قرر قاضٍ أن محاكمة الشرطي الأميركي المتهم بقتل جورج فلويد لن تبدأ قبل غد الثلاثاء على أقرب تقدير، بعد مداولات جرت في اللحظة الأخيرة حول طبيعة التهمة الموجهة إلى ديريك شوفين.
وحضر شوفين، (44 عاما)، الذي أطلق سراحه بكفالة في الوقت المحدد إلى المحكمة في مينيابوليس بشمال الولايات المتحدة، حيث كان من المقرر أن تبدأ المحاكمة باختيار أعضاء هيئة المحلفين.
وأعلن القاضي بيتر كاهيل، أن "المرشحين لهيئة المحلفين هنا، لكن علينا أن نكون واقعيين، لن نبدأ عملية الاختيار قبل غد على أقل تقدير".
وجاء القرار بعدما أبدى الادعاء مخاوف بشأن المضي في المحاكمة، في وقت لا يزال ينتظر قرار المحكمة بشأن التماس قدم إليها لإعادة توجيه تهمة القتل من الدرجة الثالثة إلى شوفين المتهم حالياً بالقتل غير العمد.
وأمس الأحد، سار الآلاف في مينيابوليس بشمال الولايات المتحدة خلف نعش أبيض مغطى بورد أحمر للمطالبة بـ"العدالة" عشية محاكمة شرطي أبيض قتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد.
والحشد المتنوع الذي ظل طوال الوقت صامتاً خلال تكريم فلويد، الأربعيني الأسود الذي فارق الحياة في 25 مايو (أيار) اختناقاً تحت ركبة الشرطي ديريك شوفين، لم يخرج عن صمته سوى لترديد عبارة "لا عدالة، لا سلام".
وسار المتظاهرون في محيط مقر الحكومة المحلية التي ستستضيف المحاكمة اعتباراً من الاثنين، حاملين لافتة كتبت عليها آخر كلمات فلويد "لا أستطيع التنفس".
وبدا المبنى كأنه معسكر محصن مع أسلاك شائكة وكتل خرسانية، وهي إجراءات اتخذت تحسباً لحدوث تجمعات على هامش جلسات الاستماع. كما تم حشد آلاف من رجال الشرطة والحرس الوطني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعبر كثير من المتظاهرين خلال المسيرة عن خشيتهم من خروج شوفين من المحاكمة بلا عقاب.
وقالت بيلي جان فانكنايت، وهي امرأة سوداء تبلغ الثالثة والأربعين، لوكالة الصحافة الفرنسية "آمل أن يسمح نظامنا القانوني بتقديم كل الأدلة، وبأن تتم إدانته". وأضافت أنه في حال حدث العكس "فأنا أريد مزيداً من الناس في الشوارع، وأن يكون هذا بمثابة تذكير".
وقالت إلي جيكوكس الأميركية من أصول أفريقية (36 عاماً) "آمل أن نحصل على العدالة"، مشيرة إلى أن إدانة رجال الشرطة أمر نادر الحصول في الولايات المتحدة.
وبعد تسعة أشهر على مقتل فلويد في حادث أعاد فتح جروح العنصرية العميقة بالولايات المتحدة، يمثل الشرطي المتهم بقتل الرجل الأسود أمام القضاء، الاثنين، في مينيابوليس في محاكمة ستكون استثنائية.
وفي 25 مايو (أيار)، ضغط الشرطي الأبيض بركبته على عنق فلويد الذي كان ممدداً أرضاً على بطنه ومكبل اليدين، على مدى تسع دقائق طويلة لم يأبه خلالها لتوسل الأربعيني الأسود ونداءاته المتكررة "لا يمكنني التنفس"، وواصل الضغط حتى بعدما دخل في غيبوبة.
وأثار فيديو وفاة فلويد الذي صورته فتاة كانت تمر في الشارع، وأعيد بثه على الإنترنت، صدمة ترددت أصداؤها من نيويورك إلى سياتل، وكان لها وقع كذلك في عواصم من العالم مثل لندن وباريس، وصولاً حتى إلى سيدني، حيث نزلت حشود غاضبة إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة هاتفة "بلاك لايفز ماتر"، وهو اسم حركة "حياة السود تهم" المناهضة للعنصرية.