس جو بايدن قبل وبعد الانتخابات وتواصل دعمه حتى الآن.
وأشادت بقرار إدارته تعيين روبرت مالي مبعوثاً أميركياً لإيران في الوقت الذي أثير حول هذا الاختيار كثيراً من الجدل بسبب اتهامات سابقة بأن مالي كان ليناً في مفاوضاته السابقة مع الإيرانيين، والتي أدت إلى الاتفاق النووي عام 2015.
مطالب بالتحقيق
وقبل نحو عام تزايدت الدعوات في مبنى الكابيتول لإجراء تحقيق شامل حول ما إذا كانت "نياك" تعمل كجماعة لوبي لحساب النظام الإيراني أو كيانات إيرانية أخرى في انتهاك واضح لقوانين العقوبات الأميركية، بخاصة قانون تسجيل الوكلاء الأجانب المعروف باسم "فارا" وعدد من القوانين الفيدرالية الأخرى.
وحث كل من السيناتور توم كوتون، وتيد كروز، ومايك برون، المدعي العام الأميركي آنذاك وليام بار ووزارة العدل على فتح تحقيق شامل لمراجعة أنشطة "نياك" وشقيقتها "نياك آكشن".
وأشاروا إلى أنه على الرغم من ادعاء "نياك" أنها تعمل لتحقيق السلام ولخدمة الأميركيين من أصل إيراني، فإن هناك مخاوف حقيقية بشأن صلات المنظمة المحتملة بالنظام الإيراني، بخاصة أن بارسي رتب لقاءات بين محمد جواد ظريف حينما كان سفيراً لإيران لدى الأمم المتحدة، وأعضاء من الكونغرس للمساعدة في دفع أجندة النظام الإيراني، وأن باتريك ديزني القائم بأعمال مدير السياسة في "نياك" سابقاً، عبّر عام 2008 عن اعتقاده بأن المنظمة تندرج تحت تعريف "جماعات الضغط"، وفق ما ذكرت "ناشيونال ريفيو" في تقريرها.
تأثير على اليسار
ويعترف كثير من المراقبين بأن رؤية بارسي عام 1999 لإضفاء الشرعية على نهج جديد في سياسة إيران كانت فعالة بلا شك، حيث ساعد ذلك في إقناع العديد من المسؤولين المنتخبين بتبني مواقف استرضاء لطهران، بما في ذلك الاتفاق النووي لعام 2015 واستعادة العلاقات التجارية بين البلدين. وقد أثبت هذا النهج شعبيته بشكل خاص في الجناح اليساري للسياسة الأميركية.
ووفقاً لموقع "رييل كليير انفستغيشن" الإخباري الأميركي، الذي ينتمي إلى مؤسسة غير حزبية، فقد شاركت "نياك" في يناير 2020 في استضافة "استراتيجية لا حرب مع إيران" مع أعضاء ينتمون إلى التيار اليساري في مجلس الشيوخ من المرشحين للرئاسة آنذاك، مثل بيرني ساندرز وإليزابيث وارين، إضافة إلى نائبين ديمقراطيين آخرين هما باربارا لي ورو هانا. كما استضافت السيناتور الديمقراطي كريس مورفي للتحدث في العديد من مؤتمراتها.
وفي مراحل مختلفة، تمكن متدربون سابقون في "نياك" العمل في مجموعة متنوعة من المكاتب في الحكومة الأميركية، مثل مكتب رشيدة طالب عضوة مجلس النواب، وإلهان عمر التي وصفت العقوبات الأميركية في مارس الماضي بـ"الجريمة".
33 زيارة
ووفق عدد من الصحف والمواقع الأميركية، فإن دور "نياك" ارتبط بالاتفاق النووي من خلال مجلس الأمن القومي للرئيس أوباما، وأنه أثناء التفاوض على هذه الصفقة زار بارسي البيت الأبيض 33 مرة، وفقاً لما نشره مارك همنغواي في موقع "رييل كليير انفستغيشن"، والذي أشار إلى أن بارسي جعل منظمته جزءاً لا يتجزأ من صوغ الرسائل الإعلامية التي سمحت للبيت الأبيض بالتحريف والتلاعب في الجدل والنقاش الإعلامي العام بطرق جعلت الاتفاق النووي الإيراني يبدو عملاً جيداً ومفضلاً.
ويؤكد كثير من الباحثين في واشنطن أنه لا مجال لإنكار أن "نياك" تجري عمليات ضغط وأنشطة علاقات عامة بالتنسيق مع أو بالوكالة عن النظام الحاكم في طهران، كما لا يزال عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري يرغبون في إطلاع الشعب الأميركي على حقيقة ما إذا كانت "نياك" تُستخدم بشكل غير قانوني من قبل النظام الإيراني الذي يردد كل يوم شعارات "الموت لأميركا".
وترفض "نياك" اتهامها بالانتماء إلى النظام الإيراني وتؤكد أن ما تقوم به يتماشى تماما مع القوانين المعمول بها في الولايات المتحدة الأميركية.
ولمعرفة موقفها من العديد من الانتقادات التي تثار ضد المجموعة اتصلت اندبندنت عربية بالمجلس الوطني الإيراني الأميركي (نياك)، للرد على أسئلتها لكنها لم تتلق ردا.
وفيما لا تزال طبيعة تأثير "نياك" على الإدارة الأميركية الحالية غير واضحة المعالم حتى الآن، إلا أن شكوكاً واسعة تتزايد لدى الإعلام المحافظ وعدد من الساسة الجمهوريين بخاصة في مجلس الشيوخ من إمكانية تكرار الصلات السابقة التي أدت إلى اتفاق 2015 النووي، على الرغم من اختلاف الظروف وتغير الأوضاع.