كشفت تكنولوجيا مسح متقدمة أسراراً مثيرة للاهتمام عن حفرية "ذات القدم الصغيرة"، وهي حفرية مدهشة لأحد أسلاف الإنسان الأوائل الذي عاش في جنوب أفريقيا قبل 3.67 مليون عام، خلال منعطف مهم في تاريخ تطوّر الجنس البشري.
وقال علماء، الثلاثاء الثاني من مارس (آذار)، إنهم فحصوا الأجزاء الرئيسة من الحفرية شبه الكاملة والمحفوظة جيداً في منشأة "دايموند لايت سورس" البريطانية. وركّز المسح على تجويف الجمجمة، الجزء العلوي من الدماغ، والفك السفلي.
وتوصّل الباحثون إلى تصوّر ليس فقط عن التكوين الحيوي لنوع "ذات القدم الصغيرة"، وإنما أيضاً الصعوبات التي واجهتها صاحبة هذه الحفرية، وهي أنثى بالغة، أثناء حياتها.
سلف مباشر محتمل للإنسان
ويجمع نوع "ذات القدم الصغيرة" بين سمات شبيهة بالقردة وأخرى شبيهة بالبشر، ويعتبر سلفاً مباشراً محتملاً للإنسان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واكتشف رون كلارك، خبير علم الباليونثروبولوجيا في جامعة "ويتواترزراند"، الحفرية في تسعينيات القرن الماضي في كهوف ستركفونتاين شمال غربي جوهانسبرغ، وشارك في إعداد الدراسة الجديدة. وتوصّل إلى أن الحفرية من جنس القردة الجنوبية (أوسترالوبيثيكوس بروميثيوس).
وقالت إميلي بوديه، التي قادت الدراسة المنشورة في دورية "إي-لايف"، إن ما توصّلت إليه الدراسة من معلومات كان له دور مهم في كبر حجم مخ الأوسترالوبيثيكوس وصولاً إلى مخ الإنسان، وهو ثلاثة أمثاله في الحجم.
وقالت بوديه، "أنسجة الأسنان محفوظة جيداً جداً. كانت كبيرة في السن نسبياً بما أن أسنانها متضرّرة بشدة"، لكن لم يتم تحديد سن صاحبة حفرية "ذات القدم الصغيرة".
عيوب في مينا الأسنان
ولاحظ الباحثون وجود عيوب في مينا الأسنان، تشير إلى نوبتين من الإجهاد البدني أثناء الطفولة، مثل المرض أو سوء التغذية.
وتضاف المعلومات الناتجة من المسح الجديد إلى أبحاث سابقة بخصوص "ذات القدم الصغيرة".
وكان أفراد هذا النوع قادرين على المشي منتصبي القامة، لكن كانت لديهم سمات تشير إلى قدرتهم على تسلّق الأشجار، وربما النوم على غصونها لتجنّب الحيوانات المفترسة كبيرة الحجم. كما أنهم يشبهون الغوريلا في ملامح الوجه والأيدي القوية التي استخدموها في التسلّق. لكن أرجلهم كانت أطول من الأذرع كما هي الحال في إنسان العصر الحديث، ممّا يجعلهم أقدم سلف للبشر يمتلك هذه السمة.